اسرائيل ….. ضحايا كثر لجريمة اسطول الحرية
للكاتب الباحث والاعلامى الاستاذ/ ماجد عزام
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
على عكس ما يبدو للناظرين ثمة ضحايا كثر للجريمة التى اقترفها اسرائيل ضد اسطول الحرية فى عمق البحر المتوسط عدا عن الشهداء التسعة وعشرات المصابين من الناشطين الذين كانوا عرضة لجنون وغطرسة القوة التى مارستها القوة البحرية الخاصة لجيش الاحتلال-شييطت- باوامر مباشرة من نتن ياهو وباراك خريجى الوحدة الخاصة لرئاسة الاركان سييرت متكال التى ارتكبت بدورها عديد من الجرائم فى فلسطين والمنطقة ايضا .
قدرة الردع الااسرائلية هى برأيى احدى اهم الضحايا للقرصنة التى نفذتها وحدة شييطت فى عرض البحر تظهر عزيمة النشطاء كما تسيير الاسطول نفسه ان هذه اسرائيل لم تعد قادرة على ردع احدا فى المنطقة لا سياسيا ولا عسكريا كما ان طريقة عمل الوحدة نفسها تؤكد زوال قدرة الردع الاسرائلية فى عيون اعدائها وكما تساءال اليكس فيشمان عن حق فى يديعوت احرونوت "اذا كانت هذه هى نتائج محاولة السيطرة على سفينة غير مسلحة على مسافة ربع ساعة من اسدود فما الذى ينبغى التفكير فيه عن المواجهة المتوقعة حيال ايران "
الضحية الثانية على المستوى الاسرائيلى الداخلى تتعلق بنابليون او اكثر الجنرالات الاسرائليين حصولا على الاوسمة وزير الدفاع اهود باراك الذى فقد بريقه كقائد عسكرى استثنائى بعدما فقد بريقه كقائد وزعيم سياسى العبقرى والمتخصص فى فك وتركيب الساعات-ووليس البوصلة- المحلل البارع لشوؤن الشرق الاوسط فى الحكومة بات على دائرة الاستهداف السياسى والاعلامى وتصاعدت الاصوات التى تطالب باستقالته وتحمله المسوؤلية عن الفشل الكبير والمدوى دانييل بن سيمون النائب السابق عن حزب العمل والصحافى ايضا لخص بدقة ازمة او بالاحرى مكمن خطورة باراك على اسرائيل والمنطقة " ما زال زال يتصرف بعقلية الخمسينات وشريعة الغاب وفق قاعدة اما تأكل او تؤكل " .
فى السياق الخارجى يمكن الاشارة أيضا الى خسائر مهمة لاسرائيل فالعملية تعنى نهاية او موت التحالف الاستراتيجى مع تركيا ربما تستمر العلاقات فى ابعاد مختلفة ديبلوماسية وحتى تجارية وامنية الا انها فقدت حتما البعد الاستراتيجى فى ظل التناقض الكبير فى التوجهات والسياسات بين البلدين فتركيا التى تسعى الى حلول ديبلوماسية وسلمية لمشاكل المنطقة وفق الشرعية الدولية لا يمكن ان تتحالف استراتيجيا مع دولة تتصرف وفق شريعة الغاب وترتكب المجازر بشكل منهجى ومتسلسل وعن سبق اصرار وترصد منذ تأسيسها حتى الان .
القرصنة الاسرائلية لم تؤدى فقط الى اعادة وضع حصار غزة الظالم وغير الأخلاقى على جدول الاعمال السياسى الدولى وانما ادت ايضا الى بداية العد التنازلى لكسره وهى مسألة وقت فقط حتى يتم انهاء الحصار جديا وعمليا اى كان الشكل المتبع ممرات انسانية كما نص القرار 1860 او فتح معبر رفح بشكل دائم للمواطنين والبضائع او تسيير خط بحرى من غزة واليها انما الثابت والأكيد ان الحصار ولى الى غير رجعة . بعد فشله فى تحقيق اهدافه السياسية والاستراتيجية ..
جريمة المتوسط ستصب مزيد من الزيت على نار الغضب الدولية ضد اسرائيل كدولة تركتب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية وهى ستدفع الرياح فى اشرعة جملات المقاطعة ضد الدولة العبرية على مستويات مختلفة سياسية واقتصادية واكاديمية وامنية كان عاموس عوز محقا عندما قال ليديعوت احرونوت" ان اسرائيل تتحول الى دولة منبوذة وجرباء لا يرغب احد بعلاقة معها الدولة التى تستخدم القوة العسكرية ضد مدنيين لابد من ان تخسر المعركة الاخلاقية ".
احدى اهم التداعيات الأخرى لجريمة القرصنة الاسرائلية تتمثل بكونها اى الجريمة تفرغ مفاوضات التقريب-غير المباشرة- من محتواها وجدواها اذا كان ثمة اشياء كهذه اصلا وهى ستؤدى الى خلق سيرورة تدفع ليس فقط باتجاه كسر الحصار وانما ايضا باتجاه انهاء الانقسام وتكريس المصالحة الفلسطينية ليس وفق اجندات واهواء وضغوط خارجية وانما وفق المصلحة الوطنية العليا التى تقدم الحوار الداخلى وترتيب البيت الفلسطينى على الحوار والمفاوضات مع اسرائيل التى لم ولن تؤدى الى اى نتيجة لا فى المدى المنظور ولا حتى فى المدى البعيد .
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
ماجد عزام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق