أيام الغضب: قصص واقعية من ميدان التحرير
بدأت بعض وسائل الإعلام المستقلة في مصر توثيق شهادات شباب 25 يناير/كانون الثاني بالصوت والصورة، خاصة بعد إعلانهم الاستمرار في الاعتصام بميدان التحرير حتى رحيل الرئيس حسني مبارك عن السلطة.
وطالب بعض المثقفين توثيق الثورة الشعبية وشهادة الشباب تحت عنوان "ايام الغضب" لان التاريخ سيذكرها كعلامة مميزة في التاريخ المصري، كما يجب ان يحتفل الشعب بالثورة على غرار ثورة 23 يوليو/ تموز التي قام بها الجيش عام 1952، خاصة ان يوم اندلاعها يوافق احتفالات مصر بعيد الشرطة.
وأضافوا ان التاريخ المصري يعيد نفسه حيث تتشابه ثورة الشباب مع الثورة التي قام بها الشعب المصري عام 1805 لرفع محمد علي إلى الحكم متحدين بذلك سلطة الدولة العثمانية.
ويشير التاريخ المصري الحديث إلى ان الشعب المصري قام بثورة ضد المماليك في 13 مايو/ايار عام 1805 لعزل الوالي العثماني خورشيد باشا وتعيين محمد علي بدلاَ منه بعد ان كثرة وقوع المظالم وزيادة الضرائب على الشعب لتبدأ مصر مرحلة جديدة من النهضة اثرت على تاريخها السياسي والحربي والاقتصادي والاجتماعي.
وناشدت صحيفة الشروق المصرية الشباب الذين شاركوا في الاحتجاجات بسرد قصصهم ومواقفهم والتعاون معها لتوثيق ثورة الشباب، حيث قالت "كل منا له تجربة شخصية في وسط الأحداث التي تمر بها مصر هذه الأيام. احكوا لنا تجاربكم أو مواقفكم التي لن تنسوها. فهذه القصص الصغيرة هي التي تكون تاريخ الشعوب الكبيرة".
وقال احد الشباب "تجمعنا على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) لنقوم بهذه المظاهرة. معلنين وقف الفساد والظلم والمحسوبية. توقعت اننا لن نجيد سوى الكلام فقط، خاصة ان معظم المعلنين عن المظاهرة من الشباب الافتراضي، والذي يعتقد البعض أنه لا يعرف اي شيء عن مصر وتاريخها وما يدور حوله من فساد في كل مكان. وتجمعنا يوم 25 يناير وكانت المفاجأة ان الأعداد التي تجمعت كبيرة جدا ومع اول هتاف بسقوط مبارك تعالت الحناجر وتوالت الأحداث لتنفيذ الهدف حتى جاءت جمعة الغضب التي راح ضحيتها رجال في سن الشباب فهانت علينا أرواحنا وزاد إصرارنا على إسقاط النظام".
وقال آخر المواقف التي ألهبت مشاعر الشباب أثناء التظاهر كثيرة، منها تعدي رجال الأمن على رجل مسن بالضرب المبرح أمام أعيننا لمجرد انه كان يصرخ بسقوط حسني مبارك، فتدافعنا بقوة واصطدمنا مع الشرطة حتى خلصناه من أيديهم، وبعد إجراء الإسعافات الأولية له اكتشفنا انه أستاذ جامعي وعميد سابق لإحدى الكليات النظرية، وكذلك عندما خلعت سيدة في الخمسين من عمرها طرحتها لتضعها أمامنا أثناء الصلاة حتى لا نصلي على الأرض، وبنت الـ17 عاما التي أصدمت بالشرطة وتشابكت معهم بالأيدي وهي تطالب بسقوط النظام فأصيبت بجروح عميقة. كلها مواقف جعلت أرواحنا لا تساوي شيء حتى يسقط النظام".
وقال آخر "احتمينا بمدخل عمارة من القنابل المسيلة للدموع، لا يعرف أحدا منا الآخر ولا توجد بيننا علاقات أسرية أو زمالة في الدراسة او العمل، ورأيت لأول مرة إطلاق الرصاص الحي والمطاطي على المتظاهرين، ووجدنا بيننا طفلا في العاشرة من عمره، واعتقدنا انه خرج بدافع اللهو أو الفرجة، وكان مظهره اقرب للأطفال العاملين في الورش، وتبادلنا فيما بيننا التعليقات الضاحكة على خروجه ومشاركته معنا، وبعد اكثر من نصف ساعة من إطلاق النار علينا واستهدافنا سمعنا صراخ الطفل فاقتربنا جميعا منه لنجده أصيب برصاصة مطاطية في كتفه، فوجدنا طبيبا يسكن في العمارة استطاع ان يسعفه، وتبادلنا جميعا النظرات في صمت، كأننا اتفقنا معا على مواجهة الشرطة فخرجنا دفعة واحدة بدافع الثأر للطفل، نسابق الزمن حتى اشتبكنا بالشرطة وأخذنا أسلحتهم وسلمناها بعد ذلك لعناصر الجيش".
وما يزال المعتصمون يحتلون ميدان التحرير رغم محاولات الجيش تفريقهم بحجة تسيير حركة المرور في الشوارع، حيث نصب الشباب الخيام في الميدان لحمايتهم من الأمطار وكتبوا عليها لافتات بعضها يحمل اسم "المنوفية قاعدين"، وأخرى "هنا الجنة"، و"خيمة الشعراء والمطربين"، و"خيمة فرقة فنون الثورة الشعبية"، و"مركز الشهداء" بالإضافة إلى الخيام التي حملت اسم الفئات الشعبية مثل "عمال، طلاب، مهندسين، مدرسين، أطباء".
ويقول عبد المنعم إمام احد الشباب المعتصمين بخيمة "هنا الجنة" يحاول الشباب هنا جلب الخبز والجبن والعصائر للمعتصمين، ولن يفضوا خيمتهم إلا بعد الرحيل.
ويقول عبد الناصر عجاج ناشر ومؤلف كتب للأطفال وينتمي لخيمة "فرقة فنون الثورة الشعبية" ان متاع الكثير من المنتمين للخيمة هو "العود والطبلة والناي والدفوف حملناها معنا لتثبيت المعتصمين وتسليتهم حتى لا يشعروا بالملل، وقد بدأ الشباب في الانضمام إلينا ينشدوا ويغنوا ويتبارزوا بالشعر، حيث تبدأ جلسات السمر من العاشرة مساء حتى الرابعة فجراَ، ولن نفض اعتصامنا حتى يرحل النظام".
وطالب بعض المثقفين توثيق الثورة الشعبية وشهادة الشباب تحت عنوان "ايام الغضب" لان التاريخ سيذكرها كعلامة مميزة في التاريخ المصري، كما يجب ان يحتفل الشعب بالثورة على غرار ثورة 23 يوليو/ تموز التي قام بها الجيش عام 1952، خاصة ان يوم اندلاعها يوافق احتفالات مصر بعيد الشرطة.
وأضافوا ان التاريخ المصري يعيد نفسه حيث تتشابه ثورة الشباب مع الثورة التي قام بها الشعب المصري عام 1805 لرفع محمد علي إلى الحكم متحدين بذلك سلطة الدولة العثمانية.
ويشير التاريخ المصري الحديث إلى ان الشعب المصري قام بثورة ضد المماليك في 13 مايو/ايار عام 1805 لعزل الوالي العثماني خورشيد باشا وتعيين محمد علي بدلاَ منه بعد ان كثرة وقوع المظالم وزيادة الضرائب على الشعب لتبدأ مصر مرحلة جديدة من النهضة اثرت على تاريخها السياسي والحربي والاقتصادي والاجتماعي.
وناشدت صحيفة الشروق المصرية الشباب الذين شاركوا في الاحتجاجات بسرد قصصهم ومواقفهم والتعاون معها لتوثيق ثورة الشباب، حيث قالت "كل منا له تجربة شخصية في وسط الأحداث التي تمر بها مصر هذه الأيام. احكوا لنا تجاربكم أو مواقفكم التي لن تنسوها. فهذه القصص الصغيرة هي التي تكون تاريخ الشعوب الكبيرة".
وقال احد الشباب "تجمعنا على موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) لنقوم بهذه المظاهرة. معلنين وقف الفساد والظلم والمحسوبية. توقعت اننا لن نجيد سوى الكلام فقط، خاصة ان معظم المعلنين عن المظاهرة من الشباب الافتراضي، والذي يعتقد البعض أنه لا يعرف اي شيء عن مصر وتاريخها وما يدور حوله من فساد في كل مكان. وتجمعنا يوم 25 يناير وكانت المفاجأة ان الأعداد التي تجمعت كبيرة جدا ومع اول هتاف بسقوط مبارك تعالت الحناجر وتوالت الأحداث لتنفيذ الهدف حتى جاءت جمعة الغضب التي راح ضحيتها رجال في سن الشباب فهانت علينا أرواحنا وزاد إصرارنا على إسقاط النظام".
وقال آخر المواقف التي ألهبت مشاعر الشباب أثناء التظاهر كثيرة، منها تعدي رجال الأمن على رجل مسن بالضرب المبرح أمام أعيننا لمجرد انه كان يصرخ بسقوط حسني مبارك، فتدافعنا بقوة واصطدمنا مع الشرطة حتى خلصناه من أيديهم، وبعد إجراء الإسعافات الأولية له اكتشفنا انه أستاذ جامعي وعميد سابق لإحدى الكليات النظرية، وكذلك عندما خلعت سيدة في الخمسين من عمرها طرحتها لتضعها أمامنا أثناء الصلاة حتى لا نصلي على الأرض، وبنت الـ17 عاما التي أصدمت بالشرطة وتشابكت معهم بالأيدي وهي تطالب بسقوط النظام فأصيبت بجروح عميقة. كلها مواقف جعلت أرواحنا لا تساوي شيء حتى يسقط النظام".
وقال آخر "احتمينا بمدخل عمارة من القنابل المسيلة للدموع، لا يعرف أحدا منا الآخر ولا توجد بيننا علاقات أسرية أو زمالة في الدراسة او العمل، ورأيت لأول مرة إطلاق الرصاص الحي والمطاطي على المتظاهرين، ووجدنا بيننا طفلا في العاشرة من عمره، واعتقدنا انه خرج بدافع اللهو أو الفرجة، وكان مظهره اقرب للأطفال العاملين في الورش، وتبادلنا فيما بيننا التعليقات الضاحكة على خروجه ومشاركته معنا، وبعد اكثر من نصف ساعة من إطلاق النار علينا واستهدافنا سمعنا صراخ الطفل فاقتربنا جميعا منه لنجده أصيب برصاصة مطاطية في كتفه، فوجدنا طبيبا يسكن في العمارة استطاع ان يسعفه، وتبادلنا جميعا النظرات في صمت، كأننا اتفقنا معا على مواجهة الشرطة فخرجنا دفعة واحدة بدافع الثأر للطفل، نسابق الزمن حتى اشتبكنا بالشرطة وأخذنا أسلحتهم وسلمناها بعد ذلك لعناصر الجيش".
وما يزال المعتصمون يحتلون ميدان التحرير رغم محاولات الجيش تفريقهم بحجة تسيير حركة المرور في الشوارع، حيث نصب الشباب الخيام في الميدان لحمايتهم من الأمطار وكتبوا عليها لافتات بعضها يحمل اسم "المنوفية قاعدين"، وأخرى "هنا الجنة"، و"خيمة الشعراء والمطربين"، و"خيمة فرقة فنون الثورة الشعبية"، و"مركز الشهداء" بالإضافة إلى الخيام التي حملت اسم الفئات الشعبية مثل "عمال، طلاب، مهندسين، مدرسين، أطباء".
ويقول عبد المنعم إمام احد الشباب المعتصمين بخيمة "هنا الجنة" يحاول الشباب هنا جلب الخبز والجبن والعصائر للمعتصمين، ولن يفضوا خيمتهم إلا بعد الرحيل.
ويقول عبد الناصر عجاج ناشر ومؤلف كتب للأطفال وينتمي لخيمة "فرقة فنون الثورة الشعبية" ان متاع الكثير من المنتمين للخيمة هو "العود والطبلة والناي والدفوف حملناها معنا لتثبيت المعتصمين وتسليتهم حتى لا يشعروا بالملل، وقد بدأ الشباب في الانضمام إلينا ينشدوا ويغنوا ويتبارزوا بالشعر، حيث تبدأ جلسات السمر من العاشرة مساء حتى الرابعة فجراَ، ولن نفض اعتصامنا حتى يرحل النظام".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق