السيد نصرالله: يجب ان ننتبه ان هناك جهات ما زالت مصرة على المضي بهذا المشروع ولم تيأس، وهناك حادثة خطيرة في لبنان ويجب ان يعرف اللبنانيون ان لبنان دفع عنه بلاء خطيرا كان يحضر له، وهي قصة مجدل عنجر، الشيخ الذي قيل انه خطف وقامت القيامة في الساعات الأولى واستخدمت خطابات مذهبية خطيرة واستثيرت غرائز واتُهم فيها جهات معينة وبدأت الأصوات ترتفع وتستحضر التاريخ والماضي وتدعو الى ردات فعل، وتبين ان الشيخ خطف نفسه، وقيل انه كان من المفترض ان تتفاعل الأمور في وقت لاحق وعندما يوصل التحريض الى الذروة يحلق شعر الشيخ ويلقى به في الطريق ويتهم اشخاصا معينين، كان راح البلد، البلد دخل في مرحلة هدوء بعد الانتخابات وذهبنا الى حوار وحكومة وحدة، فلماذا هذه الحالة بوقت متجه البلد الى حالة هدوء واسرائيل تهدد لبنان، لمصلحة من هذا الأمر، والمهم ان هذه الحادثة حصلت وننوه بموقف تيار المستقبل لأنه تصرف بمسؤولية وهدوء وللأسف ان بعض العلماء لم يتصرفوا بتعقل، ونشكر قوى الأمن الداخلي التي تابعت القضية وكشفت النتيجة كما نشكر الموقف المسؤول من العديد من المسؤولين والشيوخ في الطائفة السنية
تحدث الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله فيس مجلس العزاء المركزي الذي أقامه حزب الله لمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) في مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس، ومما قاله سماحته:
(...) نحن في مواجهة كل المصائب التي نعاني منها، من أعظم المصائب الموجودة في منطقتنا وجود هذه الغدة السرطانية التي اسمها اسرائيل وتسلط الشيطان الاكبر على بلادنا وعلى شعوبنا وخيراتنا وعلى الكثير من حكوماتنا وأنظمتنا ووسائلنا الإعلامية ومدارسنا ومؤسساتنا، هذه من اكبر المصائب ومن اساس المصائب وما تجره من حروب وويلات وحصارات وقتل وسجن وأسر وجرح وتدمير بيوت وآثار نفسية وصحية لكثير من شعوب هذه المنطقة، أو ما نواجهه احيانا من مصائب اجتماعية واقتصادية أو طبيعية أو كوارث أو ما شاكل، نحن يجب ان نتحصّن بهذا الفهم وبهذه الثقافة وبهذه المعرفة وبهذا العلم وأن يكون لنا بأنبيائنا ورسلنا وبأئمتنا وأوليائنا وبالسيدة زينب عليها السلام أسوة حسنة وقدوة في مواجهة هذه التحديات والمصائب وأقول أنّ هذا واجبنا هذا والحمد الله أنّ ناسنا هكذا أيضا.
بعد حرب تموز جاءت العديد من مؤسسات استطلاع الرأي ومن مراكز الدراسات التي تعنى بالجانب النفسي والتربوي والاجتماعي، أتوا بمبادرات من عندهم وإداراتهم أو دول بعثت بهم أو أجهزة مخابرات بعثتهم؟ كل شيء محتمل، أن اذهبوا لدرس النتائج النفسية لحرب تموز على الناس وخصوصا على الشريحة التي كانت مستهدفة بقوة وبالدرجة الأولى وبالأخص على أؤلئك الذين قتل أحباؤهم وأعزاؤهم وعلى أؤلئك الذين دمرت بيوتهم والذين هدّمت أرزاقهم وهذه هي الشريحة الخاصة، وهناك الشريحة الأوسع الذين هجروا وبقوا 34 يوما خارج بيوتهم. بالنهاية الحرب كانت قاسية ومؤلمة جدا وهؤلاء بشر ومن الطبيعي كما عند كل شعوب العالم وكما طوال التاريخ ان تكون للحرب آثارا على هؤلاء الناس. أنا اطّلعت على نتائج بعض هذه الدراسات وبعضها يقول نحن ذهلنا للنتائج، وعادة هناك آثار طبيعية للحرب في البعد النفسي والعاطفي والإنساني وهناك شريحة كبيرة من الناس تتعرض للحرب يحدث عندها اكتئاب ويأس وإحباط وانهيارات نفسية وانهيارات صحية... يقولون فوجئنا وذهلنا بالنتيجة، وجدنا أن الأغلبية الساحقة من المستهدَفين بالحرب والذين أصابتهم الحرب لم تترك لديهم الآثار النفسية المتوقعة في نتائج الحروب. أجروا تحليلا وجمعوا الأجوبة من آباء الشهداء وأمهات الشهداء وزوجات الشهداء وأولاد الشهداء، رؤوا جرحى وناس دمرت بيوتهم، أجروا دراسة واستطلاع رأي ووجدوا أجوبة مشتركة، ومن جملة هذه الأجوبة المشتركة كانت : لنا في رسول الله وآل رسول الله اسوة حسنة، لنا بأبي عبد الله الحسين عليه السلام أسوة حسنة، لنا بزينب بنت علي أسوة حسنة، لنا بالشهداء والأصحاب والنساء والأيتام في كربلاء أسوة حسنة. إذا هذه ثقافة كربلاء، ثقافة الحسين وزينب، التي ما زالت حاضرة بقوة، هذه الثقافة هي التي تعطينا القوة لنقف وهي التي تعطينا القوة لنصمد وهي التي تعطينا القوة لنواجه وهي التي تعطينا القوة لنعطّل آثار العدوان والحرب والمصيبة، ولذلك كان تقديرهم أنّ هذه النتائج غريبة ومذهلة...
جرت العادة بخصوص زيارة الأربعين بالتحديد أنّ الناس يمشون لزيارة الحسين عليه السلام مثل ما نشاهد الآن على الفضائيات، الملايين في العراق يأتون من كل نواحي العراق ويذهبون مشيا إلى كربلاء، حتى السنة تتحدث الإحصاءات عن مئات آلاف الزوار غير العراقيين الذين جاؤوا من خارج العراق، يأتون بالطائرات أو بالقطار أو بالسيارات يأتون إلى بغداد ومن بغداد يذهبون مشيا إلى كربلاء أو يأتون إلى النجف ومن النجف مشيا إلى كربلاء. كل سنة كانت قوافل الحجاج الى كربلاء تتعرض لاعتداءات ولعمليات انتحارية إجرامية، ويقتل أعداد كبيرة ، المئات من الشهداء ويسقط المئات من الجرحى وعلى طول الطريق وصولا إلى نفس كربلاء. هذه السنة ايضا ورغم الاجراءات الأمنية المتشددة جدا وحضور عشرات الآلاف من القوى الأمنية المولجة بالحفاظ على أمن الزوار، تعرضت مواكب الزائرين على الطرقات الى عمليات انتحارية عديدة وسقط فيها عدد كبير من الشهداء والجرحى.
على ماذا يؤشر هذا الأمر، هذا يؤشر على ان هناك جهات تكفيرية، لأنّه عندما نقول عملية انتحارية فليس الأمريكي أو الإسرائيلي يجري عملية انتحارية ومعروف من يعمل العمليات الإنتحارية، هناك جهات تكفيرية مصرة على المضي في هذا الطريق وفي هذا الأسلوب وفي هذا النهج، وهذه من أكبر مصائب الأمة في هذا العصر ومن أكبر محن الأمّة في هذا الزمان والتي تستلزم مسؤوليات وواجبات. نحن لا نستطيع ان نبرئ الأميركيين والاسرائيليين بالوقوف خلف عمليات من هذا النوع بسبب أنّ هذه الجهات التكفيرية في الحقيقة تم اختراقها بقوة من قبل أجهزة أمنية ومخابراتية أمريكية وإسرائيلية وغير ذلك، ويتم استخدامها من حيث تعلم أو لا تعلم في مشروع أعداء هذه الأمة، وسواء يتم استخدامها من أجهزة مخابراتية أو لا يتم فإنّ هذه الجهات التكفيرية بأعمالها تقدم أكبر خدمة ممكنة لعدو وأعداء هذه الأمة وتضع الأمة دائما أمام اكبر خطر يمكن ان يواجهها في هذا الوقت الحاضر.
هناك جهات لم تيأس بعد من مشروع الفتنة، سنة واثنين وخمسة، تفجير الحسينيات وتفجير المساجد وتفجير المواكب وتفجير مقام الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء والقتل وغير ذلك، مضى سنوات على هذه الأمور ولكن يبدو أنّ هناك جهاتا لم تيأس وهي مصرة على المضي في هذا الطريق. تستخدم لإيقاع الفتنة بين المسلمين العمليات الإنتحارية والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، وأيضا تستخدم التحريض والإساءات التي لا يمكن أن تطاق تجاه رجال الدين ورموز معينة كما حصل قبل أسابيع. وأنا لا أقول هنا أنّ هؤلاء يريدون فقط إيقاع الفتنة بين الشيعة والسنة، هؤلاء يريدون نشر حالة تقاتل بين المسلمين عموما، بين الشيعة والسنة وبين السنة والسنة وبين الشيعة والشيعة، لكن الآن كوننا نتحدث عن جهات تكفيرية معلومة الخلفية فهؤلاء لا يستهدفون فقط الشيعة أو الإيقاع بين الشيعة والسنة، كثير من عمليات القتل والعمليات الإنتحارية التي نفذت في أفغانستان وباكستان وسابقا في الجزائر وفي المغرب وحتى في العراق وفي محافظة الأنبار وفي كردستان وفي ديالا وفي الموصل، كثير من العمليات استهدفت مساجدا سنية وعلماء سنة وشخصيات سنية نتيجة فقط الإختلاف في طريقة التفكير أو في بعض المفاهيم الفكرية والعقائدية أو نتيجة الإختلاف في النهج السياسي.
إذا هذه الجهات التكفيرية هي لا تكفر الشيعة فقط بل تكفر أيضا كثيرا من السنة، ولا تكتفي بالتكفير كموقف عقائدي أو فكري أو توصيفي وإنما تلجأ الى القتل وارتكاب المجازر واستباحة الدماء، ما حصل في اليومين الماضيين على طريق كربلاء وسقوط هذا العدد من الشهداء وتنفيذ هذا العدد من العمليات رغم كل التدابير الأمنية هذا يكشف أن هذه الجهات التكفيرية ليس لديها اي مانع ان تقتل الآلاف على طريق كربلاء، انفاذا لمشروعها ومخططها وهذا واقع مؤلم ومحزن.
كيف يجب ان نتعامل مع هذا الواقع ؟
يوم القيامة كل علماء المسلمين في هذه الامة سيسألون, والذين هم ساكتون سيسألون يوم القيامة ولا يتصوروا أنهم ليسوا معنيين , بأنه اصبح شيئا روتينياً وتقليدياً واعتدنا عليه. للاسف الشديد اسرائيل بعد ستين سنة، أصبحت شيئاً روتينياً وتقليدياً وطبيعياً جدا!؟ اسرائيل تحاصر الناس وتجوع أهل غزة وكل يوم تعتقل أهل الضفة وطبيعي ان تسجن الالاف من الفلسطينيين وطبيعي ان تظل تحفر عند المسجد الاقصى وكله صار طبيعي طبيعي لا يلقى أي رد فعل في العالم العربي والاسلامي لانه صار طبيعي. والسؤال هنا، نفس الشيء موجود, العلماء والنخب والمثقفون والمفكرون ووسائل الاعلام والحركات الاسلامية وعامة الناس الكبير والصغير هذا مشروع فتنة ويجب ان يقولوا كلمة الحق ومدوية وقوية والا يخافوا في الله لومة لائم. وبالتالي هذه الأعمال يجب ان تعرف كل الجهات التي تقف وراءها أنها أعمال مدانة ومرفوضة , الأمة مسؤولة عن فضح هذه الجهات التكفيرية لا عن ممالئتها يجب فضحها ويجب عزلها ويجب ابعادها عن التاثير في حياة هذه الامة وايضا يجب وهو مهم جدا، يجب منع هذه الجهات من تحقيق أهدافها وهدفها هو الفتنة، وعندما لا ننجر الى فتنة في أي بلد من البلدان فنحن أبطلنا أهداف الجريمة وأهداف القتل وأهداف المجزرة وأهداف هذه الجهات التكفيرية , هذه مسؤولية كبيرو وخطيرة وحتى الان فشلوا لكن فشلوا ايضا بسبب ما نطالب به, وعي المرجعيات الدينية والسياسية وعي القيادات وعي النخب وعي الناس , الناس الذين يفهمون جيدا ان خصمهم هو القاتل ومن خلف القاتل, عندما يتعرض شيعة او سنة للقتل لا تعمم المسؤولية على كل الشيعة ولا تعمم المسؤولية على كل السنة هذا وعي وهذه حكمة , الناس ايضا يتصرفون بهذه الحكمة وبهذا الوعي.
يجب ان ننتبه اذن ان هناك جهات ما زالت مصرة على المضي في هذا المشروع ولم تيأس , ومن هنا اريد ان ادخل على مصداق لبناني وان كان هو حادثة جزئية ولكن حادثة خطيرة جدا جدا جدا, ويجب ان يعرف اللبنانيون عموما والمسلمون في لبنان خصوصا ان الله سبحانه وتعالى دفع بلاء عظيما عنهم كان يحضر لهم , وهذه واحدة من مصاديق دعاء كميل الذي نقراه " وكم من فادح من البلاء أقلته".. كان هناك بلاء فادح سيقع في هذا البلد والله سبحانه وتعالى دفع هذا البلاء عنهم , وهي قصة مجدل عنجر ولا اريد ان ادخل في التفاصيل لان كل الناس اصبحوا يعرفون هذه القصة, الشيخ الذي قيل انه خطف وقامت القيامة في الساعات الاولى واستخدمت خطابات وتعابير مذهبية وتحريضية خطيرة جدا جدا جدا واستثيرت فيها غرائز بلا ضوابط وبلا حدود وتمت دعوات الى القيام بردات فعل واتهم من اللحظة الاولى الذي قيل ان الشيخ خطف فيها جهات معينة ومحددة وبدأت الاصوات ترتفع وتستحضر التاريخ والحاضر والماضي وتدعو الى ردات فعل الى اعمال خطف الى اعمال قتل , ثم تبين لاحقا ان هذا الشيخ خطف نفسه وقيل فيما بعد في مجريات الامور انه حلق لحيته , وكان من المفترض أن تتفاعل الامور خلال بضعة ايام, اعتصامات في المساجد ومظاهرات في الطرقات ومباشرة وسائل الاعلام تولعها, وبعدما يصل التحريض الى الذروة ويحلق شعر هذا الشيخ ويتعرض لبعض اثار التعذيب ويلقى به في الطريق وبيطلع بيعمل مؤتمر صحفي ويتهم اناس محددين بانهم خطفوه وبعده يحترق البلد وراح البلد.
هذا البلاء الذي كان يعد او يحضر لماذا ؟ ولاي سبب؟ ولخدمة من؟ ولاي هدف؟ والبلد دخل بعد الانتخابات النيابية في حالة هدوء وفي مرحلة التعايش وبالعكس اكثر من هدوء واصبحت الناس تجلس مع بعضها وتتحدث مع بعضها وتأنس بعضها وتتفاهم مع بعضها وتتناقش مع بعضها وتنسق الامور سوية وذهبنا الى حكومة وحدة وطنية ووضعنا ملفات تعني الناس والبلد امام أعيننا, طيب، لماذا ولخدمة من وفي الوقت الذي ذاهب فيه البلد الى افضل حالة هدوء وتعاون وانسجام , ومن جهة ثانية وفي الوقت الذي اسرائيل تهدد فيه كل يوم لبنان وبدأت الان بسوريا ايضا وكذلك قطاع غزة وايران , ولماذا يؤخذ لبنان الى الفتنة الطائفية والمذهبية ولمصلحة من هذا الامر؟
المهم هذه الحادثة حصلت وهنا اريد من مسؤولية الاخلاقية والشرعية ان انوه, ونحن حتى عندما نختلف بالسياسة وبالموقف السياسي هذا لا يمنعنا ان نكون منصفين وعادلين،انا الليلة واجبي ان انوه واشكر تيار المستقبل سواء على مستوى قيادته المركزية او على مستوى البقاع الاوسط انه تصرف بمسؤولية وبهدوء, ولم ينجر مع كل جو التجييش الذي عمل عليه هناك للاسف الشديد بعض الناس والنخب والعلماء وبعض الذين يفترض ان يكونوا أتقياء ويخافون الله والذي كان المطلوب منهم هم ان يتصرفوا بوعي وبحكمة وبصبر وبتحقق وبتثبت البعض للاسف لم يتصرف هكذا.
الاخوان في تيار المستقبل تصرفوا بمسؤولية وبحكمة ونحن نشكرهم وننوه بموقفهم والله يبارك فيهم بهذا الموقف, وايضا نريد ان ننوه بقوى الامن الداخلي الذي تابعوا هذا الملف من اول لحظة بجدية عالية ووضعت يدها وسرعان ما اكتشفت الحقيقة واعتقلت هذا الشيخ واعلنت هذه الحقيقة للناس وفقعت عين الفتنة, وكذلك ننوه بقيادة قوى الامن الداخلي وكل الضباط الذين تعبوا وعملوا هذا الانجاز وواجبنا كلنا ان نشكرهم.
وايضا الموقف المسؤول الذي صدر من العديد من القيادات من اخواننا في الطائفة السنية من علماء ورؤساء ورؤساء سابقين وقيادات سياسية ودينية , ولانه ليس فقط نحن معنين بان نقول شكرا لله ولعباد الله على دفع البلاء كذلك نحن معنيين بان نقول يا ناس انتبهوا الى الامام.
ونحن لم نتكلم ويمكن هذه اول مرة شخص في حزب الله يقارب هذا الملف ويتحدث فيه.
انا احببت ان اتكلم عنه اضافة الى توصيف الوضع حتى تعرف الناس ما هو البلاء الذي دفع عنهم؟ ثانيا لشكر الذين ساعدوا بفقع عين الفتنة , وثالثاً لأقول أيضاً ما يلي:
إخواننا في لبنان، أهلنا في لبنان، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، يجب أن ننتبه كما هو الحال في بلدان العالم العربي والإسلامي، هناك من هو مصر على الفتنة بين اللبنانيين، هناك من يعمل في الليل وفي النهار ليكون هناك صراع طائفي في لبنان، وقتال مذهبي في لبنان، هناك من لا يهدأ له بال ولا خاطر قبل أن يصل إلى هذه النتيجة، وهؤلاء لديهم مكر وخداع وأكاذيب ونفاق ووسائل وأدوات كبيرة وخطيرة جداً. المطلوب منا جميعاً أن نحذر وننتبه ونحتاط. غداً، لا سمح الله، يمكن أن يخطف شيخ شيعي أو رجل دين مسيحي أو رجل دين درزي أو أي أحد آخر، يمكن أن يقتل أي أحد لا سمح الله، ويخرج علينا بعض الناس من دون تثبت وتحقيق ويخلقوا أجواء فتنة في البلد وفعل وردات فعل. أقول لكم : من فعل هذا ويفعل هذا هو إسرائيلي علم أم لم يعلم. أول أمر يجب أن نقدم عليه هو أن نجلس ونتحقق ونتثبت من قام بهذا الفعل قبل أن نطلق الاتهامات يميناً وشمالاً، هناك مؤسسات أمنية في هذا البلد، هناك أجهزة أمنية في البلد تثبت يوماً بعد يوم أن إمكاناتها البشرية والتقنية تتطور بشكل جيد، فعلينا أن لا نتسرع لأن هذا البلد لا يخفى فيه شيء. وأيضاً التصرف بحكمة في ردات الفعل، فإذا افترضنا حصل حادث ما، من ابن طائفة على ابن طائفة آخر، فهل هذا يجب أن يجر إلى صراع طائفي أو إلى صراع مذهبي ونحرق بلدنا ونحرق بيوتنا وقرانا، ندمر بيوتنا بأيدينا نتيجة ردات فعل يريد الشيطان والأعداء أن يجرونا إليها؟! التريث في الفهم، التريث في ردات الفعل، مسارعة الحكومة والدولة، مسارعة القيادات المختلفة لاستيعاب أي حدث وكشف ملابساته ومعالجة ذيوله، هذه من أهم المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق الجميع اليوم في لبنان. جميعنا يجب أن نتسلح بالحذر وأن لا يغيب عن بالنا لحظة من اللحظات، لا في لبنان، ولا في العراق، ولا في أفغانستان، ولا في باكستان، ولا سوريا، ولا مصر ولا فلسطين ولا أي بلد، أن هناك من يريد لشعوب هذه البلدان أن تتقاتل وأن تتصارع وأن يذبح بعضها بعضاً ويسفك بعضها دم بعض، ويهدم بعضها بيوت بعض ، وبالتالي هل يجب أن ننجر ونصغي لنداءات الشيطان وخطوات الشيطان؟ حتى ما فعلته وأعلنته بعض وسائل الإعلام الأميركية في الآونة الأخيرة، واضح هناك تحريض يومي ومستمر من أجل الإيقاع بين العرب وإيران. المهم أن تبتعد عن إسرائيل، المهم أن تبتعد عن أمريكا وكل الحروب الأخرى ليست مسموحة فقط بل هي مطلوبة ويخطط لها ويعمل من أجلها.
أحببت اليوم أن أثير هذا الموضوع لأقول، هنا أيضاً مسؤولية كبيرة على مستوى الأمة وعلى مستوى لبنان، دفع الله هذا البلاء ونسأله أن يدفع البلاء دائماً عنا. ولكن عندما يدفع البلاء مرة وأثنين وثلاثة ولا نتصرف في لبنان كدولة أو كنخب أو كشعب بمسؤولية، الحمد لله هذه الحادثة الجميع تصرف فيها بمسؤولية إلا المحرضون والمخططون والأبالسة الذين يقفون خلف هذه الفتن، عندما نتصرف بمسؤولية بالتأكيد الله سبحانه وتعالى سيعيننا أكثر على دفع البلاء والمصيبة عنا.
غداً، أربعين الإمام الحسين(ع)، وهو يأتي هذا العام في أيام شهر شباط ، أيام انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني والذي أكد أن هذه الثورة هي من بركات قيام الحسين ودماء الحسين وصرخات الحسين (عليه السلام)، وهذه الثورة التي أحدثت تطوراً تاريخياً كبيراً في العصر الحديث، وستتضح آثارها الأكبر والأهم في مستقبل الأمة ومستقبل الأيام.
شهر شباط الذي يحتضن أيضاً ذكرى قادتنا وأعز إخواننا وأساتذتنا وأحبائنا الشهداء القادة الذين هم أيضاً رموز مسيرة المقاومة المنتمية إلى الحسين وإلى كربلاء الحسين عليه السلام.
لن أتحدث الليلة في الموضوع الإسرائيلي، موضوع التهديدات، خصوصاً التطور الذي حصل خلال اليومين الماضيين، هو تطور مهم جداً، يعني في الموضوع الإسرائيلي – السوري، سأترك هذه الأمور إنشاء الله إلى المناسبة القريبة بعد أيام، عندما نحيي وإياكم ذكرى شهدائنا القادة، الشهيد السيد عباس الموسوي، الشهيد الشيخ راغب حرب، الشهيد الحاج عماد مغنية، يومها إنشاء الله نتحدث عن التهديدات وعن تطورات المنطقة وعن موقف المقاومة، ولنا دائماً معكم في المقاومة وفي طول الطريق وفي العاشر وفي الأربعين ودائماً وأبداً مع الحسين، ولن ننسى هذا الحسين العظيم على الإطلاق.
تحدث الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله فيس مجلس العزاء المركزي الذي أقامه حزب الله لمناسبة ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) في مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس، ومما قاله سماحته:
(...) نحن في مواجهة كل المصائب التي نعاني منها، من أعظم المصائب الموجودة في منطقتنا وجود هذه الغدة السرطانية التي اسمها اسرائيل وتسلط الشيطان الاكبر على بلادنا وعلى شعوبنا وخيراتنا وعلى الكثير من حكوماتنا وأنظمتنا ووسائلنا الإعلامية ومدارسنا ومؤسساتنا، هذه من اكبر المصائب ومن اساس المصائب وما تجره من حروب وويلات وحصارات وقتل وسجن وأسر وجرح وتدمير بيوت وآثار نفسية وصحية لكثير من شعوب هذه المنطقة، أو ما نواجهه احيانا من مصائب اجتماعية واقتصادية أو طبيعية أو كوارث أو ما شاكل، نحن يجب ان نتحصّن بهذا الفهم وبهذه الثقافة وبهذه المعرفة وبهذا العلم وأن يكون لنا بأنبيائنا ورسلنا وبأئمتنا وأوليائنا وبالسيدة زينب عليها السلام أسوة حسنة وقدوة في مواجهة هذه التحديات والمصائب وأقول أنّ هذا واجبنا هذا والحمد الله أنّ ناسنا هكذا أيضا.
بعد حرب تموز جاءت العديد من مؤسسات استطلاع الرأي ومن مراكز الدراسات التي تعنى بالجانب النفسي والتربوي والاجتماعي، أتوا بمبادرات من عندهم وإداراتهم أو دول بعثت بهم أو أجهزة مخابرات بعثتهم؟ كل شيء محتمل، أن اذهبوا لدرس النتائج النفسية لحرب تموز على الناس وخصوصا على الشريحة التي كانت مستهدفة بقوة وبالدرجة الأولى وبالأخص على أؤلئك الذين قتل أحباؤهم وأعزاؤهم وعلى أؤلئك الذين دمرت بيوتهم والذين هدّمت أرزاقهم وهذه هي الشريحة الخاصة، وهناك الشريحة الأوسع الذين هجروا وبقوا 34 يوما خارج بيوتهم. بالنهاية الحرب كانت قاسية ومؤلمة جدا وهؤلاء بشر ومن الطبيعي كما عند كل شعوب العالم وكما طوال التاريخ ان تكون للحرب آثارا على هؤلاء الناس. أنا اطّلعت على نتائج بعض هذه الدراسات وبعضها يقول نحن ذهلنا للنتائج، وعادة هناك آثار طبيعية للحرب في البعد النفسي والعاطفي والإنساني وهناك شريحة كبيرة من الناس تتعرض للحرب يحدث عندها اكتئاب ويأس وإحباط وانهيارات نفسية وانهيارات صحية... يقولون فوجئنا وذهلنا بالنتيجة، وجدنا أن الأغلبية الساحقة من المستهدَفين بالحرب والذين أصابتهم الحرب لم تترك لديهم الآثار النفسية المتوقعة في نتائج الحروب. أجروا تحليلا وجمعوا الأجوبة من آباء الشهداء وأمهات الشهداء وزوجات الشهداء وأولاد الشهداء، رؤوا جرحى وناس دمرت بيوتهم، أجروا دراسة واستطلاع رأي ووجدوا أجوبة مشتركة، ومن جملة هذه الأجوبة المشتركة كانت : لنا في رسول الله وآل رسول الله اسوة حسنة، لنا بأبي عبد الله الحسين عليه السلام أسوة حسنة، لنا بزينب بنت علي أسوة حسنة، لنا بالشهداء والأصحاب والنساء والأيتام في كربلاء أسوة حسنة. إذا هذه ثقافة كربلاء، ثقافة الحسين وزينب، التي ما زالت حاضرة بقوة، هذه الثقافة هي التي تعطينا القوة لنقف وهي التي تعطينا القوة لنصمد وهي التي تعطينا القوة لنواجه وهي التي تعطينا القوة لنعطّل آثار العدوان والحرب والمصيبة، ولذلك كان تقديرهم أنّ هذه النتائج غريبة ومذهلة...
جرت العادة بخصوص زيارة الأربعين بالتحديد أنّ الناس يمشون لزيارة الحسين عليه السلام مثل ما نشاهد الآن على الفضائيات، الملايين في العراق يأتون من كل نواحي العراق ويذهبون مشيا إلى كربلاء، حتى السنة تتحدث الإحصاءات عن مئات آلاف الزوار غير العراقيين الذين جاؤوا من خارج العراق، يأتون بالطائرات أو بالقطار أو بالسيارات يأتون إلى بغداد ومن بغداد يذهبون مشيا إلى كربلاء أو يأتون إلى النجف ومن النجف مشيا إلى كربلاء. كل سنة كانت قوافل الحجاج الى كربلاء تتعرض لاعتداءات ولعمليات انتحارية إجرامية، ويقتل أعداد كبيرة ، المئات من الشهداء ويسقط المئات من الجرحى وعلى طول الطريق وصولا إلى نفس كربلاء. هذه السنة ايضا ورغم الاجراءات الأمنية المتشددة جدا وحضور عشرات الآلاف من القوى الأمنية المولجة بالحفاظ على أمن الزوار، تعرضت مواكب الزائرين على الطرقات الى عمليات انتحارية عديدة وسقط فيها عدد كبير من الشهداء والجرحى.
على ماذا يؤشر هذا الأمر، هذا يؤشر على ان هناك جهات تكفيرية، لأنّه عندما نقول عملية انتحارية فليس الأمريكي أو الإسرائيلي يجري عملية انتحارية ومعروف من يعمل العمليات الإنتحارية، هناك جهات تكفيرية مصرة على المضي في هذا الطريق وفي هذا الأسلوب وفي هذا النهج، وهذه من أكبر مصائب الأمة في هذا العصر ومن أكبر محن الأمّة في هذا الزمان والتي تستلزم مسؤوليات وواجبات. نحن لا نستطيع ان نبرئ الأميركيين والاسرائيليين بالوقوف خلف عمليات من هذا النوع بسبب أنّ هذه الجهات التكفيرية في الحقيقة تم اختراقها بقوة من قبل أجهزة أمنية ومخابراتية أمريكية وإسرائيلية وغير ذلك، ويتم استخدامها من حيث تعلم أو لا تعلم في مشروع أعداء هذه الأمة، وسواء يتم استخدامها من أجهزة مخابراتية أو لا يتم فإنّ هذه الجهات التكفيرية بأعمالها تقدم أكبر خدمة ممكنة لعدو وأعداء هذه الأمة وتضع الأمة دائما أمام اكبر خطر يمكن ان يواجهها في هذا الوقت الحاضر.
هناك جهات لم تيأس بعد من مشروع الفتنة، سنة واثنين وخمسة، تفجير الحسينيات وتفجير المساجد وتفجير المواكب وتفجير مقام الإمامين العسكريين عليهما السلام في سامراء والقتل وغير ذلك، مضى سنوات على هذه الأمور ولكن يبدو أنّ هناك جهاتا لم تيأس وهي مصرة على المضي في هذا الطريق. تستخدم لإيقاع الفتنة بين المسلمين العمليات الإنتحارية والعبوات الناسفة والسيارات المفخخة، وأيضا تستخدم التحريض والإساءات التي لا يمكن أن تطاق تجاه رجال الدين ورموز معينة كما حصل قبل أسابيع. وأنا لا أقول هنا أنّ هؤلاء يريدون فقط إيقاع الفتنة بين الشيعة والسنة، هؤلاء يريدون نشر حالة تقاتل بين المسلمين عموما، بين الشيعة والسنة وبين السنة والسنة وبين الشيعة والشيعة، لكن الآن كوننا نتحدث عن جهات تكفيرية معلومة الخلفية فهؤلاء لا يستهدفون فقط الشيعة أو الإيقاع بين الشيعة والسنة، كثير من عمليات القتل والعمليات الإنتحارية التي نفذت في أفغانستان وباكستان وسابقا في الجزائر وفي المغرب وحتى في العراق وفي محافظة الأنبار وفي كردستان وفي ديالا وفي الموصل، كثير من العمليات استهدفت مساجدا سنية وعلماء سنة وشخصيات سنية نتيجة فقط الإختلاف في طريقة التفكير أو في بعض المفاهيم الفكرية والعقائدية أو نتيجة الإختلاف في النهج السياسي.
إذا هذه الجهات التكفيرية هي لا تكفر الشيعة فقط بل تكفر أيضا كثيرا من السنة، ولا تكتفي بالتكفير كموقف عقائدي أو فكري أو توصيفي وإنما تلجأ الى القتل وارتكاب المجازر واستباحة الدماء، ما حصل في اليومين الماضيين على طريق كربلاء وسقوط هذا العدد من الشهداء وتنفيذ هذا العدد من العمليات رغم كل التدابير الأمنية هذا يكشف أن هذه الجهات التكفيرية ليس لديها اي مانع ان تقتل الآلاف على طريق كربلاء، انفاذا لمشروعها ومخططها وهذا واقع مؤلم ومحزن.
كيف يجب ان نتعامل مع هذا الواقع ؟
يوم القيامة كل علماء المسلمين في هذه الامة سيسألون, والذين هم ساكتون سيسألون يوم القيامة ولا يتصوروا أنهم ليسوا معنيين , بأنه اصبح شيئا روتينياً وتقليدياً واعتدنا عليه. للاسف الشديد اسرائيل بعد ستين سنة، أصبحت شيئاً روتينياً وتقليدياً وطبيعياً جدا!؟ اسرائيل تحاصر الناس وتجوع أهل غزة وكل يوم تعتقل أهل الضفة وطبيعي ان تسجن الالاف من الفلسطينيين وطبيعي ان تظل تحفر عند المسجد الاقصى وكله صار طبيعي طبيعي لا يلقى أي رد فعل في العالم العربي والاسلامي لانه صار طبيعي. والسؤال هنا، نفس الشيء موجود, العلماء والنخب والمثقفون والمفكرون ووسائل الاعلام والحركات الاسلامية وعامة الناس الكبير والصغير هذا مشروع فتنة ويجب ان يقولوا كلمة الحق ومدوية وقوية والا يخافوا في الله لومة لائم. وبالتالي هذه الأعمال يجب ان تعرف كل الجهات التي تقف وراءها أنها أعمال مدانة ومرفوضة , الأمة مسؤولة عن فضح هذه الجهات التكفيرية لا عن ممالئتها يجب فضحها ويجب عزلها ويجب ابعادها عن التاثير في حياة هذه الامة وايضا يجب وهو مهم جدا، يجب منع هذه الجهات من تحقيق أهدافها وهدفها هو الفتنة، وعندما لا ننجر الى فتنة في أي بلد من البلدان فنحن أبطلنا أهداف الجريمة وأهداف القتل وأهداف المجزرة وأهداف هذه الجهات التكفيرية , هذه مسؤولية كبيرو وخطيرة وحتى الان فشلوا لكن فشلوا ايضا بسبب ما نطالب به, وعي المرجعيات الدينية والسياسية وعي القيادات وعي النخب وعي الناس , الناس الذين يفهمون جيدا ان خصمهم هو القاتل ومن خلف القاتل, عندما يتعرض شيعة او سنة للقتل لا تعمم المسؤولية على كل الشيعة ولا تعمم المسؤولية على كل السنة هذا وعي وهذه حكمة , الناس ايضا يتصرفون بهذه الحكمة وبهذا الوعي.
يجب ان ننتبه اذن ان هناك جهات ما زالت مصرة على المضي في هذا المشروع ولم تيأس , ومن هنا اريد ان ادخل على مصداق لبناني وان كان هو حادثة جزئية ولكن حادثة خطيرة جدا جدا جدا, ويجب ان يعرف اللبنانيون عموما والمسلمون في لبنان خصوصا ان الله سبحانه وتعالى دفع بلاء عظيما عنهم كان يحضر لهم , وهذه واحدة من مصاديق دعاء كميل الذي نقراه " وكم من فادح من البلاء أقلته".. كان هناك بلاء فادح سيقع في هذا البلد والله سبحانه وتعالى دفع هذا البلاء عنهم , وهي قصة مجدل عنجر ولا اريد ان ادخل في التفاصيل لان كل الناس اصبحوا يعرفون هذه القصة, الشيخ الذي قيل انه خطف وقامت القيامة في الساعات الاولى واستخدمت خطابات وتعابير مذهبية وتحريضية خطيرة جدا جدا جدا واستثيرت فيها غرائز بلا ضوابط وبلا حدود وتمت دعوات الى القيام بردات فعل واتهم من اللحظة الاولى الذي قيل ان الشيخ خطف فيها جهات معينة ومحددة وبدأت الاصوات ترتفع وتستحضر التاريخ والحاضر والماضي وتدعو الى ردات فعل الى اعمال خطف الى اعمال قتل , ثم تبين لاحقا ان هذا الشيخ خطف نفسه وقيل فيما بعد في مجريات الامور انه حلق لحيته , وكان من المفترض أن تتفاعل الامور خلال بضعة ايام, اعتصامات في المساجد ومظاهرات في الطرقات ومباشرة وسائل الاعلام تولعها, وبعدما يصل التحريض الى الذروة ويحلق شعر هذا الشيخ ويتعرض لبعض اثار التعذيب ويلقى به في الطريق وبيطلع بيعمل مؤتمر صحفي ويتهم اناس محددين بانهم خطفوه وبعده يحترق البلد وراح البلد.
هذا البلاء الذي كان يعد او يحضر لماذا ؟ ولاي سبب؟ ولخدمة من؟ ولاي هدف؟ والبلد دخل بعد الانتخابات النيابية في حالة هدوء وفي مرحلة التعايش وبالعكس اكثر من هدوء واصبحت الناس تجلس مع بعضها وتتحدث مع بعضها وتأنس بعضها وتتفاهم مع بعضها وتتناقش مع بعضها وتنسق الامور سوية وذهبنا الى حكومة وحدة وطنية ووضعنا ملفات تعني الناس والبلد امام أعيننا, طيب، لماذا ولخدمة من وفي الوقت الذي ذاهب فيه البلد الى افضل حالة هدوء وتعاون وانسجام , ومن جهة ثانية وفي الوقت الذي اسرائيل تهدد فيه كل يوم لبنان وبدأت الان بسوريا ايضا وكذلك قطاع غزة وايران , ولماذا يؤخذ لبنان الى الفتنة الطائفية والمذهبية ولمصلحة من هذا الامر؟
المهم هذه الحادثة حصلت وهنا اريد من مسؤولية الاخلاقية والشرعية ان انوه, ونحن حتى عندما نختلف بالسياسة وبالموقف السياسي هذا لا يمنعنا ان نكون منصفين وعادلين،انا الليلة واجبي ان انوه واشكر تيار المستقبل سواء على مستوى قيادته المركزية او على مستوى البقاع الاوسط انه تصرف بمسؤولية وبهدوء, ولم ينجر مع كل جو التجييش الذي عمل عليه هناك للاسف الشديد بعض الناس والنخب والعلماء وبعض الذين يفترض ان يكونوا أتقياء ويخافون الله والذي كان المطلوب منهم هم ان يتصرفوا بوعي وبحكمة وبصبر وبتحقق وبتثبت البعض للاسف لم يتصرف هكذا.
الاخوان في تيار المستقبل تصرفوا بمسؤولية وبحكمة ونحن نشكرهم وننوه بموقفهم والله يبارك فيهم بهذا الموقف, وايضا نريد ان ننوه بقوى الامن الداخلي الذي تابعوا هذا الملف من اول لحظة بجدية عالية ووضعت يدها وسرعان ما اكتشفت الحقيقة واعتقلت هذا الشيخ واعلنت هذه الحقيقة للناس وفقعت عين الفتنة, وكذلك ننوه بقيادة قوى الامن الداخلي وكل الضباط الذين تعبوا وعملوا هذا الانجاز وواجبنا كلنا ان نشكرهم.
وايضا الموقف المسؤول الذي صدر من العديد من القيادات من اخواننا في الطائفة السنية من علماء ورؤساء ورؤساء سابقين وقيادات سياسية ودينية , ولانه ليس فقط نحن معنين بان نقول شكرا لله ولعباد الله على دفع البلاء كذلك نحن معنيين بان نقول يا ناس انتبهوا الى الامام.
ونحن لم نتكلم ويمكن هذه اول مرة شخص في حزب الله يقارب هذا الملف ويتحدث فيه.
انا احببت ان اتكلم عنه اضافة الى توصيف الوضع حتى تعرف الناس ما هو البلاء الذي دفع عنهم؟ ثانيا لشكر الذين ساعدوا بفقع عين الفتنة , وثالثاً لأقول أيضاً ما يلي:
إخواننا في لبنان، أهلنا في لبنان، مسلمين ومسيحيين، سنة وشيعة، يجب أن ننتبه كما هو الحال في بلدان العالم العربي والإسلامي، هناك من هو مصر على الفتنة بين اللبنانيين، هناك من يعمل في الليل وفي النهار ليكون هناك صراع طائفي في لبنان، وقتال مذهبي في لبنان، هناك من لا يهدأ له بال ولا خاطر قبل أن يصل إلى هذه النتيجة، وهؤلاء لديهم مكر وخداع وأكاذيب ونفاق ووسائل وأدوات كبيرة وخطيرة جداً. المطلوب منا جميعاً أن نحذر وننتبه ونحتاط. غداً، لا سمح الله، يمكن أن يخطف شيخ شيعي أو رجل دين مسيحي أو رجل دين درزي أو أي أحد آخر، يمكن أن يقتل أي أحد لا سمح الله، ويخرج علينا بعض الناس من دون تثبت وتحقيق ويخلقوا أجواء فتنة في البلد وفعل وردات فعل. أقول لكم : من فعل هذا ويفعل هذا هو إسرائيلي علم أم لم يعلم. أول أمر يجب أن نقدم عليه هو أن نجلس ونتحقق ونتثبت من قام بهذا الفعل قبل أن نطلق الاتهامات يميناً وشمالاً، هناك مؤسسات أمنية في هذا البلد، هناك أجهزة أمنية في البلد تثبت يوماً بعد يوم أن إمكاناتها البشرية والتقنية تتطور بشكل جيد، فعلينا أن لا نتسرع لأن هذا البلد لا يخفى فيه شيء. وأيضاً التصرف بحكمة في ردات الفعل، فإذا افترضنا حصل حادث ما، من ابن طائفة على ابن طائفة آخر، فهل هذا يجب أن يجر إلى صراع طائفي أو إلى صراع مذهبي ونحرق بلدنا ونحرق بيوتنا وقرانا، ندمر بيوتنا بأيدينا نتيجة ردات فعل يريد الشيطان والأعداء أن يجرونا إليها؟! التريث في الفهم، التريث في ردات الفعل، مسارعة الحكومة والدولة، مسارعة القيادات المختلفة لاستيعاب أي حدث وكشف ملابساته ومعالجة ذيوله، هذه من أهم المسؤوليات الكبرى الملقاة على عاتق الجميع اليوم في لبنان. جميعنا يجب أن نتسلح بالحذر وأن لا يغيب عن بالنا لحظة من اللحظات، لا في لبنان، ولا في العراق، ولا في أفغانستان، ولا في باكستان، ولا سوريا، ولا مصر ولا فلسطين ولا أي بلد، أن هناك من يريد لشعوب هذه البلدان أن تتقاتل وأن تتصارع وأن يذبح بعضها بعضاً ويسفك بعضها دم بعض، ويهدم بعضها بيوت بعض ، وبالتالي هل يجب أن ننجر ونصغي لنداءات الشيطان وخطوات الشيطان؟ حتى ما فعلته وأعلنته بعض وسائل الإعلام الأميركية في الآونة الأخيرة، واضح هناك تحريض يومي ومستمر من أجل الإيقاع بين العرب وإيران. المهم أن تبتعد عن إسرائيل، المهم أن تبتعد عن أمريكا وكل الحروب الأخرى ليست مسموحة فقط بل هي مطلوبة ويخطط لها ويعمل من أجلها.
أحببت اليوم أن أثير هذا الموضوع لأقول، هنا أيضاً مسؤولية كبيرة على مستوى الأمة وعلى مستوى لبنان، دفع الله هذا البلاء ونسأله أن يدفع البلاء دائماً عنا. ولكن عندما يدفع البلاء مرة وأثنين وثلاثة ولا نتصرف في لبنان كدولة أو كنخب أو كشعب بمسؤولية، الحمد لله هذه الحادثة الجميع تصرف فيها بمسؤولية إلا المحرضون والمخططون والأبالسة الذين يقفون خلف هذه الفتن، عندما نتصرف بمسؤولية بالتأكيد الله سبحانه وتعالى سيعيننا أكثر على دفع البلاء والمصيبة عنا.
غداً، أربعين الإمام الحسين(ع)، وهو يأتي هذا العام في أيام شهر شباط ، أيام انتصار الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الإمام الخميني والذي أكد أن هذه الثورة هي من بركات قيام الحسين ودماء الحسين وصرخات الحسين (عليه السلام)، وهذه الثورة التي أحدثت تطوراً تاريخياً كبيراً في العصر الحديث، وستتضح آثارها الأكبر والأهم في مستقبل الأمة ومستقبل الأيام.
شهر شباط الذي يحتضن أيضاً ذكرى قادتنا وأعز إخواننا وأساتذتنا وأحبائنا الشهداء القادة الذين هم أيضاً رموز مسيرة المقاومة المنتمية إلى الحسين وإلى كربلاء الحسين عليه السلام.
لن أتحدث الليلة في الموضوع الإسرائيلي، موضوع التهديدات، خصوصاً التطور الذي حصل خلال اليومين الماضيين، هو تطور مهم جداً، يعني في الموضوع الإسرائيلي – السوري، سأترك هذه الأمور إنشاء الله إلى المناسبة القريبة بعد أيام، عندما نحيي وإياكم ذكرى شهدائنا القادة، الشهيد السيد عباس الموسوي، الشهيد الشيخ راغب حرب، الشهيد الحاج عماد مغنية، يومها إنشاء الله نتحدث عن التهديدات وعن تطورات المنطقة وعن موقف المقاومة، ولنا دائماً معكم في المقاومة وفي طول الطريق وفي العاشر وفي الأربعين ودائماً وأبداً مع الحسين، ولن ننسى هذا الحسين العظيم على الإطلاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق