الاثنين، 13 يوليو 2009

خبر عاجل : المقاومة الاسلامية تأسر جنديين اسرائيليين في خلة وردة


"كان يجب على العدو أن يطلق سمير القنطار الان، ولأنه لم يفعل أنا أؤكد لكم أنه سيندم في المستقبل". هذا الإصرار من قيادة المقاومة من سماحة الأمين العام السيد حسن نصرالله، الذي أطلقه خلال احتفال أقيم لمناسبة عودة الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني وعدد من الأسرى اللبنانيين في عملية التبادل الأخيرة، واكبه لاحقا صراحة أمام الرأي العام اللبناني، بأن المقاومة تحتفظ بحقها القيام بعملية عسكرية لتحرير ما تبقى من أسرى لبنانيين في سجون الاحتلال الصهيوني.
ففي التاسعة وخمس دقائق من يوم الاربعاء في الثاني عشر من تموز \ يوليو عام الفين وستة، دوى انفجار كبير قرب الحدود مع عيتا الشعب، وأحدث بلبلة إعلامية سرعان ما أخمدها الاعلام الحربي في المقاومة واتضح الخبر. المقاومة الاسلامية تأسر جنديين اسرائيليين كانا ضمن دورية مؤللة مؤلفة من سيارتي هامرعلى طريق خلة وردة، استهدفهما المقاومون بصاروخين مضادين للدروع من نوع b 29 ما أدى أيضا الى مقتل أربعة جنود.ساعات قليلة وأطل سماحة السيد قائد المقاومة على الرأي العام محذرا بأن أي رد فعل إسرائيلية مهما كان حجمها لن تعيد الجنديين. يومها قال الأمين العام لحزب الله :" لا أحد يستطيع في كل هذا الكون أن يردهم إلى ديارهم إلا بتفاوض غير مباشر وتبادل". وكانت الحرب بكل ثقلها وألامها وفرح انتصاراتها وصمود اللبنانيين شعبا ومقاومة..وبعد ثلاثة وثلاثين يوما انتهت الحرب، انتصرت المقاومة، وبقي الأسيران الاسرائيليان "ألداد ريغيف" و"إيهود غولدفاسر" بحوزتها وعبر سمير القنطار ورفاقه الاسرى منتصف الطريق الى الحرية. وكان قد أطلق المقاومون على عمليتهم الناجحة عملية "الوعد الصادق"، ولأن الصادق لا ينطق عن الهوى فقد لبست هذه الحرب الاسم بشكل صادق لا غبار عليه مع كل وعد كان يطلقه الأمين العام سماحة "السيد حسن نصرالله" ومع كل إطلالة له على الإعلام متوجها للمقاومة ولشعبها وللبنانيين كل اللبنانيين خلال أيام الحرب. ولأنها ارتسمت بالصدق والوضوح بشكل لم يشهد له العالم مثيلا خصوصا على صعيد العالم العربي والإسلامي، كانت حربا قياسية على كل المستويات وانقلابية على كل الصعد. إذ خلالها ومعها، وما زالت إلى اليوم، تحمل المتغيرات والتطورات بشكل سريع ومفاجئ. وعندما قال سماحته إن هذه الحرب ستغير العديد من المعادلات في عالمنا المعاصر، فهو لم يبالغ ولم يستعجل الأمور وتطوراتها.
وفي مثل هذا اليوم وعند الخامسة عصراً..أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله عملية أسر الجنديين الإسرائليين كانت بهدف المبادلة مع الأسرى اللبنانيين، وأن لا نية لدى حزب الله لتصعيد الأوضاع وأخذ المنطقة إلى الحرب.وشدد على أن الجنديين في مكان آمن وبعيد وبعيد، ولا يمكن لأي عملية عسكرية أن تعيدهما.وقال في مؤتمر صحافي عقده بعد ظهر اليوم وتناول فيه التطورات الأمنية الراهنة في الجنوب وقال: الحمد لله والشكر له على ما وفق من نصر وجهاد وعز ونتائج.يجب أن أتوجه إلى المجاهدين الأبطال الذين وفوا اليوم بالوعد ولذلك سميت عمليتهم بعملية الوعد الصادق بالشكر وببركة جباههم لن يبقى قيد في زند أسمر في سجون الاحتلال.ويجب ان اعرب عن تقديري وشكري لكل اللبنانيين والفلسطينيين والعرب والمسلمين لما أظهروه من تأييد للعملية، وبالأخص لأهلنا في جنوب لبنان وفي القرى الأمامية الصابرين والصامدين خلافاً لما تشيعه بعض وسائل الإعلام عن حالة نزوح هي غير صحيحة.وقال: المقاومة أعلنت عن أسر جنديين، ونحن نعلن كل تفصيل في وقته.في المواجهة الأولى وقع ثلاثة قتلى لدى جنود الاحتلال ثم ارتفع إلى سبعة قتلى باعتبار أنه حصلت مواجهات في البداية، ولكن لم يحصل أي توغل صهيوني إلا في نقطة الراهب عندما تقدمت دبابة صهيونية وتم تدميرها وربما هذا ما رفع قتلى العدو إلى سبعة.وأكد السيد نصر الله أن الأسيرين في مكان آمن وبعيد بعيد، وأن ضرب جسر هنا وجسر هناك، لن يوصل الإسرائيلي لنتيجة.وقال : العملية حصلت الساعة التاسعة وخمس دقائق، والغارات بدأت عند الساعة الحادية عشرة! أين كان الإسرائيليون ولماذا لم يفعلوا شيئاً! وأكد أن العملية هي " حقنا الطبيعي وهذا هو الطريق الوحيد والمنطقي لتحرير الأسرى... لا المجتمع الدولي ولا الحكومات ولا الأنظمة استطاعت أن تقدم شيئاً أو أن تحل معاناة الأسرى. ما فعلناه اليوم هو الخيار الطبيعي ومن لديه خيار آخر فليدلنا عليه. إنها الطريقة الوحيدة المتاحة لإطلاق الأسرى من السجون، ولتسليط الأضواء على معاناة آلاف المعتقلين الفلسطينيين والعرب الذي يبلغ عددهم قرابة العشرة آلاف.وتابع السيد نصرالله : منذ أكثر من سنة نحن نقول إننا نريد تحرير الأسرى. وكان الإسرائيليون يستنفرون على الحدود، وكان هذا الأمر قبل العدوان على غزة. القرار كان مأخوذاً، وفي أي وقت يمكن أن تتحقق فرصة لأسر سنقوم بها. العملية في نجاحها وتوقيتها هي بلا شك تشكل دعماً كبراً ومساندة لإخواننا في فلسطين الذين يقتلون اليوم من دون ان يتحرك أحد في العالم.اليوم مجاهدو المقاومة يريدون أن يجددوا القيم التي انهارت في العالم.اليوم هذه العملية حصلت والأسرى موجودون، حتى الآن نفذ العدو مجموعة ردود فعل ونحن مارسنا ضبطاً للنفس، وأي توغل في الأرض اللبنانية سنرد عليه، ونحن جاهزون للذهاب بعيداً.ما نقوله نحن ـ باعتبار أن الإسرائيليين سيجتمعون عند المساء ـ أن الأسيرين الموجودين لدينا وهما لن يعودا إلى الديار إلا عبر التفاوض غير المباشر والتبادل، ولا يمكن لأي قوة في العالم أن تعيد هذين الأسيرين إلى ديارهما "المغتصبة" إلا بهذه الطريقة. أفق الخيار العسكري لاستعادة الأسيرين أفق معدوم.وأشار السيد نصرالله إلى الضغوطات والتهويلات على لبنان مؤكداً ان أي عملية إسرائيلية لا يمكن أن تعيد الجنديين وبالتالي ليس هناك غير التفاوض غير المباشر.وقال : أما إذا كان هدف العملية تدفيع لبنان ثمن العملية، فبهذه النقطة أقول كلاماً واضحاً ودقيقاً وأنا أعرف حساسية الوضع لبنانياً وفلسطينياً وإقليمياً ودولياً، واقول ببساطة، نحن هدفنا مما جرى أسر جنود والمبادلة ولا نريد أخذ المنطقة إلى أي حرب. أما إذا كان العدو يريد تدفيع لبنان الثمن فنحن مستعدون للمواجهة والذهاب إلى أكثر مما يتوقع.ونصح رئيس حكومة العدو ووزير حربه أن يراجعا تجارب كيانهم السابقة قبل اتخاذ أي قرار، مذكراً إياهما بأن المزايدات داخل حكومة العدو عطلت عمليات التبادل في السابق.وأضاف : نحن جاهزون ومستعدون اكثر مما يتوقع العدو، نحن كنا نتهيأ منذ الخامس والعشرين من أيار لمثل هذا اليوم، وليوم قد يفرض العدو على لبنان المواجهة.وقال السيد نصرالله بلغة هادئة خالية من التهديد : لسنا بحاجة للتهديد، الأسرى يعودون من خلال التفاوض غير المباشر والتبادل. أما إذا اختار العدو المواجهة فعليه أن يتوقع المفاجآت. نحن لا نخشى هذه المواجهة، ونذهب إليها بيقين راسخ بأننا سننتصر.ووجه رسالة إلى الداخل اللبناني قائلاً الوقت ليس للمزايدات... لا اطلب دعماً من احد، ولا مساندة، ولكن أريد أن ألفت نظر اللبنانيين لكي لا يتحدث أحد بلغة تشكل غطاء للعدو. الوقت هو وقت تعاون وتضامن وبعد ذلك نحن مستعدون للنقاش.وتابع: البلد أمام استحقاق ويجب أن يتصرف الجميع بمسؤولية وطنية، والحكومة معنية بأن تحافظ على البلد وأن لا تجعل البلد مكشوفاً أمام العدو.كما وجه سماحته رسالة للفلسطينيين داعياً إياهم إلى المزيد من الصبر والصمود، مشيراً إلى إمكانية التفاوض بشكل شامل على قاعدة (واحد زائد اثنين) وأكد أن الثبات في لبنان وفلسطين سيؤدي إلى تجاوز هذه المحنة.كما دعا الإعلام إلى التعاطي بمسؤولية مع ما يحدث غامزاً من قناة بعض المحطات الفضائية ، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام أن تتحمل مسؤوليتها الوطنية.وختم السيد نصر الله بتوجيه نداء من أرض جنوب لبنان إلى الشعب العراقي قائلاً: أناشدكم بالدماء الزكية التي تسفك في لبنان وفلسطين، وبأعز ما يملك السنة والشيعة أن تنتبهوا إلى العدو الذي يريد أن يفكك هذه الأمة ويذلها، وأن لا تنجروا إلى الفتنة التي يسعى إليها الأميركي وجهاز الموساد الإسرائيلي . ومن هنا كانت البداية..

ليست هناك تعليقات: