الثلاثاء، 31 يناير 2012

عندما اصطاد «حزب الله» الإسرائيليين عبر ثقوب منازل الغندورية! موفاز يسأل أولمرت قبل معركة وادي الحجير: ماذا ستقول للأرامل؟

"أسرى في لبنان: الحقيقة عن حرب لبنان الثانية" (18)
دلّت الإخفاقات التي تكشّفت خلال معركة عبور وادي السلوقي في تموز العام 2006، إلى مدى فقدان الجيش الإسرائيلي مهاراته القتالية في الأعوام التي سبقت الحرب كما انه أظهر عجزا في التفوق على «حزب الله». في الحلقة الثامنة عشرة من كتاب «أسرى في لبنان: الحقيقة عن حرب لبنان الثانية» للمعلّقين الإسرائيليين عوفر شيلح ويوءاف ليمور، عرضت لتفاصيل المعركة الأخيرة في وادي «الحجير» والتي انتهت بمجزرة «ميركافا» أثناء الدخول الى منطقة فرون ـ الغندورية.

نهار الأربعاء في 9 آب وبعد خروج جنود لواء «ناحال» من ميس الجبل، تلقوا أمرا بالانضمام للفرقة «162» المكلّفة باحتلال قطاع القنطرة ـ الغندورية، وهنا قال قائد لواء «ناحال» الكولونيل ميكي إدلشتاين «أخيراً سنحت لنا الفرصة للقيام بعمل حقيقي، مهمة حقيقية، لاحتلال منطقة يجري منها إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل». إلا انه لم يخطر في باله أن المعركة التي تنتظر الفرقة ستكون الأكثر دموية في الحرب.

كانت مهمة الفرقة بسيطة للغاية: ستتحرك الفرقة «162» من المنحدرات الغربية لسلسلة جبال راميم في منطقة أصبع الجليل في اتجاه الغرب، فتسيطر على سلاسل الجبال المطلّة على محور وادي السلوقي، وبعد ذلك تجتازها وتصعد نحو الغرب، الى هضبة الغندورية ـ فرون. وكانت هي «الخطوة الشمالية» التي تحدث عنها رئيس هيئة الأركان دان حالوتس، في جلسة الحكومة في 9 آب. إلا انه خلال الساعات الـ60 التي خصصها رئيس الحكومة إيهود اولمرت للجيش، لم يكن في إمكان هذه الخطوة (حتى لو نفذت من دون أي عقبات) ان تؤدي الى اكثر من مجرد التحرك بضعة كيلومترات في اتجاه الغرب. إذ أن وقف إطلاق النار كان سيتزامن مع وجود قوات الفرقة في المكان نفسه الذي وصلت اليه فعلا نهار الاثنين صباحا في 14 آب، منتشرة في خط لم يكن له أي تأثير في منع انطلاق نيران «حزب الله» او فصل مقاتليه عن الشمال.

خطة عبور وادي السلوقي

وادي السلوقي واد ضيق تغطّيه الأحراج، وهو ينحدر من الجنوب الى الشمال حتى نهر الليطاني. ويصبح عميقا كلما تقدمت نحو الشمال، كما أن سفوحه في الجزء القريب من الليطاني شديدة الانحدار فعلاً. امّا من الجنوب، فالوادي ضحل وسهل العبور، والمسافة بين الجزء الذي يمكن عبوره بلا جهد، نحو الجزء الذي تصعب الحركة فيه مشياً او ركوبا، هي كيلومترات معدودة.

كان قائد الفرقة «162» غاي تسور الذي أعدّ تمريناً لعملية عسكرية تقوم بها كتائب بأكملها ضد هذه المحميات الطبيعية لـ«حزب الله»، قد تسلم أيضا قيادة «اللواء 410» وكان يعرفه جيداً، فدبابات هذا اللواء وهي من طراز «ميركافا ـ 4» الأكثر تطورا في الجيش الإسرائيلي.

أمعن تسور النظر في الخرائط واعتبر ان أفضل مكان للعبور من الغرب هو المعبر الجنوبي في منطقة حولا. وهذا الأمر صحيح لا من ناحية تضاريس الأرض فحسب، بل أيضا لسبب لا يقل أهمية. فالخطر يتهدد القوات سواء من تجمع «حزب الله» في الغندورية ـ فرون (أي من الغرب، من الجهة الثانية لوادي السلوقي) أو من الشمال من ضفة الليطاني الثانية (بالقرب من قرية يحمر الشــقيف)، حيث يمكن أن تتمركز الخلايا المضادة للدروع التابعة لـ«حزب الله»(بحوزتها صواريخ «كورنيت» و«ماتيس» روسية الصنع).

واشتملت الخطة التي عرضها تسور على كل من رئيس هيئة الأركان دان حالوتس وقائد المنطقة الشمالية أودي أدام على ممرين: من الجنوب في منطقة حولا، ومن الشمال العبور بين القنطرة والقصير الواقعة شمال القنطرة، ومن ثم النزول الى وادي السلوقي واجتيازه من الشرق الى الغرب. عارض حالوتس وأدام الممر الجنوبي، فأخذ تسور يجادلهما، إلا ان قائد المنطقة الشمالية، لم يرغب في الاستماع، وقال لقائد الفرقة «162» إنه لن يكون هناك مشكلة في المعبر الشمالي، كما أنه لا حاجة إلى أكثر من معبر واحد.

انتظار الحملة الكبيرة

فجر الأربعاء 9 آب، وقبيل ساعات من اجتماع المجلس الوزاري المصغّر للشؤون السياسية والأمنية للمصادقة على الحملة العسكرية الكبيرة، كان قائد الفرقة «162» غاي تسور أنهى مجموعة ثانية من التعليمات الخاصة بالعملية العسكرية في السلوقي، وقرر ان يبدأ التحرك في الساعة التاسعة مساءً. وفي هذه الأثناء، أُرسلت كتيبة الهندسة التي يقودها اللفتنانت كولونيل أوشري والذي كان ينتظره في الأيام التالية دور حزين ايضاً في معركة وادي السلوقي، لشق محاور الحركة في اتجاه السلوقي وما وراءه. وقد تقدمت بسهولة فاجأت تسور. عملياً اجتازت هذه الكتيبة الوادي صاعدة الى هضبة الغندورية ـ فرون حتى وصلت الى المكان الذي كان يفترض أن يصل اليه «لواء ناحال» في إطار هذه العملية.

لكن في الساعة الثامنة مساء توقف الأمر اذ ان العملية الكبيرة ارجئت. عندها قال تسور للقيادة انه سيحتاج الى وقت قصير كي يصل الى قريتي فرون والغندورية الواقعتين وراء السلوقي. وطلب منها السماح بالوصول الى هناك ومن ثم التوقف وتجميد الوضع. إلا ان الرد الذي وصل مباشرة من رئيس هيئة الأركان كان يقضي بعدم الموافقة إطلاقا.

بقيت كتيبة الهندسة تنتظر في تلك المنطقة، وكانت حركاتها التي كان جزء كبير منها يجري في وضح النهار، مكشوفة أمام «حزب الله» من الشمال والغرب، وعندما طالت الساعات بدأت تتلقى ضربات الصواريخ. ومع انه لم تقع إصابات في صفوف أفرادها، إلا ان تسور طلب إخراجها من تلك المنطقة، قائلا لأدام «بما ان القيادة لم تسمح لنا في أي حال من الأحوال بإرسال قوات لإكمال العملية، لم يعد ثمة معنى لوجود كتيبة الهندسة هناك وحدها»، إلا أن جواب قائد المنطقة الشمالية كان ان «الحملة الكبيرة ستبدأ قريباً». لم يرض تسور وكان رد أدام، الذي لم يكن نفسه يعرف ما الذي يجري لاحقا هو أن «ابق مكانك وانتظر».

في الساعة الثالثة من بعد ظهر الخميس في 10 آب، سمح لتسور أخيرا بسحب كتيبة الهندسة الى الخلف، ووفقا للترتيبات الثابتة في الحرب، تمت إعادتهم الى إسرائيل حيث أُرسلوا للراحة في قاعدة للجيش في هضبة الجولان. لكن بعد مرور يوم ونصف اليوم على إرسالهم الى تلك القاعدة، استُدعوا نهار السبت وكانوا يتناولون وجبة الطعام، للعودة الى لبنان من اجل المشاركة في المعركة الدموية.

«حزب الله» يكشف الخطة

استعد مقاتلو «حزب الله» وانتشروا شمال الليطاني، حيث وضعوا الخلايا المضادة للدروع، المزودة بأفضل الصواريخ الروسية على أهبة الاستعداد للمعركة.

ووفقا لأحدث التقويمات، فإنه في جميع المواقع التي وصل إليها الجيش الإسرائيلي في نهاية الأمر، لم توجد صواريخ «كورنيت» إلا في الغندورية. وفي القرية نفسها، كان هناك في أثناء المعركة، يومي الجمعة والسبت 11 و12 آب، نحو عشرين خلية مضادة للدروع، وهي خلايا لم يتواجد معظمها في القرية قبل يومين من ذلك. وبعد انسحاب كتيبة الهندسة، أمر تسور بإجراء تحقيق استخباراتي لمعرفة ما إذا كانت حركته تسببت بحالة التيقظ والتعزيز في الجانب الثاني، فأعلن ضابط الاستخبارات بثقة أن هناك خلية واحدة فقط مضادة للدروع.

تمركز مقاتلو «حزب الله» في أماكن مخفية، واخفوا صواريخهم في زاوية معروفة مسبقاً في حين تلقت طواقم تشغيل هذه الصواريخ تعليمات قاطعة تقضي بعدم إطلاق الصواريخ إلا عندما تصبح الدبابة في المكان الموجهة اليه.

تلقى قائد الفرقة «162» غاي تسور مكالمة هاتفية من «شخصية كبيرة»، الأمر الذي أصابه بالذهول، إذ قيل له ان رئيس الحكومة (أولمرت) يطلبه على الخط. وقد سأله اولمرت مثلما سأل قادة بقية الفرق، عما إذ كان في قدرته تأجيل العملية 24 ساعة فرد تسور بالإيجاب..

الخطة النهائية.. والهجوم

قرر قائد لواء «ناحال» اجتياز وادي السلوقي كي يصل الى الغندورية، في الوقت نفسه، وُضعت خطة تقضي بنقل كتيبة الدورية للقيام بعملية تطويق عمودية الى الغرب من الغندورية، فيهاجم هضبة الغندورية ـ فرون. وعندما أمعن النظر في الخرائط الجوية، لاحظ وجود سلسلة جبلية صغيرة تصعد في السلوقي في اتجاه الغرب وتخفيه في الشمال، فقال في نفسه «سنصعد الى هناك، كي نصبح محميين من النيران المنطلقة من فرون ومن ضفة الليطاني الثانية».

نهار الخميس 10 آب، وصل قائد الفرقة (162) غاي تسور الى قيادة الفرقة، حيث قام بعرض الخطة: المرحلة الاولى التي ستسيطر فيها «الكتيبة 50 «على القنطرة، وبعد سيطرة «الكتيبة 15» على القصير، ستتحرك «الكتيبة 931»، وتقوم بعبور السلوقي بحيث تكون «الكتيبة 932» وراءها. وعندما يتمركز «لواء ناحال» في أطراف الغندورية، ويبدأ القتال هناك، فإن «الكتيبة 9» التابعة «للواء «410» ستصل الى منطقة الممر، ثم تصعد تلك الطريق وتتمركز في هضبة الغندورية ـ فرون.

لم يكن عبور السلوقي المشكلة الرئيسية التي أثارت قلقه. فالتعليمات التي تلقاها كانت تقضي بالاستعداد للمكوث أربعة أسابيع في تلك المنطقة. حيث ستقوم الفرقة خلالها بعملية تنظيف منهجية.

صبيحة الجمعة في 12 آب، تلقى تسور امراً بالاستعداد للعملية في وادي السلوقي في الساعة السادسة إلا عشر دقائق، وهو الوقت الذي اتصل فيه رئيس الحكومة بوزير المواصلات شاؤول موفاز مبلغاً إياه قرار الموافقة على تنفيذ «الحملة»، فما كان من الأخير الا ان سأل «ماذا ستقول للأرامل؟». علم إدلشتاين أن عليه التوجه الى وادي السلوقي في غياب الوقت الكافي لخطة نارية حقيقية. وبعد بضعة ايام محبطة بالقرب من شاشة البلازما، دخل إدلشتاين بنفسه، القنطرة مع الكتيبة «50»، وكان هذا هو المكان الملائم في نظره كي يدير منه المرحلة الأولى من معركة لواء «ناحال».

في التاسعة وثلاثين دقيقة، أي بعد ساعة من بداية عملية النقل الكبيرة للفرقة النارية بواسطة المروحيات، صعد الجنود التابعون للفتنانت كولونيل شاي من كتيبة دورية «ناحال» الى المروحيات في طريقهم الى هضبة فرون، ثم هبطوا الى الغرب من الغندورية، كقوة تطويق لتعزيز حركة مشاة اللواء في محور السلوقي. وبعد الساعة الثالثة فجراً، وصلت قوة شاي الى هضبة فرون بينما بدأت الكتيبة «931» بالتسلق نحو الغرب. وبما ان حركة انواع المجنزرات كلها داخل لبنان كانت محظورة بصورة شبه مطلقة، تحسبا من العبوات الناسفة والصواريخ المضادة للدروع، تحرك إدلشتاين الى هضبة فرون سيراً على الاقدام مع أفراد قيادته.

الفريسة في مرمى النار

دخلت الكتيبة «931» المعركة في أطراف الغندورية، لكن المدفعية التي وجّهها اللفتنانت كولونيل آفي لم تُصب هدفها جيداً. دخلت الكتيبة المعركة من دون مساعدة كثيفة، ومن دون استنفاد لأي من المزايا التي يتفوق فيها الجيش الإسرائيلي في النيران والحجم. دخل الجيش في مواجهة مع «حزب الله» في الغندورية، في أوضاع متساوية تقريبا وربما اقل من ذلك. فـ«حزب الله» كان في وضع دفاعي، كما انه كان يعرف المنطقة بصورة أفضل أيضا وقد استعد مسبقا. وفي الوقت الذي كانت فيه الكتيبة «932» وقيادة اللواء تصعدان هضبة السلسلة الجبلية المخفية التي اختارها إدلشتاين بحكمة، اصدر تسور بواسطة جهازه الخليوي «وردة الجبال» امرا الى الكتيبة «9» بقيادة إيفي دفرين بالدخول الى الغندورية.

انتظر مقاتلو «حزب الله» دبابات دفرين من اتجاهين: كانوا مختبئين جيداً، بالقرب من البيوت في الغندورية، ويقفون على أهبة الاستعداد في اتجاه الشرق، واخفوا أسلحتهم داخل الشجيرات الكثيفة الموجودة على تلة الليطاني الشمالية، أي في المسافة الأفضل والاتجاه الأمثل للصواريخ المضادة للدروع.

وبحسب خطة إطلاق النار، طلب قائد الفرقة «162» غاي تسور توفير تغطية دخانية لقواته فقد كان يعرف انه لا يملك إلا عددا محدودا جداً منها، وكانت التعليمات تقضي بعدم إطلاق القنابل الدخانية إلا لأغراض الإنقاذ فقط. وكانت نتيجة ذلك هي أنه لم يكن هناك ما يحجب عمل مقاتلي «حزب الله». وعندما عبر دفرين ومقاتلوه نقطة الانعطاف وبدأوا الصعود زحفاً على المسرب الضيق في اتجاه الجنوب (وليس الغرب مكشوفين بالبُعد الواسع للغندورية ومن الخلف في اتجاه الليطاني)، بدأت المطاردة.

في أثناء الصلية الأولى، أصيبت دبابة قائد الكتيبة، كما أصيب دفرين إصابة خطرة، وعندها أصدر هذه الأخير الأمر الى قائد السرية الذي كان بجانبه وهو شاي برنشتاين بمواصلة القتال، لكن هذا القائد وجد صعوبة في التحرك على الطريق، إذ أن القوات الأمامية كانت وصلت الى الحفرة العميقة التي كانت فتحت في الطريق الجبلي نتيجة عملية قصف سابقة نفذها سلاح الجو، ولم يكن في قدرتها التحرك نحو الأمام. وقد أدرك نائب قائد الكتيبة وبرنشتاين الخطأ وحاول العودة (ليس على المحور الرئيسي وإنما على طريق ترابية ضيقة بجانبه، وهي طريق كان التحرك عليها صعبا بصورة خاصة).

انطلقت صواريخ أخرى فأصيب برنشتاين الذي كان عائدا لتوه إلى دبابته بعد أن كان قفز منها كي يساعد طاقم دبابة أخرى وقتل مع اثنين من أفراد طاقمه هما عيدو غربوفسكي وعمشا مشولامي، اما إيتي شتاينبرغ فقتل أثناء محاولته إنقاذ الجرحى. بينما أصيب عدد من الجنود بنيران رفاقهم خلال حالة الارتباك التي سادت ارض المعركة. وتلقت «ميركافا ـ 4» ضربات شديدة. إلا ان الكآبة الشديدة التي سادت بعد الحرب والادعاءات انه لم يجر تطوير منظومات تحمي الدبابات من الصواريخ المضادة للدروع، كانت أمورا مبالغا فيها، في نهاية الأمر فإنه بين 48 دبابة أصيبت في الحرب، تم إيقاف 14 دبابة فقط عن العمل تماما.

أرسل قائد الفرقة «162» «الكتيبة 52» للمساعدة في إنقاذ الكتيبة «9» ومع حلول ظلام ليلة السبت الأحد 12 و13 آب، صعدت أولى الدبابات اخيراً على المحور الصحيح نحو هضبة فرون، إلا أن مهمتها، وهي الدخول في أعقاب لواء «ناحال» والقيام بهجوم في اتجاه الشمال، لم تنفذ.

وعلى مشارف قرية الغندورية، بدأت الكتيبة «931» القتال من دون إسناد ناجح.

لقد كان «حزب الله» مستعدا، وقد كان ثمة مواقع وممرات عبر جدران حجرية، كان في إمكان مقاتلي «حزب الله» استخدامها للتنقل بسرعة من بيت الى آخر. كان هؤلاء المقاتلون يعرفون جيدا نقاط الضعف، وحتى الثقوب في الجدران في الغندورية، فجندي «ناحال» ياعار بن غيات أصيب نتيجة طلقة نارية مرت من خلال الجدار الحجري الذي كان مستندا إليه..

وفي المحصلة قُتل 17 مقاتلا في المعارك التي خاضتها الفرقة «162» في وادي السلوقي. مساء السبت 12 آب، وبعد إسقاط مروحية من طراز «يسعور» في قطاع الفرقة النارية، ألغيت عمليات النقل الجوي للواء «غفعاتي» الذي كان يفترض أن ينضم الى قوات الفرقة في التحرك في اتجاه منطقة صور. وهكذا انهارت فكرة القيام بعملية فصل سريعة نحو الغرب تعزل وتطوق مقاتلي «حزب الله» في الجنوب اللبناني وتفصلهم عملياً عن الشمال.

نهار الأحد 13 آب طلب تسور ألا تقوم قواته بالتقدم في وضح النهار، ثم في الليلة التي تلت ذلك لم يعد هناك معنى لذلك. إذ تم رسميا إعلان وقف إطلاق النار.

السبت، 28 يناير 2012

زغبي: الاحتلال تعامل مع الصورة التي نشرت مع دويك وكأنه كشف سرا

زغبي: الاحتلال تعامل مع الصورة التي نشرت مع دويك وكأنه كشف سرا

كشفت حنين زعبي النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي عن أن الصور التي نشرتها لها الصحف الإسرائيلية على نطاق واسع والتي تضمها وقادة من حركة حماس بالضفة الغربية قد التقطت منذ أكثر من عامين.

وأضافت زعبي في تصريحات صحفيه أن الصورة كانت في احتفالية عقدت بمناسبة خروج رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك من السجن الإسرائيلي قبل إعادة اعتقاله مساء الخميس الماضي.

ونشرت الصحف الإسرائيلية صورة للنائبة حنين زعبي بصحبة قيادي حماس البارز بالضفة عزيز دويك

والناشطة الحمساوية مريم صالح وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في أوساط اليمين الإسرائيلي المتطرف، إذ طالب النائب اوري اريئل المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية إلى فتح ملف تحقيق ضد النائبة زعبي ورفع الحصانة البرلمانية عنها معتبرا عقد هذا الاجتماع "خيانة" لاسرائيل.

وأضافت حنين زعبي ان هناك تحريضا كبيرا ضد النواب العرب في الكنيست لان الصحف الإسرائيلية تعاملت مع هذه الصورة على أنها كشف سرا وصعدت الأمر بشكل مبالغ فيه،مضيفة أن السبب هو إعطاء شرعية أمام الراى العام لمحاولة طرد التجمع الوطني الديمقراطي الذي أمثله من الكنيست خاصة مع قرب انتخابات الدورة الجديدة.

وعن عزم لجنة الأمن بالكنيست إجراء تحقيق معها بعد نشر صورها مع قادة حماس ،قالت انه لم يتم ابلاغي بذلك حتى الآن ،ولفتت الى أن طلب التحقيق الأمنى لنواب الكنيست عادة ما يستغرق وقتا طويلا.

ونبهت حنين زعبي النائبة العربية في الكنيست الإسرائيلي الى أن إسرائيل اتخذت قرارات تمهيدية لتحقيق ذلك مثل الضغط على القضاء الإسرائيلي وتغيير مستشارين قانونين للحكومة بقضاة من اليمين المتطرف الموالي للحكومة الرافض للوجود العربي في الكنيست.

ونبهت الى ان الحكومة الإسرائيلية تسعى خلال الفترة القادمة الى إسكات كل من يطرح اى مشروع سياسي بديل للصهيونية وإقصاء من يعارضها خاصة اذا كان من النواب العرب بالكنيست.

وأكدت ان ذلك لن يغير من موقفها النضالي ضد السياسات العنصرية لإسرائيل مؤكدة ان مرجعيتها هى الشعب الفلسطيني وقضيته.

وحول إعادة اعتقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني عزيز دويك قالت زعبي انه إجراء سياسي تعسفي تسعى إسرائيل من ورائه إلى ضرب المصالحة الفلسطينية من خلال اعتقال قادة حماس بالضفة.

وأضافت أن إسرائيل تخشى الآن من تواجد قوى ونشاط لحركة حماس في الضفة الغربية المحتلة بعد تطبيق المصالحة مع حركة فتح ، كما أن أجواء المصالحة قد تنعكس على زيادة مشاركة الشباب في فعاليات مناهضة لإسرائيل.

وأشارت الى ان التجمع الوطني الديمقراطي الذي تمثله فى الكنيست اصدر بيانا رفض فيه اعتقال عزيز دويك وأدان ذلك بشدة وطالبنا من خلاله باعتقال وزير الدفاع ايهود باراك.

يشار الى ان بعض نواب الكنيست من اليمن المتطرف قد طالبوا بطرد زعبي من الكنيست وقالوا إن مكانها الطبيعي هو برلمان حماس.

الأحد، 22 يناير 2012

كهرباء غزة دائماً مقطوعة.. وإذا جاءت تعطلت كافة الأجهزة الكهربائية


برد قارص..موسم امتحانات علامات مهمة لتعرف ان التيار الكهربائي في قطاع غزة مقطوع على الدوام , " فلسان حال المواطنين" الفواتير في تزايد والكهرباء في نقصان دون تبيان من الجهات المختصة سبب انقطاع التيار الكهربائي بإستمرار وعدم إتباعهم للجدول الموضوع في السابق والذي كان لايكفل لهم حياة كريمة في الأساس , بالإضافة الي ضعف التيار الكهربائي والذي تسبب في الآونة الأخيرة في تعطل العديد من الأجهزة الكهربائية .

المواطن همام من سكان مدينة غزة الشجاعية قال" الكهرباء أصبحت نقمة أكثر منها نعمة حيث ان التيار الكهربائي متقطع " وضعيف للغاية" حيث ان احد الكهربائيين برر ذلك بأن "فيوز الكهرباء في المنطقة" ضعيف , وبعد قليل سيصبح قوي وهذة المشكلة, تسببت في تعطل الثلاجة والمكاوة بسبب تذبب الكهرباء .

وقال ان الجدول الذي كان متبع والذي تعود عليه سكان القطاع قد تغيير حيث ان الكهرباء أصبحت تقطع كل يوم , مرة في الصباح ومرة في المساء وفي أوقات غير منتظمة ,متسائلاً عن المشكلة الجديدة التي طرأت والتي يتذكرها أصحاب شركة الكهرباء في الامتحانات .

المواطنة أم يامن الجيار من مدينة غزة تؤكد أنها أصبحت ترفض دفع فاتورة الكهرباء، نظراً لأن الحكومة تستقطع مبلغاً من زوجها الموظف وبالمقابل الكهرباء لا تأتي إلا بالساعات القليلة، فيما تستعمل الموتور الذي يستنفذ البنزين وبالتالي يدفع المواطن "دم قلبه" بدون مقابل.

وتقول الجيار:"الحكومتان والشركة تستنفذان المواطن الفلسطيني، ويتذرعوا بـ"إسرائيل، في حين أن المواطن مجبر على دفع ثمن تجاهل المسؤولين لحقوق المواطنين ويمعنون في إهانته وإذلاله في عيشه".

ومن جانبها " لم تتماسك المواطنة أم حسان بالدعاء على الانقسام وما جرى للشعب الفلسطيني ودفعه لثمن الانقسام البغيض , والذي دفع ثمنه المواطن بالدرجة الأولى , وليس حكومة غزة او رام الله .

وتمنت ان تعيش غزة كغيرها من الدول , بدون انقطاع للتيار الكهربائي.

ومن جانبه قال المواطن أبو فادي قال: هذة المرة نريد معرفة سبب انقطاع التيار الكهرباء و"لا نريد أن تكون الإجابة بسبب الاحتلال" !!

وتابع : لا أريد أن أتحدث كالعديد من المواطنين بأن قطع الكهرباء في غزة مزاجي , وخاصة وان هناك مناطق تأتي فيها الكهرباء منتظمة ومناطق أخرى يتم فيها القطع بصورة مستمرة دون أي مراعاة وعدما تأتي يكون فيها التيار الكهربائي ضعيف جداً ," لابد ان نعرف ما الذي يحدث في شركة الكهرباء".

وتذكر أبو فادي الاتصال الذي أجراه مع احد العاملين بشركة الكهرباء عندما تأخر موعد وصل التيار الكهربائي حسب الجدول, ورد مدير الشركة بصورة فضة "هو في حدا في غزة كلها لليوم مش مركب ماتور".

ووضع المواطنين بالسبب الحقيقي لانقطاع التيار الكهربائي, والمشاكل المتواصلة دون إيجاد حل جذري ونهائي للمشكلة

وفي تصريحات لمدير مركز معلومات الطاقة في سلطة الطاقة والموارد الطبيعية، أحمد أبو العمرين الأسبوع الماضي برر أن السبب في استمرار انقطاع التيار الكهربائي عن المواطنين يعود لزيادة الأحمال على شبكة الكهرباء بسبب برودة الجو.
وأوضح أبو العمرين أن استخدام أجهزة التدفئة والتسخين التي تستهلك كميات كبيرة من الطاقة زاد من نسبة العجز في الشبكة التي تعاني من اهتراء يتسبب في فقد كميات من التيار قبل وصولها إلى المنازل والمنشآت.

النائب الخضري: تقرير الأمم المتحدة يحتاج لقرار ضاغط ينهي حصار غزة

قال النائب جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار إن التقرير الصادر عن الأمم المتحدة الذي وصف فيه حصار إسرائيل لقطاع غزة بـ"العقاب الجماعي" يحتاج إلى خطوة أشدة قوة وقرار ضاغط ينهي الحصار فعلياً عن القطاع المتواصل للعام السادس على التوالي.

وشدد الخضري في تصريح صحفي صدر عنه اليوم الخميس 19-1-2012م على أن كافة الذرائع التي كان يروج لها الاحتلال لحصار غزة قد سقطت ولا يوجد أمام المجتمع الدولي مبرر للتأخر عن إلزام الاحتلال إنهاء الحصار وترجمة ذلك واقعاً عملياً.

وشدد الخضري على أن هذه التقارير الدولية تؤكد ما تمارسه إسرائيل من انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان بحق الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده خاصة أنه تحدث عن معاناة الضفة الغربية والقدس المحتلة.

وأشار الخضري إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يتكشف على حقيقته أمام المجتمع الدولي لكن كل هذا لا يكفي للوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومنحه حقوقه المشروعة ووقف سرقة أرضه وحقه في الحياة الكريمة الحرة.

وأشاد الخضري بالتقارير الدولية المساندة للشعب الفلسطيني في مختلف قضاياه من رفض للاستيطان والجدار وخاصة في ملف حصار غزة.

ولفت الخضري إلى تواصل الحصار البري والبحري والجوي المفروض على قطاع غزة لكن بنسب متفاوتة وأن تخفيف الحصار في مجالات معينة غير كاف، مشدداً على ضرورة فتح كافة المعابر التجارية وإدخال كافة المستلزمات وخاصة مواد البناء والمواد الخام.

السبت، 14 يناير 2012

ا«أســرى فــي لبنــان: الحقيقة عن حرب لبنان الثانية» 9 أولمرت يبشر جيشه بمصادقته على احتلال مدينة بنت جبيل


جنود إسرائيليون يستريحون خلال الحرب


موفاز يرد: العملية تحتاج إلى فرق.. وأقترح مدينة صور بديلاً

مع اقتراب نهاية الأسبوع الثاني لحرب تموز، طغى على الجمهور الإسرائيلي شعور بخيبة الأمل، لأن العملية العسكرية تشرف على نهايتها من دون إحراز أي إنجاز. في هذه الأجواء، تضاءلت كثيرا الفرصة أمام المسؤولين في الجيش الإسرائيلي لأن يتطرقوا الى أحداث مارون الراس، كما لو كانت مجرد خلل محلي لا يتطلب تغيير أسلوب العمل المختار الذي كان قد تقرر انتهاجه قبل أيام معدودة، أي القيام بغارات محدودة داخل الأراضي اللبنانية، وبصورة رئيسة في المنطقة المحاذية للحدود الشمالية.

في الحلقة التاسعة من كتاب «أسرى في لبنان: الحقيقة عن حرب لبنان الثانية» للمؤلفين الاسرائيليين عوفر شيلح ويوءاف ليمور، سرد لوقائع الاحداث التي سبقت الهجوم على بلدة بنت جبيل. ويذكر الكاتبان انه اثناء المناقشات اليومية التي كانت تجري عند رئيس الاركان دان حالوتس لتقييم الاوضاع على ارض المعركة، قال احد المشاركين، انه بعد مرور يوم على احداث مارون الراس فإنه يجب القيام بعمل شيء آخر.

نهار الأحد في 23 تموز، قال نائب رئيس الأركان الاسرائيلي موشيه كابلينسكي في جلسة الحكومة إن الجيش الاسرائيلي ينفذ «عملية تطهير خط الموقع على مسافة تتراوح بين 600 و1000 متر عن الحدود». وهذه عبارة عن خطوات قصيرة ومركزة تتمثل في ضرب البنى التحتية ثم المغادرة. ووجه وزير الداخلية روني بار اون سؤالا عما إذا كانت القوات ستدخل الى القرى. فأجاب كابلنسكي: «لن ندخل أي قرية كما اننا لا ننوي ذلك. وقد قمنا اولا وقبل أي شيء بتجنيد 18 الف جندي وسيحل هؤلاء الجنود مكان الجنود النظاميين وذلك بغية تشكيل اربعة طواقم يعادل كل منها حجم لواء. وفي هذه اللحظة يوجد في لبنان اقل من لواء عسكري».

طلب وزير الدفاع عمير بيرتس التشدد على ألا يتحدث احد عن دخول بري واسع الى لبنان وقال «ان الجدل في شأن الدخول البري سابق لأوانه. ونحن لم نطلب الموافقة على الدخول البري لا لاحتلال أراض في لبنان، ولا لأي عملية عسكرية تتجاوز دعم عمليات القصف الجوي التي ينفذها سلاح الجو».

في ذلك الوقت، كانت قيادة المنطقة الشمالية مشغولة بالتحضير لعملية عسكرية واسعة في بنت جبيل الواقعة على بعد نحو أربعة كيلومترات الى الشمال من مستعمرة افيفيم المقابلة لبلدة مارون الراس. ومع أن هذه العملية العسكرية لم توصف بأنها «احتلال ارض» أو «دخول بري» إلا أن نتائجها كانت ستغير نهائياً مفهوم الجمهور الإسرائيلي في ما يتعلق بسير الحرب.

هنا يبرز السؤال عن أول شخص اقترح الذهاب الى بنت جبيل، وهي بلدة لم يطلق منها سوى بضعة صواريخ؟

قائد المنطقة الشمالية أودي أدام كان هو الشخص الذي طرح هذا الأمر أول مرة وذلك في 18 تموز. اما صاحب الفكرة، فكان قائد الذراع البرية بني غانتس الذي اعتقد أن من شأن العملية العسكرية في بنت جبيل تحقيق الرغبة في الحصول على إنجاز جوهري في مكان واحد. وفي الوقت نفسه «القيام بعملية في قرية صغيرة تطلق منها الصواريخ»، مقترحاً إرسال كتيبة إلى قريتي ياطر وزبقين او الى قرية برعشيت.

نهار الجمعة في 21 تموز، توجه كبار ضباط هيئة الأركان الى الشمال. وفي منتصف الليل، عقد رئيس الهيئة دان حالوتس اجتماعاً لقادة الفرق العسكرية في مقر قيادة المنطقة الشمالية أقترح فيه ادام خطة ينفذ بموجبها لواء المظليين غارة محدودة في بنت جبيل، بينما ينفذ لواء «غولاني» غارة على بلدة الطيبة. اما رئيس شعبة العمليات غادي ايزنكوت فأعرب عن معارضته توزيع الجهود وتوجه نحو خريطة في الغرفة فرسم خطاً عليها شمالي بنت جبيل وقال للحضور «إذا كنا نريد بنت جبيل فعلينا القيام بعملية عسكرية حقيقية على مستوى فرقة عسكرية تشمل قصفاً مدفعياً تمهيدياً وهجوماً ينفذه لواءان عسكريان. وافق كابلينسكي على هذا الاقتراح وطلب من أدام أن يشارك لواء «غولاني» في تنفيذ هذه العملية أيضاً.

في تلك الساعات، كان لواء «غولاني» في طريقه نحو الشمال، بعدما تلقى قبل يوم من ذلك أمراً بالخروج من قطاع غزة. وفي ذلك الوقت، لم يكن هذا اللواء موجوداً بإمرة قائد فرقة الجليل (91) غال هيرش، الذي كان يفترض بفرقته ان تنفذ الهجوم على بنت جبيل. وعندما وصلت قيادة اللواء الى الشمال وُضع قائد لواء «غولاني» تمير يادعي بإمرة الفرقة العسكرية 162 بقيادة البريغادير غاي تسور الذي اصدر اليه الامر بالاستعداد للعملية العسكرية في منطقة الطيبة في قضاء مرجعيون.

الخطة التي اقترحها كل من كابلينسكي وايزنكوت في محاولة لتجنب الوصول من الاتجاه المتوقع (التحرك داخل حدود إسرائيل والهجوم من الجنوب) اشتملت على أن يقوم لواء عسكري بفصل مدينة بنت جبيل يتبعها عملية التفاف من ناحية الشمال كما تضمنت السيطرة على المنطقة والتعامل في وقت لاحق مع كل من يوجد داخل هذه البلدة.

اجمل حالوتس النقاش بقوله لأودي ادام «لديك لواءان عسكريان داخل المنطقة هما «غولاني» و«المظليين»، وسيكون اللواء السابع بمثابة عامل مساعد من جهة الجنوب بحيث يقدم الدعم الناري بواسطة الدبابات من منطقة الحدود. وذلك تحسباً لإدخال الدبابات الى داخل الأراضي اللبنانية.

كانت الخطوط الهيكلية للخطة التي تمت المصادقة عليها هي تلك التي رسمها كابلينسكي وايزنكوت. بعد ذلك، ذكّر حالوتس بأن الهدف الذي كان ركّز عليه طوال فترة القتال هو ضرب اكبر عدد من عناصر «حزب الله» وإحضار عدد من الأسرى.

خلال الحرب كلها درج ايزنكوت، الذي كان بصفته رئيسا لشعبة العمليات في هيئة الاركان ومسؤولا عن العمل الجاري للجيش، على النهوض في السادسة صباحاً ومتابعة تطورات الأحداث في قيادة المنطقة الشمالية من خلال جهاز الفيديو. وقد فعل ذلك نهار السبت في 22 تموز وأصيب بالذهول عندما تبين له ان لواء «غولاني» ما يزال منشغلا بالتخطيط للعملية العسكرية التي ستنفذ في بلدة الطيبة. وانه لم يوضع بإمرة هيرش لأغراض الهجوم على بنت جبيل وفق تعليمات حالوتس.

دخل ايزنكوت مكتب كابلينسكي وقام الإثنان بالاتصال بقائد «غولاني» يادعي واستمعا منه الى تأكيد هذه الأمور. اعرب كابلينسكي في ختام الجلسة عن حنقه بسبب عدم قيام قيادة المنطقة الشمالية بتنفيذ التعليمات التي كانت صدرت عن حالوتس مساء اليوم السابق. في أعقاب ذلك تلقى يادعي الامر بانضمام «غولاني» الى الفرقة (91) بقيادة هيرش لتنفيذ العملية في بنت جبيل.

الخطة النهائية للعملية العسكرية التي وضعها هيرش، بضغط من القيادة لم تشتمل على عملية تطويق من الشمال. وإنما على التفاف حول المدينة من الشرق (لواء «غولاني») ومن الغرب (لواء «المظليين»)، في الوقت الذي يقوم فيه اللواء السابع بالتغطية من الجنوب من دون قطع طريق الانسحاب لمقاتلي «حزب الله». بقيت مبادئ الخطة مماثلة للسيطرة على المنطقة لا احتلال المدينة. ضرب مقاتلي الحزب لا الانتقال من بيت الى بيت والتورط في معركة داخل تخوم البلدة المزدحمة بالسكان.

قال هيرش انه يجب إطلاق نيران كثيفة، بحيث ان كل من يحاول الخروج من داخل البيوت في بنت جبيل سينكشف أمام القوات الموجودة هناك وبالتالي سيصاب. بعد ذلك، عرض هيرش الخطة امام يادعي كالتالي: هجوم على بنت جبيل يبدأ يوم الاثنين في 24 تموز ويستغرق 48 ساعة وبعد ذلك وبينما كان يادعي يعمل جاهداً على تجميع اللواء الذي كان يشق طريقه ببطء نحو الشمال وصل إشعار فحواه إن الوقت المحدد قد تغير: ستبدأ العملية يوم الأحد 23 تموز ومدتها لم تتغير: يومان كاملان.

في مجموعة الأوامر الأخيرة التي أعدها ضباط برئاسة الجنرال ادام، اكد الاخير ان الهدف ليس احتلال بنت جبيل انما المكوث في مناطق مشرفة ومسيطرة، ومنع إطلاق الكاتيوشا، وقتل عناصر «حزب الله» الموجودين هناك. وختم بالقول «لست بحاجة الى ان اخسر هناك قائد لواء بحيث اجد نفسي مجروراً الى حرب». وقد فهم كل من يادعي وقائد لواء المظليين حغاي مردخاي وقائد اللواء السابع امنون إيشل اقوال الجنرال ادام على انها تأكيد لما كانوا سمعوه منذ بداية القتال: ان هذه ليست حربا وإنما مجرد عملية عسكرية، غارة يعود بعدها الجنود الى داخل الأراضي الإسرائيلية.

كان تبقى للواء اقل من سبع ساعات ليصدر الاوامر الى القادة العسكريين الثانويين، وكي يستعد للمعركة ويصل الى نقطة الانطلاق بالقرب من السياج الحدودي.

في الوقت الذي كانت فيه القوات تقف في حالة تأهب، التقى وزير المواصلات شاؤول موفاز داخل الكنيست رئيس الحكومة ايهود اولمرت، وكان لدى هذا الأخير بشرى إذ قال له: «لقد أعطيت موافقتي على احتلال بنت جبيل».

اصيب موفاز بالذهول عند سماعه ذلك، حيث كان هو وبقية الوزراء سمعوا طوال الوقت من العسكريين ومن وزير الدفاع عمير بيرتس أن الأمر لا يتعلق بتوغل بّري. لذا كان لديه إحساس بأن اولمرت ببساطة لا يفهم الإجراء الذي قام به. بعد ذلك طلب موفاز من العاملين في ديوان اولمرت ان يحضروا له خريطة وضعها على الطاولة وتوجه الى اولمرت، كمن يعلّم جندياً مبتدئاً الدرس الأول في موضوع الطوبوغرافيا قائلا له: هل ترى هذه الخريطة؟ كل خمسة سنتيمترات هنا تعادل كيلو مترا واحدا. هنا سأل اولمرت: ما هذا؟ وكان يشير الى مركز سكاني على الخريطة هل هذه هضبة الجولان؟ فأجابه موفاز قائلا «لا إنها كريات شمونة».

وتابع موفاز «انظر الى مدينة بنت جبيل كم هي كبيرة أنا كنت قائد لواء هناك اعرف المكان جيداً. وأنت لا يمكنك أن ترسل الى هناك كتيبة هنا وكتيبة هناك، فهذه عملية تحتاج الى فرق من الجيش. اعتقد أن هذا الامر لا يجوز عمله. كما أقترح بدلاً من ذلك القيام بعملية عسكرية في مدينة صور».

هنا سأل اولمرت مجدداً وقد تملكته المفاجأة «لماذا صور بالذات»؟ فأجابه موفاز «لأنهم يقومون بإطلاق صواريخهم من هذه المدينة»؟. بعدها توجه اولمرت الى سكرتيره العسكري غادي شامني بالقول «هذا صحيح»؟ نظر شامني الى رئيسه بشيء من الارتباك ثم اجابه «لقد قلنا لك إن الصاروخ الذي قتل ثمانية أشخاص في محطة للقطارات في حيفا كان أطلق من منطقة صور». ثم سأل اولمرت موفاز عما اذا كان يقصد القيام بتجنيد قوات الاحتياط، فرد موفاز قائلا «لديك في الوقت الراهن قوات موجودة في رأس البياضة (شمال رأس الناقورة)» وهنا سأله اولمرت: أين؟

نهار الاحد وفي الساعة الثامنة والدقيقة الخامسة عشرة مساء بدأت قوات لواء «غولاني» بالتحرك الى داخل لبنان. لم يكن هذا اللواء منتظماً بالكامل، إلا انه كان يتباهى دائماً بأنه يبدأ في الوقت المحدد سواء اكمل انتظامه ام لا. اما المظليون في المقابل فلم يدخلوا، إذ قال مردخاي لهيرش إنه بحاجة ليوم آخر لإكمال الاستعدادات. ونظرا الى ان الأمر يتعلق بتحرك من اجل الوصول الى مناطق مشرفة ومسيطرة سُمح للمظليين بالتأخر. كذلك لم يكن اللواء السابع مستعداً تماماً، ويبدو ان الجيش الاسرائيلي الذي كان يعمل داخل المناطق (المحتلة) فقد القدرة على إدارة أي عمل قيادي وإدارة جداول زمنية معقدة تتعلق بتحرك الالوية. كما ان أي قائد فرقة عسكرية لم يتذكر كيف تبدو فرقته في الميدان. ولم يدرك حجم القوة التي يدور الحديث عنها. ونظراً الى أن القوات كانت مبعثرة في كل مكان (كانت كتيبة المظليين منتشرة في بداية القتال من البحر الى جبل الشيخ) ولم تُنظّم.. كل هذا ادى الى عدم وجود رابط بين الأوامر.. والواقع الميداني.

(الحلقة المقبلة: بنت جبيل ستالينغراد جنوب لبنان)

الثلاثاء، 10 يناير 2012

اسم الانسان يترك انطباعا لدى الانسان ويؤثر على الفرص بالحياة

يعرف عادة بأن اسم الإنسان يترك انطباعاً عند الآخرين ما أن يسمعوا به، وقد تأكد هذا الأمر علمياً الآن بعدما اكتشف باحثون ألمان ان الاسم المرتبط بصفات سيئة يمكن أن يترك في الحقيقة تأثيراً سلبياً على الحياة في مرحلة الراشد.
ووجد الباحثون في دراسة نشرت في مجلة "علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية ان اسم الإنسان يؤثر على فرصه في الحياة".
وأكد فيبكي نيبريتش وهو باحث في كلية أبحاث ماكس بلانك ان "مجموعة البحث أرادت اكتشاف تأثير الأسماء، ودوره في العلاقات"، مضيفا أن "عملية الربط بين الاسم والعلاقات غالباً ما تحدث بطريقة غير واعية، بحيث نتأثر بالصحف والقصص ومن تاريخنا بالتأكيد".
ووجد الباحثون انه "في ألمانيا لقيت الأسماء ذات الارتباط "الإيجابي" مثل ألكسندر استجابة أفضل من تلك التي لديها ارتباطات "سلبية" مثل كيفن"، محذرين من ان "كل ثقافة تقيم الأسماء بشكل مختلف، فاسم "كيفن" قد يحظى باستجابة اكبر في أميركا أو إيرلندا من ألكسندر".
لكنهم حذروا الأهل ودعوهم إلى التروي عند اختيار أسماء أطفالهم.
وأكد الفريق ان "الأسماء يمكن أن تؤثر على التعليم وفرص إقامة علاقات وتقدير النفس في مراحل الحياة اللاحقة".

السبت، 7 يناير 2012

قافلة "أميال من الابتسامات 8 " تنطلق إلى قطاع غزة الأسبوع المقبل


قافلة "أميال من الابتسامات 8 " تنطلق إلى قطاع غزة الأسبوع المقبل

اعلن منظمى قافله اميال من الابتسامات انهم يجرون اتصالات مع السلطات المصرية المختصة لإطلاق القافلة الثامنة إلى قطاع غزة خلال الأسبوع المقبل.

وأن الترتيبات تسير بشكل حثيث، بهدف دخول القافلة إلى القطاع فى العاشر من الشهر الجاري، موضحاً أن القافلة ستضم أدوية ومعدات طبية مختلفة، إضافة لسيارات إسعاف وأخرى مجهزة لنقل ذوى الاحتياجات الخاصة.

يذكر أن المنظمين لقوافل أميال من الابتسامات نظموا من قبل سبع قوافل خلال العامين الماضيين ، تحمل المساعدات الإغاثية والإنسانية لأهالي قطاع غزة

العام الجديد الأكثر حرارة منذ عام 1850


توقعت هيئات الأرصاد الجوية أن يكون عام 2012 أحد الأعوام العشرة الأكثر حرارة منذ عام 1850، إذ من المتوقع أن تزيد الحرارة على الكره الارضيه بنحو نصف درجة مئوية هذا العام عن المتوسط الطويل الأجل وهو 14 درجة.

وتأتي هذه التوقعات بعد أن أشارت بيانات مؤقتة نشرها مكتب الأرصاد الجوية وجامعة إيست أنجليا الشهر الماضي إلى أن درجات الحرارة في 2011 كانت أعلى بمقدار 0.36 درجة عن المتوسط الطويل الأجل، بما يجعله العام رقم 11 بين الأعوام الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات المناخية.

من جهة ثانية، شهدت أستراليا ثالث أكثر عام من حيث غزارة الأمطار العام الماضي الذي شهد أيضا برودة بلغت أقل من المتوسط المعتاد منذ عام 2001.

وكانت أستراليا واحدة من دول قلائل شهدت تراجعا في درجات الحرارة إلى أقل من المتوسط في عام 2011.