لم يكن يوم الاثنين يوماً عادياً في لبنان..فقد استفاق اللبنانيون على خبر "كارثة جوية" نتجت عن تحطم طائرة تابعة للخطوط الجوية الاثيوبية بعيد اقلاعها من مطار بيروت الدولي وعلى متنها 90 شخصل بينهم 54 لبنانياً.وفي التفاصيل أنّ الطائرة وهي من طراز بوينج 737-800 اختفت من على شاشات الرادار بعد نحو خمس دقائق من اقلاعها بعد فترة وجيزة من موعد مغادرتها المقرر في الساعة 2.10 صباحا بالتوقيت المحلي اثناء عاصفة رعدية وامطار غزيرة. وكانت الطائرة في طريقها الى اديس ابابا.
وبين ضحايا الطائرة زوجة السفير الفرنسي في بيروت وعضو مجلس الادارة ومدير البرامج السياسية في تلفزيون "MTV" إضافة إلى 15 مواطناً لبنانياً من مدينة النبطية. كما أنّ عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب نوار الساحلي كان من المفترض أن يكون على هذه الطاولة لو لم يؤجل السفرة للمشاركة في الجلسة العامة للمجلس النيابي.وفيما أُعلن الحداد الوطني في لبنان ليوم واحد على ضحايا الطائرة المنكوبة، غصّ مطار بيروت بالشخصيات التي أتت لمواساة عائلات الضحايا ومواكبة عمليات الانقاذ. وقد أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان عن أسفه الشديد لـ"الحادث المؤلم والهائل"، مؤكدا أن "جميع اللبنانيين على مستوى الحكومة والشعب والقوى الأمنية تبذل الجهود الكبيرة للانقاذ، وكل مشاعرنا مع الركاب وأهالي المفقودين". وأعرب سليمان، خلال مؤتمر صحافي عقده بحضور وزير الدفاع الياس المر وقائد الجيش جان قهوجي، عن تمنياته بانقاذ أحياء مشيراً إلى أنّ العمليات تحصل في ظروف مناخية سيئة. وإذ استبعد نظرية العمل التخريبي، وجّه سليمان الشكر لـ"اليونيفل" "التي تشاركنا البحث، ومغاوير البحر ووحدات الانقاذ والصليب الأحمر وقوى الأمن الداخلي، وبالتالي الكل مستنفر".من جهته، توجه رئيس الحكومة سعد الحريري الى المطار حيث اطلع من وزير الاشغال العامة والنقل غازي العريضي على آخر المعلومات المتوافرة عن حادث سقوط الطائرة الاثيوبية المنكوبة وعمليات الانقاذ الجارية، ثم انتقل الى صالون الشرف يرافقه وزير الداخلية والبلديات زياد بارود والتقى اهالي ركاب الطائرة في صالة الشرف، حيث أعرب لهم الحريري عن تعاطفه البالغ معهم إزاء هذه الفاجعة، وعانقهم مبديا تأثره الشديد، ومؤكداً لهم أن الحكومة ستستمر في بذل أقصى الجهود لمتابعة عمليات البحث والانقاذ.وأكد الحريري "ان الدولة اللبنانية وبالتنسيق مع كل الوزارات تعمل للوصول بأسرع وقت ممكن الى سحب المفقودين الذين هم على متن الطائرة الاثيوبية التي سقطت قبالة الشاطئ اللبناني فجر اليوم، مشيراً إلى أنّ "الطقس سيئ ولا يساعد في عمليات البحث عن المفقودين الذين هم من اللبنانيين والاثيوبيين وغيرها من الجنسيات". ووعد، في مؤتمر صحافي عقده في المطار، بالوصول إلى الصندوق الأسود الذي سيكشف ما الذي حصل متمنياً على وسائل الاعلام الابتعاد عن التأويلات والاستنتاجات بانتظار جلاء التحقيقات.أما رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي توجه بدوره إلى المطار، فأعلن في بيان صادر عن مكتبه الاعلامي اقفال مجلس النواب حداداً وبالتالي تأجيل جلسة مجلس النواب التي كانت مقررة اليوم. وقال بري: "صدم لبنان اليوم بكارثة وطنية فقد خلالها العشرات من أبنائه الأحباء من مختلف المناطق اللبنانية الذين نذروا شبابهم وحياتهم في بلدان الاغتراب من أجل العيش الكريم".والتزاماً بالحداد الوطني، أعلن وزير التربية حسن منيمنة تعليق الدروس في المدارس الرسمية والخاصة والجامعات في وقت استمرت حركة الملاحة الجوية في مطار بيروت الدولي على طبيعتها اليوم بالنسبة الى حركتي الاقلاع والهبوط.في غضون ذلك، قال المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الاثيوبية جيرما ويك انه ليست هناك تقارير تفيد بوجود أي ناجين بعد حادث تحطم احدى طائرات الشركة بعد اقلاعها من مطار بيروت. وقال ويك في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الاثيوبية "اتصلت بالسلطات اللبنانية التي لم تؤكد بعد وجود أي ناجين." وعندما سئل عما اذا كان يمكن أن يكون للارهاب أي دور في الحادث أجاب "ليس لدي معلومات على الاطلاق في هذا الصدد".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق