"إسرائيل واغتيال المبحوح"... ملاحظات أساسية
ماجد عزام*
. مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
جريمة اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح لم تنته فصولاً بعد، وهي ستترك آثاراً بعيدة المدى ليس فقط على العلاقات)الفلسطينية -الإسرائيلية ( وإنما أيضاً )الفلسطينية- الفلسطينية( في ظل اعتقال ضابطين من أجهزة السلطة الأمنية و في ظل التجاذبات والخلافات حول المرجعية السياسية والحزبية التي ينتميان إليها ومن خلال الحديث, عن اختراق امني في صفوف حماس سهّل عملية الاغتيال وتحديداً في الدائرة المحيطة بالشهيد المبحوح.
عموماً سيركز هذا المقال على الآثار والتداعيات الإسرائيلية لجريمة اغتيال المبحوح إن فيما يتعلق بالسياق الداخلي أو ذاك الخارجي الخاص بالعلاقات مع المحيطين, الإقليمي والدولي.
اختلف التعاطي الإعلامي الإسرائيلي مع الوقت تجاه الجريمة فبعد الاحتفال والنشوة والتباهي بقدرات الموساد الخارقة والذراع الطويلة والإمكانيات الاستخبارية والعمليات الاستثنائية، تغيرت النغمة بمجرد كشف شرط دبي سيناريو الجريمة غير الكاملة . ووصل الأمر بصحيفة "هآرتس" إلى المطالبة بإقالة قائد الموساد مائير داغان وانتقاد قرار التمديد له لسنة ثامنة فى قيادة الموساد على خلفية الغرور والجمود المؤسساتي والتنظيمي. كما انتقدت الصحيفة الوزراء الذي وافقوا على القرار بل والتصفيق له دون طرح الأسئلة الصائبة عن جدواه ,وتداعياته على استقرار الموساد ومعنويات الموظفين والعاملين فيه, وفي ظل استقالة شخصيات نوعية ومهمة خلال السنوات الثمان السابقة .
عوضاً عن انتقاد داغان وأهليته لقيادة الموساد فى المرحلة القادمة خاصة مع تاكيد فشله فى عرقلة المشروع النووي الايرانى بشكل جدى. طرحت وجهات نظر نقدية اخرى حول دور الجهاز ككل وتحوله من جهاز مخابرات لجمع المعلومات ووضعها أمام صناع القرار الى آلة للقتل والاغتيالات وفق نظرية السكين بات بين الاسنان- لمئير داغان- حتى ان أحد محللى "هآرتس" استغرب كيف أن المخابرات الإسرائيلية هي الوحيدة في العالم التي تعتبر الاغتيال قاعدة أساسية لعملها وليس الاستثناء.
الأمر وصل فى اسرائيل ايضا إلى مناقشة مسألة او قضية الاغتيالات بشكل عام التي اتبعتها إسرائيل منذ تاسيسها حتى الآن، ومع استثناءات ناجحة ومعدودة بدا المشهد تاريخيا وكانه نجاح تكتيكي واخفاق استراتيجي- - في ظل العدد الكبير من القادة الفلسطينين الذين نجحت إسرائيل في اغتيالهم عبر الموساد أو حتى عبر الجيش وأجهزته المختلفة –دورية النخبة سييرت متكال- دون تغيير جذرى فى سيرورة الصراع . فالقضية الفلسطينية لم تمت ومطالبة الفلسطينين بحقوقهم لم تتوقف او تلين ورغم الخلافات الداخلية المؤسفة والمحزنة إلا أن الحد الأدنى المقبول هو نفسه وبدونه لن تحل القضية ولن يسود السلام والاستقرار في المنطقة.
ماجد عزام*
. مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
جريمة اغتيال القيادي في حماس محمود المبحوح لم تنته فصولاً بعد، وهي ستترك آثاراً بعيدة المدى ليس فقط على العلاقات)الفلسطينية -الإسرائيلية ( وإنما أيضاً )الفلسطينية- الفلسطينية( في ظل اعتقال ضابطين من أجهزة السلطة الأمنية و في ظل التجاذبات والخلافات حول المرجعية السياسية والحزبية التي ينتميان إليها ومن خلال الحديث, عن اختراق امني في صفوف حماس سهّل عملية الاغتيال وتحديداً في الدائرة المحيطة بالشهيد المبحوح.
عموماً سيركز هذا المقال على الآثار والتداعيات الإسرائيلية لجريمة اغتيال المبحوح إن فيما يتعلق بالسياق الداخلي أو ذاك الخارجي الخاص بالعلاقات مع المحيطين, الإقليمي والدولي.
اختلف التعاطي الإعلامي الإسرائيلي مع الوقت تجاه الجريمة فبعد الاحتفال والنشوة والتباهي بقدرات الموساد الخارقة والذراع الطويلة والإمكانيات الاستخبارية والعمليات الاستثنائية، تغيرت النغمة بمجرد كشف شرط دبي سيناريو الجريمة غير الكاملة . ووصل الأمر بصحيفة "هآرتس" إلى المطالبة بإقالة قائد الموساد مائير داغان وانتقاد قرار التمديد له لسنة ثامنة فى قيادة الموساد على خلفية الغرور والجمود المؤسساتي والتنظيمي. كما انتقدت الصحيفة الوزراء الذي وافقوا على القرار بل والتصفيق له دون طرح الأسئلة الصائبة عن جدواه ,وتداعياته على استقرار الموساد ومعنويات الموظفين والعاملين فيه, وفي ظل استقالة شخصيات نوعية ومهمة خلال السنوات الثمان السابقة .
عوضاً عن انتقاد داغان وأهليته لقيادة الموساد فى المرحلة القادمة خاصة مع تاكيد فشله فى عرقلة المشروع النووي الايرانى بشكل جدى. طرحت وجهات نظر نقدية اخرى حول دور الجهاز ككل وتحوله من جهاز مخابرات لجمع المعلومات ووضعها أمام صناع القرار الى آلة للقتل والاغتيالات وفق نظرية السكين بات بين الاسنان- لمئير داغان- حتى ان أحد محللى "هآرتس" استغرب كيف أن المخابرات الإسرائيلية هي الوحيدة في العالم التي تعتبر الاغتيال قاعدة أساسية لعملها وليس الاستثناء.
الأمر وصل فى اسرائيل ايضا إلى مناقشة مسألة او قضية الاغتيالات بشكل عام التي اتبعتها إسرائيل منذ تاسيسها حتى الآن، ومع استثناءات ناجحة ومعدودة بدا المشهد تاريخيا وكانه نجاح تكتيكي واخفاق استراتيجي- - في ظل العدد الكبير من القادة الفلسطينين الذين نجحت إسرائيل في اغتيالهم عبر الموساد أو حتى عبر الجيش وأجهزته المختلفة –دورية النخبة سييرت متكال- دون تغيير جذرى فى سيرورة الصراع . فالقضية الفلسطينية لم تمت ومطالبة الفلسطينين بحقوقهم لم تتوقف او تلين ورغم الخلافات الداخلية المؤسفة والمحزنة إلا أن الحد الأدنى المقبول هو نفسه وبدونه لن تحل القضية ولن يسود السلام والاستقرار في المنطقة.
إقليمياً تؤكد جريمة الاغتيال معطيات عدة :
1- إسرائيل لا تقم وزنا جديا للتطبيع والانفتاح على الدول العربية لان مصالحها الامنية الضيقة مقدمة على كل الاعتبارات الأخرى، فهى نفذت الجريمة فى مدينة دبى رغم مشاركة وزير البنى التحتية في مؤتمر دولى فى الامارة قبل ايام من الجريمة بينما شاركت لاعبة التنس شاحر فى بطولتها المفتوحة لهذه السنة " علما ان اللجنة المنظمة رفضت مشاركتها العام الماضى " وعندما غيرت رايها كانت الجريمة بمثابة المكافاة او الرد الصهيونى المناسب وفق التعبير الشائع فى اسرائيل .
2- تكرس الجريمة فى احد دلالاتها ذهنية الاستهتار والغطرسة والتعالى تجاه الدول العربية كافة وامارة دبى خاصة . فقد استخف الموساد بقدرات شرطة دبى وتصرف بمنطق انه الجهاز الذى لا يقهر فاذا شرطة دبى تظهره عاريا متلبسا وحتى هذا المعطى اى النجاح الاستثنائى لشرطة دبى تم التعاطى معه بعنصرية بحجة ان العقل العبرى متفوق على العقل العربى وبناء عليه فان الفعل العبرى الاصيل هو فعل شرطة دبى بينما فعل الموساد هو الفعل العربى المتخلف .
3- أما فيما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية مع الاتحاد الاوروبى وتحديداً بعد استخدام جوازات سفر تخص بعض دول الاتحاد ، فان الامر لن يؤدى إلى أزمة دبلوماسية جدية وسيتم تجاوزه على المستوى الرسمي ولو على المدى البعيد . غير أن الأهم برأيي يتعلق بصورة إسرائيل في الشارع الغربي وتحديدا الأوروبي عطفاً على تقرير غولدستون الأمر الذي يستحق الاهتمام والمتابعة وللتذكير فقط فان جريمة الاغتيال حدثت فى احدى المدن العالمية بامتياز-دبى- واستخدت فيها جوازات سفر غربية مزورة-سليمة ولكنها استخرجت بالاحتيال والتزوير- ما يبرهن على جوهر تقرير غولدستون إسرائيل لا تتوقف عن ارتكاب الجرائم وبالتالى لابد من محاسبتها-غياب المحاسبة لا يؤدى الى الاستقرار والسلام حسب القاضى غولدستون- و فرض مزيد من العزلة والمقاطعة عليها في المستويات المختلفة السياسية الاقتصادية والإعلامية والقضائية والأمنية والعسكرية وهنا تحديداً يمكن جبى الثمن عن جريمة الاغتيال كما عن الجريمة الأهم و الأساس وهي الاحتلال العسكري للشعب الفلسطينى ومنعه من تحقيق اماله الوطنية وحقه فى الاستقلال و تقرير المصير.
ماجد عزام*
2- تكرس الجريمة فى احد دلالاتها ذهنية الاستهتار والغطرسة والتعالى تجاه الدول العربية كافة وامارة دبى خاصة . فقد استخف الموساد بقدرات شرطة دبى وتصرف بمنطق انه الجهاز الذى لا يقهر فاذا شرطة دبى تظهره عاريا متلبسا وحتى هذا المعطى اى النجاح الاستثنائى لشرطة دبى تم التعاطى معه بعنصرية بحجة ان العقل العبرى متفوق على العقل العربى وبناء عليه فان الفعل العبرى الاصيل هو فعل شرطة دبى بينما فعل الموساد هو الفعل العربى المتخلف .
3- أما فيما يتعلق بالعلاقات الإسرائيلية مع الاتحاد الاوروبى وتحديداً بعد استخدام جوازات سفر تخص بعض دول الاتحاد ، فان الامر لن يؤدى إلى أزمة دبلوماسية جدية وسيتم تجاوزه على المستوى الرسمي ولو على المدى البعيد . غير أن الأهم برأيي يتعلق بصورة إسرائيل في الشارع الغربي وتحديدا الأوروبي عطفاً على تقرير غولدستون الأمر الذي يستحق الاهتمام والمتابعة وللتذكير فقط فان جريمة الاغتيال حدثت فى احدى المدن العالمية بامتياز-دبى- واستخدت فيها جوازات سفر غربية مزورة-سليمة ولكنها استخرجت بالاحتيال والتزوير- ما يبرهن على جوهر تقرير غولدستون إسرائيل لا تتوقف عن ارتكاب الجرائم وبالتالى لابد من محاسبتها-غياب المحاسبة لا يؤدى الى الاستقرار والسلام حسب القاضى غولدستون- و فرض مزيد من العزلة والمقاطعة عليها في المستويات المختلفة السياسية الاقتصادية والإعلامية والقضائية والأمنية والعسكرية وهنا تحديداً يمكن جبى الثمن عن جريمة الاغتيال كما عن الجريمة الأهم و الأساس وهي الاحتلال العسكري للشعب الفلسطينى ومنعه من تحقيق اماله الوطنية وحقه فى الاستقلال و تقرير المصير.
ماجد عزام*
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
هناك تعليقان (2):
ماشاء الله اللهم انصر المقاومة في كل الوطن العربي والاسلامي.
ماشاء الله على حزب الله لقد كشفت عنا غمة الانظمة المنبطحة.
نتمنى على حزب الله في الحرب القادمة احتلال شمال فلسطين وفرض شروط قاسية على العدو الصهيوني حتى يستفيق العالم الغربي من تخديره.
ارفع تحياتي الخالصة الى رئيس شرطة دبي على فحولته ورجولته في كشف ترهات الموساد وغدره وضعفه واصطياده للاخرين تحت جنح الظلام ... الموساد خفاش ضعيف قوته في التربص والغدر..
المبحوح لم يمت مادام رئيس شرطة دبي بهذا القدر من القوة والجراة والفعالية... هذه رسالة الى الموساد بانه غبي وسوف تكون نهايته على يد رئيس شرطة دبي الذي دخل التاريخ من بابه الواسع.
إرسال تعليق