ميدان الشهداء الأبطال.. ميدان التحرير سابقاً
استحق ميدان التحرير لقب ميدان الشهداء عن جدارة, وهي تسمية عفوية أقرها المتظاهرون وتعارفوا عليها فور الإعلان عن تنحي مبارك, في لحظة انتصار, لم يتوقع أكثر المراقبين تفاؤلاً أن يتحقق خلال 18 يوما فقط.
أكثر من ثلاثمائة شهيد ونحو أربعة آلاف جريح كان لهم الفضل الأكبر في هذا النصر, كما يقول المحتشدون الذين توافدوا على ميدان الشهداء "التحرير سابقاً" فور الإعلان عن تنحي مبارك.
العديد من أهالي الشهداء تنفسوا الصعداء وبدأ بعضهم تقبل العزاء في ساحات الميدان الرهيب الذي ستردد جنباته فترات طويلة صيحات "الشعب يريد إسقاط النظام.. الشعب يريد محاكمة الرئيس.. الشعب والجيش أسقط النظام".
وقد أجمع عدد من أقارب الشهداء تحدثوا للجزيرة نت على ضرورة محاكمة "القتلة" وردد أحدهم وهو يبكي "لو مت يا أمي ما تبكيش.. راح (سوف) أموت عشان (من أجل) مصر تعيش"، وقال آخر "بالروح بالدم نفديك يا مصر".
وأصبح النصب التذكاري الرمزي الذي يضم صور وأسماء الشهداء, هدفاً لكل من يزور هذا الميدان الرهيب قبل وبعد الإعلان عن تنحي الرئيس.
وفي لحظة واحدة, أعقبت بيان التنحي, توجه المحتشدون في الميدان بشكل تلقائي إلى المنطقة التي تضم صور الشهداء, لتوجيه التحية لهم..
لقد أصبح هذا الميدان عنوانا للغضب الرافض للفساد والاستبداد, ومصدر إلهام لكل من يبحث عن الحرية والكرامة.
كما بات الميدان مصدر رعب لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعب, كما يقول متظاهرون, شددوا على أن "الجميع بات يعرف عنوان هذا الميدان، والويل كل الويل لمن يتحدى الشارع".
اللافت في هذا السياق أن المصريين لا يعترفون بالاسم الرسمي لهذا الميدان وهو "ميدان أنور السادات" وهي التسمية التي اعتمدت لمحطة قطارات مترو الأنفاق بالمنطقة, حيث ظل الناس يطلقون عليه اسم ميدان التحرير.
وخلال أيام الغضب الـ18 تحول هذا الميدان إلى ما يشبه الدولة, وبدا كخلية عمل لا يتوقف, استطاع معه ملايين المتظاهرين أن يحضروا بصفة شبه دائمة, مع إدارة بارعة لأمور حياتهم اليومية.
وعندما يجتاز القادم للميدان نقاط التفتيش التي أقامها المعتصمون, يجد نفسه في عالم آخر يختلف بالكلية عما هو الحال عليه في باقي أنحاء مصر. يلاحظ المحتشدون أيضا تلاحما لافتا بين المسلمين والمسيحيين, واستدعاء للوطنية المصرية القديمة, مع روح تكافل كادت الأزمات المتعاقبة على المصريين أن تسحقها, لولا ثورة 25 يناير.
وكانت النقاط الطبية الميدانية التي ضمت عشرات المتطوعين بالميدان مثالا على نجاح إدارة دولة الميدان, التي تمكنت أيضا من ضبط الأمن ونفذت عمليات التفتيش بشكل حضاري, وتمكنت من صد هجمات البلطجية.
اللافت أيضا أن دولة الميدان لم تشهد عملية تخريب واحدة, ولم يفكر أحد المعتصمين في الاقتراب من المتحف المصري الذي يضم أغلى كنوز التراث في العالم.
هناك أيضا, التعاطي الأكثر براعة مع التطورات السياسية المتسارعة منذ اليوم الأول في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي, ومرورا بمعركة الجمال وهجوم البلطجية, ووصولا إلى ضغوط متسارعة على نظام مبارك الذي ترنح تحت ضغوط الشارع, معلنا انتصار دولة ميدان التحرير.
وكما انتصرت الشرعية الثورية بالإطاحة بحكم مبارك, يبدو أن تلك الشرعية تنتصر مجددا على باقي الأصعدة, ليكون الشارع
أكثر من ثلاثمائة شهيد ونحو أربعة آلاف جريح كان لهم الفضل الأكبر في هذا النصر, كما يقول المحتشدون الذين توافدوا على ميدان الشهداء "التحرير سابقاً" فور الإعلان عن تنحي مبارك.
العديد من أهالي الشهداء تنفسوا الصعداء وبدأ بعضهم تقبل العزاء في ساحات الميدان الرهيب الذي ستردد جنباته فترات طويلة صيحات "الشعب يريد إسقاط النظام.. الشعب يريد محاكمة الرئيس.. الشعب والجيش أسقط النظام".
وقد أجمع عدد من أقارب الشهداء تحدثوا للجزيرة نت على ضرورة محاكمة "القتلة" وردد أحدهم وهو يبكي "لو مت يا أمي ما تبكيش.. راح (سوف) أموت عشان (من أجل) مصر تعيش"، وقال آخر "بالروح بالدم نفديك يا مصر".
وأصبح النصب التذكاري الرمزي الذي يضم صور وأسماء الشهداء, هدفاً لكل من يزور هذا الميدان الرهيب قبل وبعد الإعلان عن تنحي الرئيس.
وفي لحظة واحدة, أعقبت بيان التنحي, توجه المحتشدون في الميدان بشكل تلقائي إلى المنطقة التي تضم صور الشهداء, لتوجيه التحية لهم..
لقد أصبح هذا الميدان عنوانا للغضب الرافض للفساد والاستبداد, ومصدر إلهام لكل من يبحث عن الحرية والكرامة.
كما بات الميدان مصدر رعب لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات الشعب, كما يقول متظاهرون, شددوا على أن "الجميع بات يعرف عنوان هذا الميدان، والويل كل الويل لمن يتحدى الشارع".
اللافت في هذا السياق أن المصريين لا يعترفون بالاسم الرسمي لهذا الميدان وهو "ميدان أنور السادات" وهي التسمية التي اعتمدت لمحطة قطارات مترو الأنفاق بالمنطقة, حيث ظل الناس يطلقون عليه اسم ميدان التحرير.
وخلال أيام الغضب الـ18 تحول هذا الميدان إلى ما يشبه الدولة, وبدا كخلية عمل لا يتوقف, استطاع معه ملايين المتظاهرين أن يحضروا بصفة شبه دائمة, مع إدارة بارعة لأمور حياتهم اليومية.
وعندما يجتاز القادم للميدان نقاط التفتيش التي أقامها المعتصمون, يجد نفسه في عالم آخر يختلف بالكلية عما هو الحال عليه في باقي أنحاء مصر. يلاحظ المحتشدون أيضا تلاحما لافتا بين المسلمين والمسيحيين, واستدعاء للوطنية المصرية القديمة, مع روح تكافل كادت الأزمات المتعاقبة على المصريين أن تسحقها, لولا ثورة 25 يناير.
وكانت النقاط الطبية الميدانية التي ضمت عشرات المتطوعين بالميدان مثالا على نجاح إدارة دولة الميدان, التي تمكنت أيضا من ضبط الأمن ونفذت عمليات التفتيش بشكل حضاري, وتمكنت من صد هجمات البلطجية.
اللافت أيضا أن دولة الميدان لم تشهد عملية تخريب واحدة, ولم يفكر أحد المعتصمين في الاقتراب من المتحف المصري الذي يضم أغلى كنوز التراث في العالم.
هناك أيضا, التعاطي الأكثر براعة مع التطورات السياسية المتسارعة منذ اليوم الأول في 25 يناير/ كانون الثاني الماضي, ومرورا بمعركة الجمال وهجوم البلطجية, ووصولا إلى ضغوط متسارعة على نظام مبارك الذي ترنح تحت ضغوط الشارع, معلنا انتصار دولة ميدان التحرير.
وكما انتصرت الشرعية الثورية بالإطاحة بحكم مبارك, يبدو أن تلك الشرعية تنتصر مجددا على باقي الأصعدة, ليكون الشارع
هو الحكم والمرجع، فليكن إذن كما قالت الجماهير, ميدان الشهداء.. التحرير سابقا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق