أحدثت تهديدات وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان ضد الرئيس السوري بشار الأسد ضجة كبيرة في الحلبة السياسية في إسرائيل وأثارت ردود فعل ساخطة لدى العديد من أعضاء الكنيست. فقد حمل حزب (كديما) - حزب المعارضة الرئيسي - بشدة على حكومة نتانياهو متهما اياها بانها تلعب بالنار. وجاء في بيان أصدره الحزب انه بغياب زعامة سياسية واضحة يتلاعب كل وزير في الحكومة بعدم المسؤولية من خلال إطلاق تهديدات باندلاع حرب شاملة. ووجه حزب كديما رسالة الى نتانياهو: بدلا من تهدئة الخواطر تعمل إسرائيل الرسمية على تأجيج النار. ويجب على نتانياهو التعالي فوق مشكلاته السياسية وإبداء المسؤولية تجاه مستقبل الدولة التي انيطت به مهمة الحفاظ عليها. ان إسرائيل أقوى من التفوهات الملتهبة وعديمة المسؤولية من قبل من يترأسونها.- كما جاء في بيان كديما. هذا واكد النائب ايتان كابل من حزب العمل في الائتلاف الحكومي انه يجب على رئيس الوزراء ان يوقف داعية الحرب ليبرمان عند حدّه. من المستحيل ان يضطلع بمهام منصب حساس لهذه الدرجة رجل يتصرف بلا وازع او رادع يفتقد الى التعقل ولا يدرك اهمية السلام مع سوريا وخطر خوض حرب ضدها. اما النائب طلب الصانع فدعا الى لجم ليبرمان واصفا اياه بثرثري خطر من شأنه ان يورط المنطقة في حرب شاملة يستغنى عنها. ويتعين على رئيس الوزراء كبح جماحه وإسكاته.وكان ليبرمان حذر الرئيس السوري بشار الاسد من انه في حالة إقدامه على مهاجمة إسرائيل فيجب عليه أن يدرك بأنه لن يخسر الحرب فحسب بل سوف يخسر السلطة أيضا هو وعائلته. جاءت اقوال ليبرمان ردا على اتهامات الرئيس السوري بان إسرائيل تدفع المنطقة الى الحرب. وقال وزير الخارجية: "أقوال الاسد كانت بمثابة تغيير قواعد اللعبة بشكل دراماتيكي وتهديدا مباشرا وتجاوزا للحدّ فلا يمكن ان نمرّ مرور الكرام على ذلك لانه هدد اسرائيل مباشرة ومغزى كلامه هو انه في حالة إقدام حزب الله على مهاجمة اسرائيل وقيام اسرائيل بالرد فان سوريا ستخوض الحرب وتهاجم اسرائيل ومدنها. ورفض ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بشدة الليلة الماضية اتهامات زعماء سوريا وفي مقدمتهم الرئيس بشار الاسد بأن إسرائيل تدفع بالمنطقة إلى حرب جديدة . وجاء من ديوان نتانياهو أنه من المؤسف جدا سماع هذه الاقوال من جانب دمشق فيما الأوضاع الحقيقية هي عكس ذلك تماماً حيث اعلن رئيس الوزراء مراراً وتكراراً عن استعداده للمجيء إلى أي مكان في العالم للتفاوض مع سوريا بدون شروط مسبقة. وأكدت مصادر في ديوان رئيس الوزراء أن سوريا هي التي تضع العراقيل لشدة الأسف وتمنع مفاوضات من شأنها أن تتمخض عن اتفاقات سلام تضمن الرفاه والازدهار لجميع الأطراف. وقال بيان ديوان رئيس الوزراء أن إسرائيل لا تستبعد أن تقوم جهة ثالثة بدور الوساطة بين إسرائيل وسوريا شريطة ان يتم ذلك دون شروط مسبقة.من جانبها كتبت صحيفة الوطن السورية في افتتاحيتها صباح اليوم ان ما وصفته بالحديث الإسرائيلي عن حرب مقبلة أشبه بنغمة موسمية تسبق كل صيف. واوضحت الصحيفة ان تهديد وزير الخارجية السوري وليد المعلم بحرب تطاول كل مدن إسرائيل يعتبر إشارة رسمية ربما هي الأولى من نوعها لما اعتبرته قدرة الردع الصاورخية السورية التي يكثر الإسرائيليون من الحديث عنها والتحذير منها. واكدت الصحيفة السورية ان دمشق ارادت, عبر تصريحات المعلم, ان تنقل رسالة بالغة الوضوح الى اسرائيل مفادها : "في الحرب الكل سيخسر
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق