الخميس، 11 مارس 2010

تفاوض غير مباشر أم هروب منهجي للأمام /للكاتب الفاضل ماجد عزام


تفاوض غير مباشر أم هروب منهجي للأمام

ماجد عزام

مدير مركز شرق المتوسط للاعلام.

القرار البائس, الذي اتخذته لجنة متابعة المبادرة العربية,

(الجامعة العربية)

بالموافقة على إجراء مفاوضات غير مباشرة بين السلطة وإسرائيل -مفاوضات عن قرب -برعاية أمريكية يعبر فى الحقيقة عن افتقاد للشجاعة والإرادة السياسية اللازمة إن على المستوى الفلسطيني أو على المستوى العربي العام.
بداية فإن مجرد التئام اللجنة بطلب من القيادة الفلسطينية , يعبر عن الهروب الفلسطيني الرسمى والمنهجى، إلى الأمام فالسلطة لم تمتلك الشجاعة لاتخاذ القرار وأرادت الاختباء أو الاحتماء بالعباءة العربية لتبرير أو لإخراج قرارها هي , رغم أن العكس يجب أن يكون، تتخذ السلطة ما يتلاءم مع المصلحة الفلسطينية , ثم تطلب من العرب الدعم والمساندة، هذا يذكرنا طبعا بما جرى عند مناقشة تقرير غولدستون في مجلس حقوق الإنسان للمرة الأولى السلطة اتخذت القرار بسحب التقرير , ولم تمتلك الشجاعة للإعلان عن ذلك , وتوارت خلف ما زعم أنه توجه عرب اسلامي لتأجيل التصويت حرصاً على الحصول على أكبر عدد ممكن من المؤيدين وهى حجة غير مقنعة ناهيك عن عدم صحتها من الاساس .
قيادة السلطة لا تهرب فقط من مسوؤلياتها , وانما الاخطر انها تهرب من حقيقة كون المفاوضات ومجمل عملية التسوية وصلت الى طريق مسدود , وما لم يتحقق فى عشرين عام , لن يتحقق خلال اربعة شهور , تريد هذه القيادة الهرب من الاستنتاجات الشخصية والسياسية اللازمة والضرورية , الاستقالة والذهاب الى البيت لمن تبنى الخيار التفاوضى حتى لو صادقا ولم يؤدى هذا الخيار الى نتيجة سوى تكريس مزيد من الوقائع الاسرائيلية على الارض , اما سياسيا فلابد مصارحة الشعب الفلسطينى , بالحقيقة ولو كانت مرة ومطالبته بالبحث عن خيارات بديلة ان عبر حل السلطة نفسها او تبنى خيار الدولة الواحدة وهى سياسات وخيارات تحتاج حتما الى قيادات جديدة وذهنيات اخرى تقطع مع مقولة البديل عن التفاوض هو التفاوض نفسه .
الامر نفسه نراه عربيا ثمة هروب منهجى الى الامام , من واقع ان وجهة اسرائيل ليست نحو السلام وان امريكا عاجزة لاسباب ذاتية وموضوعية عن القيام بوساطة نزيهة وجادة وفعالة وبالتالى فلابد من الاقرار بهذه الحقيقة ومن ثم استخلاص العبر المناسبة لا داعى لكى تبقى المبادرة العربية على الطاولة واذا كانت الحرب ليست البديل فان اضعف الايمان يتمثل ب حض ودفع الشعب الفلسطيى نحو انهاء الانقسام و الوحدة , وتبنى خيار بديل بعيدا عن وهم او اكذوبة التسوية والوساطة الامريكية
اذن التفاوض غير المباشر ليس سوى هروب منهجى الى الامام فلسطينيا وعربيا وعملية التسوية كما حل الدولتين ميتان اكلينيكيا و هى مسالة وقت فقط حتى يمتلك احد ما الشجاعة للاعلان الرسمى عن ذلك ومن ثم على الاقل فلسطينيا تشكيل قيادة موحدة او مرجعية عليا لادارة الصراع مع اسرائيل باستقامة وشجاعة ونزاهة , ورؤية الوقائع كما هى فى ظل وجود السلطة لا مكان سوى للمقاومة الشعبية والجماهيرية اى نموذج الانتفاضة الاولى اما نموذج الانتفاضة الثانية فيعنى حتما حل السلطة والمواجة الشاملة مع الاحتلال وهى مسائل برسم القيادة او المرجعية الفلسطينية العليا طبعا بعد انهاء الانقسام واتاحة الفرصة امام الشعب الفسطينى للحسم الديموقراطى والنزيه فى الخيارات الوطنية الملائمة

ماجد عزام
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام.

ليست هناك تعليقات: