ماجد عزام
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
أخيراً أصدر الرئيس محمود عباس قراره بإقالة رئيس ديوانه السيد رفيق الحسينى على خلفية الشريط الفاضح الذي كشف مدى تغلغل الفساد والانهيار الاخلاقى فى مؤسسات السلطة الفلسطينية، و في مصادفة لافتة كانت قيادة الاحتلال تصدر في الوقت نفسه تقريباً قرارا بتوبيخ جنود أقدموا على قتل اربعة مواطنين فلسطينين بدم بارد أواخر آذار مارس الماضي .
قرار الرئيس عباس جاء متاخرا جدا . فالشريط قدم له منذ سنة ونصف تقريبا اى فى خريف العام 2008 واكتفى عباس حينها باقالة اللواء توفيق الطيراوي, بعد ترقيته طبعا! ليدير" الاكاديمية الامنية الفلسطينية" -عندنا شىء كهذا-. رغم ان العدالة كانت تقتضى اقالة الحسينى ايضا دون اى مجاملات وليس على طريقة العالم الثالث وجمهوريات او عفوا - سلطات الموز- حيث الاقالة دائما تتم بترقية -او شلوت- الى الاعلى .
غير ان الاخطر من ذلك هو, ان قرار لجنة التحقيق الشكلية ركز على قضية الشريط وبرأ عمليا الحسينى من( الابتزاز الجنسي) وتجاهل تماما قضية الفساد المالي التي تعتبر جزءًا لا يتجزا من القضية. ارادت اللجنة الوهمية التى كانت قراراتها معروفة " سلفا " القول لنا : ان الحسينى ارتكب خطا شخصيا لا علاقة له بعمله الرسمي, وان المشكلة فى المخابرات التى تتعقب الناس وليس فى الذهنية التى تتحكم بعمل المخابرات و السلطة ككل والتى تتعامى عن حقيقة انها سلطة حكم ذاتى بلدي ليس موسّعا حتى , وانها لا تملك صلاحيات فعلية وجدية على الارض, علما ان هذا البعد مهم جدا ويؤثر على كافة مناحي عمل السلطة وهو يختصر حقيقة الملهاة التى نعيشها سواء فى الضفة الغربية او حتى فى قطاع غزة .
بالتزامن مع قرار اللجنة البائسة كانت قيادة جيش الاحتلال تكتفى بتوبيخ جنود قتلوا اربعة فلسطينيين بدم بارد اواخر اذار مارس الماضى قالت انهم ارتكبوا خطا تكتيكيا وهى محقة طبعا, على اعتبار ان الهدف الاستراتيجى يتمثل بقتل اكبر عدد ممكن من المواطنين الفلسطينيين وفق سياسة عدّ الجثث الاجرامية والعنصرية التى تتبعها اسرائيل منذ تاسيسها. والادهى من ذلك كله ان قيادة الاحتلال قررت الاستعانة بالكلاب البوليسية من اجل مطاردة المتظاهرين الفلسطينيين كى لا تلجا الى القتل او التنكيل المباشر بحقهم .
المعطيات والحقائق السابقة تطرح السؤال المر والمحزن كيف تستطيع سلطة تتصرف بهذه الذهنية وتتستر على الفساد بانواعه واشكاله المختلفة ان تواجه ذهنية الاحتلال والاجرام ليس فقط فى الميدان وانما حتى على طاولات التفاوض وفى ميادين السياسة الاجابة يمكن الحصول عليها عبر عدة مصادر ووقائع فالسيد ياسر عبد ربه قال فى مذكراته التى نشرتها صحيفة الحياة-تشرين ثانى نوفمبر 2008- ان ياسر عرفات لم يكن مفاوضا بارعا ناهيك عن اتباعه استراتيجية تفاوضية خاطئة-الاهتمام بمظاهر السلطة على حساب الارض- عبد ربه ارجع كذلك التباين الهائل بين الخطاب الفلسطينى الباهت والبائس ,والاستجدائى الذى القى فى البيت الابيض عند توقيع اتفاق اوسلو و خطاب اسحق رابين المتعالى والمتغطرس والعنصرى الى مجرد خطا وانخداع بشروط البيت الابيض وليس الى الافتقاد الى الارادة والقدرات اللازمة للتفاوض او الاشتباك التفاوضى حسب تعبير بعض الخجلين من عملية التسوية ومساوئها .
برهان اخر على وهن ووهم السلطة قدمه السيد عباس زكى الذى قال لصحيفة الشرق القطرية انه يشعر بالحزن والاسى من اللامبالاة الى تعاطت بها قيادة السلطة وفتح مع اعتقاله وحسب زكى ، فإن رئيس السلطة محمود عباس لم يجد وقتا يجري فيه اتصالا هاتفيا مع عضو قيادة الحركة التي يترأسها، ليهنئه بالخروج من الأسر الإسرائيلي، والاطمئنان على صحته، وهو أخّر عودته، باقيا في العاصمة الأردنية بضعة أيام أخرى بعد انتهاء القمة العربية في سرت، أما سلام فياض رئيس حكومة السلطة، ومحمد راتب غنيم الموجودان في رام الله، فقد وجدا وقتا للاتصال، دون أن يجدا وقتا لزيارتى وهم إلى ذلك، لم يصدروا أي بيان يطالب بإطلاق سراحى.!
هذه السلطة البائسة-بنت اتفاق اوسلو سىء الصيت - لن تستطيع مقارعة الاحتلال لا سلما ولا حربا وهى اوصلت الشعب الفلسطينى الى الماساة التى يعيشها حاليا ليس فقط فى الضفة الغربية وانما فى قطاع غزة والشتات ايضا وبالتاكيد فان اى مواطن فلسطينى لن ينام هادىء البال طالما ان مصيره مرتبط بها و وبقياداتها التى تعجز قامتها القصيرة عن قيادة الشعب العملاق نحو الاستقلال وتقرير المصير .
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
أخيراً أصدر الرئيس محمود عباس قراره بإقالة رئيس ديوانه السيد رفيق الحسينى على خلفية الشريط الفاضح الذي كشف مدى تغلغل الفساد والانهيار الاخلاقى فى مؤسسات السلطة الفلسطينية، و في مصادفة لافتة كانت قيادة الاحتلال تصدر في الوقت نفسه تقريباً قرارا بتوبيخ جنود أقدموا على قتل اربعة مواطنين فلسطينين بدم بارد أواخر آذار مارس الماضي .
قرار الرئيس عباس جاء متاخرا جدا . فالشريط قدم له منذ سنة ونصف تقريبا اى فى خريف العام 2008 واكتفى عباس حينها باقالة اللواء توفيق الطيراوي, بعد ترقيته طبعا! ليدير" الاكاديمية الامنية الفلسطينية" -عندنا شىء كهذا-. رغم ان العدالة كانت تقتضى اقالة الحسينى ايضا دون اى مجاملات وليس على طريقة العالم الثالث وجمهوريات او عفوا - سلطات الموز- حيث الاقالة دائما تتم بترقية -او شلوت- الى الاعلى .
غير ان الاخطر من ذلك هو, ان قرار لجنة التحقيق الشكلية ركز على قضية الشريط وبرأ عمليا الحسينى من( الابتزاز الجنسي) وتجاهل تماما قضية الفساد المالي التي تعتبر جزءًا لا يتجزا من القضية. ارادت اللجنة الوهمية التى كانت قراراتها معروفة " سلفا " القول لنا : ان الحسينى ارتكب خطا شخصيا لا علاقة له بعمله الرسمي, وان المشكلة فى المخابرات التى تتعقب الناس وليس فى الذهنية التى تتحكم بعمل المخابرات و السلطة ككل والتى تتعامى عن حقيقة انها سلطة حكم ذاتى بلدي ليس موسّعا حتى , وانها لا تملك صلاحيات فعلية وجدية على الارض, علما ان هذا البعد مهم جدا ويؤثر على كافة مناحي عمل السلطة وهو يختصر حقيقة الملهاة التى نعيشها سواء فى الضفة الغربية او حتى فى قطاع غزة .
بالتزامن مع قرار اللجنة البائسة كانت قيادة جيش الاحتلال تكتفى بتوبيخ جنود قتلوا اربعة فلسطينيين بدم بارد اواخر اذار مارس الماضى قالت انهم ارتكبوا خطا تكتيكيا وهى محقة طبعا, على اعتبار ان الهدف الاستراتيجى يتمثل بقتل اكبر عدد ممكن من المواطنين الفلسطينيين وفق سياسة عدّ الجثث الاجرامية والعنصرية التى تتبعها اسرائيل منذ تاسيسها. والادهى من ذلك كله ان قيادة الاحتلال قررت الاستعانة بالكلاب البوليسية من اجل مطاردة المتظاهرين الفلسطينيين كى لا تلجا الى القتل او التنكيل المباشر بحقهم .
المعطيات والحقائق السابقة تطرح السؤال المر والمحزن كيف تستطيع سلطة تتصرف بهذه الذهنية وتتستر على الفساد بانواعه واشكاله المختلفة ان تواجه ذهنية الاحتلال والاجرام ليس فقط فى الميدان وانما حتى على طاولات التفاوض وفى ميادين السياسة الاجابة يمكن الحصول عليها عبر عدة مصادر ووقائع فالسيد ياسر عبد ربه قال فى مذكراته التى نشرتها صحيفة الحياة-تشرين ثانى نوفمبر 2008- ان ياسر عرفات لم يكن مفاوضا بارعا ناهيك عن اتباعه استراتيجية تفاوضية خاطئة-الاهتمام بمظاهر السلطة على حساب الارض- عبد ربه ارجع كذلك التباين الهائل بين الخطاب الفلسطينى الباهت والبائس ,والاستجدائى الذى القى فى البيت الابيض عند توقيع اتفاق اوسلو و خطاب اسحق رابين المتعالى والمتغطرس والعنصرى الى مجرد خطا وانخداع بشروط البيت الابيض وليس الى الافتقاد الى الارادة والقدرات اللازمة للتفاوض او الاشتباك التفاوضى حسب تعبير بعض الخجلين من عملية التسوية ومساوئها .
برهان اخر على وهن ووهم السلطة قدمه السيد عباس زكى الذى قال لصحيفة الشرق القطرية انه يشعر بالحزن والاسى من اللامبالاة الى تعاطت بها قيادة السلطة وفتح مع اعتقاله وحسب زكى ، فإن رئيس السلطة محمود عباس لم يجد وقتا يجري فيه اتصالا هاتفيا مع عضو قيادة الحركة التي يترأسها، ليهنئه بالخروج من الأسر الإسرائيلي، والاطمئنان على صحته، وهو أخّر عودته، باقيا في العاصمة الأردنية بضعة أيام أخرى بعد انتهاء القمة العربية في سرت، أما سلام فياض رئيس حكومة السلطة، ومحمد راتب غنيم الموجودان في رام الله، فقد وجدا وقتا للاتصال، دون أن يجدا وقتا لزيارتى وهم إلى ذلك، لم يصدروا أي بيان يطالب بإطلاق سراحى.!
هذه السلطة البائسة-بنت اتفاق اوسلو سىء الصيت - لن تستطيع مقارعة الاحتلال لا سلما ولا حربا وهى اوصلت الشعب الفلسطينى الى الماساة التى يعيشها حاليا ليس فقط فى الضفة الغربية وانما فى قطاع غزة والشتات ايضا وبالتاكيد فان اى مواطن فلسطينى لن ينام هادىء البال طالما ان مصيره مرتبط بها و وبقياداتها التى تعجز قامتها القصيرة عن قيادة الشعب العملاق نحو الاستقلال وتقرير المصير .
ماجد عزام
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق