ماجد عزام
. مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
دولة الجدار , هكذا علقت صحيفة يديعوت أحرونوت , على قرار الحكومة الإسرائيلية , الخاص ببناء جدار أمني , على الحدود مع مصر، الصحيفة أشارت إلى أن الدولة العبرية , باتت عملياً محاطة بالجدر ,من كل الجهات، جدار أمني مع سورية، جدار اخر مع لبنان، جدار فاصل عن الضفة الغربية , جدار أمني يزنر الحدود مع قطاع غزة , والآن أقفلت الدائرة , عبر الجدار الأخير على الحدود مع مصر.
القرار الإسرائيلي , يختزن العديد من الدلالات , فمبدئيا هو يعيد الدولة العبرية , إلى الوراء , إلى مرحلة ما قبل التأسيس , مرحلة السور والبرج , في الثلاثينات من القرن الماضى-عندما اشدت المقاومة الشعبية الفلسطينية للمشروع الصهيونى لتهويد فلسطين , والتى تضمنتت , بناء سور لحماية المستوطنات الناشئة , مع برج عسكري للحراسة , ، يبدو أن الدولة كلها , تحاط الآن بالاسوار , فيما يتحول سلاح الجو فى الحقيقة , الى ابراج عسكرية متحركة , للحراسة , وهنا تبدو المفارقة لافتة، دولة تمتلك اسلحة نووية , وترسانة هائلة من الاسلحة التقليدية , تلجا الى الاسوار , لحماية نفسها , فى مواجهة خصوم , يمتلكون اسلحة جد متواضعة مقارنة بها ..
الأمر الآخر المهم , في القرار الإسرائيلي , يتمثل بكونه , كما مفهوم الجدر بشكل عام , يوجه ضربة قاصمة , لمبدا الانخراط في المنطقة , و وينقض فى السياق , مشاريع وخطط الشرق الأوسط الجديد , الكبير منها و الصغير , إسرائيل يتكفىء داخل حدودها، غير المعلنة رسمياً , حتى الآن، في إشارة غير مباشرة , على الإقرار بالعجز , عن فرض الهزيمة , على المحيط واجباره على الخضوع , لمشيئتها وهيمنتها , في أبعادها المختلفة السياسية الاقتصادية والأمنية.
عند تبريره للقرار , قال بنيامين نتنياهو , أنه يهدف إلى الحفاظ , على يهودية وديموقراطية إسرائيل , كونها الدولة الوحيدة , من" العالم الأول" , التى يمكن الوصول اليها , سيرا على الأقدام من العالم الثالث , مهم جدا كلام نتنياهو , يحمل دلال لافتة , الزعيم اليميني , بات مدركا للخطر الديموغرافي , الذى يهدد الدولة العبرية,فى تناقض مع مفاهيم اليمين المتطرف ,ونظرية ارض اسرائيل الكاملة , بشكل عام, هذا قد يشكل دافعا او مؤشرا , لاحتمال تقديم تنازلات جدية للحفاظ على يهودية وديموقراطية اسرائيل-للمفارقة هذه لازمة مصاحبة لخطاب تسيبى لفنى السياسى - على المسار الجوهري والمركزى , وهو المسار الفلسطيني , علماً أن نتنياهو على طريقة شارون يرى الامور من هنا"السلطة " من هنا غير من هناك" المعارضة" مع الانتباه إلى أن ما يفكر فيه , أو سقف ما قد يطرحه , يتطابق او يترجم , ما تعرف ب ثوابت الاجماع الصهيوني , وولا يختلف جذريا مع ما طرحه اهود اولمرت وهو لا يتساوق , مع الحد الادنى المطلوب , فلسطينياً وعربيا , وليس بإمكان , أي مسؤول او قائد فلسطيني , القبول به.
قصة الجدر , تظهر فى بعد مهم منها , مدى تجذر ذهنية الغيتو , وتحكمها بالعقلية الصهيونية ,حيث تبدو الدولة , وكانها تتحول , الى غيتو كبير , وكانما تم تجميع الغيتوهات , من المدن الاوروبية , فى غيتو كبير , معزول ومحاصر , ذهنيا ونفسيا , تحت اطار دولة اسرائيل والسؤال الذى يطرح نفسه , هنا , عن امكانية , بل واستحالة , صنع السلام , ولو بالحد الادنى المقبول فلسطينيا وعربيا , مع دولة تتعاطى , مع نفسها , ومحيطها بذهنية الغيتو . ليس افضل فى نهاية المقال من اقتباس ما كتبه ايتان هابير مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلى السابق اسحق رابين" من المحزن اننا بلغنا هذا الوضع دولة كاملة تعيش خلف الجدران محاطة من كل جهة بمحيط من الاعداء مجرد التفكير با هذا هو مصيرنا يخرج الانسان عن طوره هكذا يتم بناء اسبرطة الجديدة العصرية نحن الذين تمنينا ان نكون هنا اثينا لا اسبرطة
دولة الجدار , هكذا علقت صحيفة يديعوت أحرونوت , على قرار الحكومة الإسرائيلية , الخاص ببناء جدار أمني , على الحدود مع مصر، الصحيفة أشارت إلى أن الدولة العبرية , باتت عملياً محاطة بالجدر ,من كل الجهات، جدار أمني مع سورية، جدار اخر مع لبنان، جدار فاصل عن الضفة الغربية , جدار أمني يزنر الحدود مع قطاع غزة , والآن أقفلت الدائرة , عبر الجدار الأخير على الحدود مع مصر.
القرار الإسرائيلي , يختزن العديد من الدلالات , فمبدئيا هو يعيد الدولة العبرية , إلى الوراء , إلى مرحلة ما قبل التأسيس , مرحلة السور والبرج , في الثلاثينات من القرن الماضى-عندما اشدت المقاومة الشعبية الفلسطينية للمشروع الصهيونى لتهويد فلسطين , والتى تضمنتت , بناء سور لحماية المستوطنات الناشئة , مع برج عسكري للحراسة , ، يبدو أن الدولة كلها , تحاط الآن بالاسوار , فيما يتحول سلاح الجو فى الحقيقة , الى ابراج عسكرية متحركة , للحراسة , وهنا تبدو المفارقة لافتة، دولة تمتلك اسلحة نووية , وترسانة هائلة من الاسلحة التقليدية , تلجا الى الاسوار , لحماية نفسها , فى مواجهة خصوم , يمتلكون اسلحة جد متواضعة مقارنة بها ..
الأمر الآخر المهم , في القرار الإسرائيلي , يتمثل بكونه , كما مفهوم الجدر بشكل عام , يوجه ضربة قاصمة , لمبدا الانخراط في المنطقة , و وينقض فى السياق , مشاريع وخطط الشرق الأوسط الجديد , الكبير منها و الصغير , إسرائيل يتكفىء داخل حدودها، غير المعلنة رسمياً , حتى الآن، في إشارة غير مباشرة , على الإقرار بالعجز , عن فرض الهزيمة , على المحيط واجباره على الخضوع , لمشيئتها وهيمنتها , في أبعادها المختلفة السياسية الاقتصادية والأمنية.
عند تبريره للقرار , قال بنيامين نتنياهو , أنه يهدف إلى الحفاظ , على يهودية وديموقراطية إسرائيل , كونها الدولة الوحيدة , من" العالم الأول" , التى يمكن الوصول اليها , سيرا على الأقدام من العالم الثالث , مهم جدا كلام نتنياهو , يحمل دلال لافتة , الزعيم اليميني , بات مدركا للخطر الديموغرافي , الذى يهدد الدولة العبرية,فى تناقض مع مفاهيم اليمين المتطرف ,ونظرية ارض اسرائيل الكاملة , بشكل عام, هذا قد يشكل دافعا او مؤشرا , لاحتمال تقديم تنازلات جدية للحفاظ على يهودية وديموقراطية اسرائيل-للمفارقة هذه لازمة مصاحبة لخطاب تسيبى لفنى السياسى - على المسار الجوهري والمركزى , وهو المسار الفلسطيني , علماً أن نتنياهو على طريقة شارون يرى الامور من هنا"السلطة " من هنا غير من هناك" المعارضة" مع الانتباه إلى أن ما يفكر فيه , أو سقف ما قد يطرحه , يتطابق او يترجم , ما تعرف ب ثوابت الاجماع الصهيوني , وولا يختلف جذريا مع ما طرحه اهود اولمرت وهو لا يتساوق , مع الحد الادنى المطلوب , فلسطينياً وعربيا , وليس بإمكان , أي مسؤول او قائد فلسطيني , القبول به.
قصة الجدر , تظهر فى بعد مهم منها , مدى تجذر ذهنية الغيتو , وتحكمها بالعقلية الصهيونية ,حيث تبدو الدولة , وكانها تتحول , الى غيتو كبير , وكانما تم تجميع الغيتوهات , من المدن الاوروبية , فى غيتو كبير , معزول ومحاصر , ذهنيا ونفسيا , تحت اطار دولة اسرائيل والسؤال الذى يطرح نفسه , هنا , عن امكانية , بل واستحالة , صنع السلام , ولو بالحد الادنى المقبول فلسطينيا وعربيا , مع دولة تتعاطى , مع نفسها , ومحيطها بذهنية الغيتو . ليس افضل فى نهاية المقال من اقتباس ما كتبه ايتان هابير مدير مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلى السابق اسحق رابين" من المحزن اننا بلغنا هذا الوضع دولة كاملة تعيش خلف الجدران محاطة من كل جهة بمحيط من الاعداء مجرد التفكير با هذا هو مصيرنا يخرج الانسان عن طوره هكذا يتم بناء اسبرطة الجديدة العصرية نحن الذين تمنينا ان نكون هنا اثينا لا اسبرطة
ماجد عزام
. مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق