من مهاجر روسي يعمل حارساً على أبواب الملاهي الليلية، إلى رئيس ثالث كتلة برلمانية، شقّ أفيغدور ليبرمان طريقه ليصبح إحدى أكثر الشخصيات المثيرة للجدل على الحلبة السياسية الإسرائيلية
مهدي السيّد - الاخبار
«إنّ من يُدخل قطاً إلى سريره لا ينبغي أن يفاجأ إذا ما استيقظ ليجد البراغيث». مقولة إسرائيلية رائجة تلخّص صورة التداعيات المحتملة لتعيين أفيغدور ليبرمان وزيراً للخارجية في الحكومة الإسرائيلية. فليبرمان، الذي عُرف عنه في السابق أنه «رجل المهمات القذرة»، استحقّ عن جدارة في السنوات الأخيرة لقب «صاحب اللسان القذر»، نظراً إلى سلاطة لسانه وشناعة تعبيراته. وتكمن المفارقة في أنّ «لسانه القذر» إلى جانب أفكاره العنصرية ومواقفه المتطرفة، أدّت أدواراً كبيرة في سطوع نجمه السياسي ومنحه بطاقة الدخول إلى نادي «الزعماء الكبار».وليس ثمة شك في أن تعيين ليبرمان في منصبه الجديد، قد أثار الكثير من علامات الاستفهام والقلق داخل الدولة العبرية وخارجها، وهو قلق تعددت اتجاهاته ومقاصده. ففيما كان قلق البعض ينبع من حقيقة أنّ شخصية ليبرمان ومواقفه من شأنهما دفع المواجهة مع العرب والمجتمع الدولي إلى مزيد من التأزّم والحدة، كان البعض الآخر ينطلق في قلقه من المخاطر الشديدة التي سيلحقها تعيينه بصورة إسرائيل في العالم.واستحوذت مسيرته وشخصيته ومواقفه على اهتمام كبير، فوُصف خلال الانتخابات الأخيرة بأنه «النجم الصاعد» و«الظاهرة» و«الموضة».هاجر ليبرمان (48 عاماً) من مولدافيا إلى فلسطين المحتلة في عام 1978، وبدأ حياته الجديدة حارساً في ملهى ليلي، ثمّ حمّالاً في مطار بن غوريون، قبل أن يدخل معترك الشأن العام وصولاً إلى وضع رجله على الدرجة الأولى من سلّم الحياة السياسية مع تعيينه في عام 1993 مديراً عاماً لحزب «الليكود». ثم عُيِّن مديراً لمكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عام 1996، لتبدأ من هناك رحلته مع الصعود السياسي. كلّ هذا من دون إغفال التقارير الإعلامية التي تؤكد أن الرجل بدأ حياته السياسية في حركة «كاخ» الإرهابية.وعُرف ليبرمان في تلك الفترة بأنه «رجل المهمات القذرة» لنتنياهو، حتى إنه اضطر إلى الاستقالة من منصبه على خلفية قضية جنائية تتعلق بالاعتداء بالضرب على طفل. وفي عام 1999، أسّس حزب «إسرائيل بيتنا»، مستنداً إلى جمهور المهاجرين الروس، وهو حصل في أول انتخابات خاضها عام تأسيسه على 4 مقاعد في الكنيست، أهّلته للحصول على حقيبة البنى التحتية في حكومة أرييل شارون عام 2001.وفي انتخابات عام 2003، خاض ليبرمان الانتخابات بلائحة مشتركة مع حزب «موليدت» اليميني المتطرف، وحصدا 7 مقاعد سمحت لهما بتسلّم حقيبة المواصلات في حكومة شارون الثانية. وفي انتخابات 2006، حصد حزبه 11 مقعداً، وحصل في الانتخابات الأخيرة على 15، مع خمس حقائب وزارية.وتحوم حول ليبرمان شبهة الارتباط بعصابات المافيا الروسية، وهو يخضع منذ عام 2006 للتحقيق في قضايا فساد عديدة.ويدعو ليبرمان، العلماني، إلى فصل الدين عن الدولة واعتماد الزواج المدني، وإلى تغيير نظام الحكم في إسرائيل ليصبح رئاسياً. كما يرفض الانسحابات الأحادية الجانب، ولا يقبل بأي حديث عن دولة فلسطينية، ويرى أن حكماً ذاتياً للفلسطينيين، كما هو متجسّد الآن في السلطة الفلسطينية، أمر كافٍ لهم.ويمتدّ رفض وزير الخارجية الجديد إلى أي كلام عن اتفاقية سلام محتملة مع سوريا، في مقابل الانسحاب من الجولان، انطلاقاً من عدم إيمانه بـ«كذبة التعايش» بين اليهود والعرب. حتى إن شهرته الأساسية بناها على حساب دعواته المتكررة لتهجير فلسطينيي الـ48. أما من يبقى منهم، فيقترح سنّ قانون مواطنة جديد يشترط أداءهم يمين الولاء للدولة العبرية والخدمة العسكرية في صفوف جيشها لنيل الجنسية، وإلا تكون وضعية العربي كمقيم محروم من حقوقه السياسية.من بين تصريحات ليبرمان الأكثر صخباً، ذلك الذي قارن فيه، من على منبر الكنيست، بين قيادات الجمهور العربي في الكنيست والمتعاونين مع النازية، معرباً عن أمله بأن يُعدَموا كما أُعدم أولئك بعد الحرب العالمية الثانية.تجدر الإشارة إلى أن ليبرمان، عدا عن مواقفه العنصرية تجاه فلسطينيين الـ48 ودعوته إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة في مطلع العام الجاري، كثيراً ما هاجم مصر في الآونة الأخيرة، ولا ينسى أحد تلويحه بتدمير سدّها العالي. ونال الرئيس المصري حسني مبارك في تشرين الأول الماضي حصة من شتائمه، عندما خاطبه بالقول «فليذهب إلى الجحيم».كذلك لم تنجُ سوريا من سهامه، فهو دعا إلى تدميرها عندما كان وزيراً للشؤون الاستراتيجية. وقال حينها «يجب ضرب معامل التكرير، والبنى التحتية القومية، والمطار، وقصر الأسد، والمباني الحكومية، وألّا يكون شيء محصناً من الضربات الإسرائيلية».والصهيونى ايهود مبارك يساند اسرئيل فى ذبح الفلسطنيين فى غزه يقفل معبر رفح ويمنع قوافل الاغاثه عن غزه ويسمح بدخول الطيران الحربى من مصر لضرب غزه لافرق بينهم
مهدي السيّد - الاخبار
«إنّ من يُدخل قطاً إلى سريره لا ينبغي أن يفاجأ إذا ما استيقظ ليجد البراغيث». مقولة إسرائيلية رائجة تلخّص صورة التداعيات المحتملة لتعيين أفيغدور ليبرمان وزيراً للخارجية في الحكومة الإسرائيلية. فليبرمان، الذي عُرف عنه في السابق أنه «رجل المهمات القذرة»، استحقّ عن جدارة في السنوات الأخيرة لقب «صاحب اللسان القذر»، نظراً إلى سلاطة لسانه وشناعة تعبيراته. وتكمن المفارقة في أنّ «لسانه القذر» إلى جانب أفكاره العنصرية ومواقفه المتطرفة، أدّت أدواراً كبيرة في سطوع نجمه السياسي ومنحه بطاقة الدخول إلى نادي «الزعماء الكبار».وليس ثمة شك في أن تعيين ليبرمان في منصبه الجديد، قد أثار الكثير من علامات الاستفهام والقلق داخل الدولة العبرية وخارجها، وهو قلق تعددت اتجاهاته ومقاصده. ففيما كان قلق البعض ينبع من حقيقة أنّ شخصية ليبرمان ومواقفه من شأنهما دفع المواجهة مع العرب والمجتمع الدولي إلى مزيد من التأزّم والحدة، كان البعض الآخر ينطلق في قلقه من المخاطر الشديدة التي سيلحقها تعيينه بصورة إسرائيل في العالم.واستحوذت مسيرته وشخصيته ومواقفه على اهتمام كبير، فوُصف خلال الانتخابات الأخيرة بأنه «النجم الصاعد» و«الظاهرة» و«الموضة».هاجر ليبرمان (48 عاماً) من مولدافيا إلى فلسطين المحتلة في عام 1978، وبدأ حياته الجديدة حارساً في ملهى ليلي، ثمّ حمّالاً في مطار بن غوريون، قبل أن يدخل معترك الشأن العام وصولاً إلى وضع رجله على الدرجة الأولى من سلّم الحياة السياسية مع تعيينه في عام 1993 مديراً عاماً لحزب «الليكود». ثم عُيِّن مديراً لمكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عام 1996، لتبدأ من هناك رحلته مع الصعود السياسي. كلّ هذا من دون إغفال التقارير الإعلامية التي تؤكد أن الرجل بدأ حياته السياسية في حركة «كاخ» الإرهابية.وعُرف ليبرمان في تلك الفترة بأنه «رجل المهمات القذرة» لنتنياهو، حتى إنه اضطر إلى الاستقالة من منصبه على خلفية قضية جنائية تتعلق بالاعتداء بالضرب على طفل. وفي عام 1999، أسّس حزب «إسرائيل بيتنا»، مستنداً إلى جمهور المهاجرين الروس، وهو حصل في أول انتخابات خاضها عام تأسيسه على 4 مقاعد في الكنيست، أهّلته للحصول على حقيبة البنى التحتية في حكومة أرييل شارون عام 2001.وفي انتخابات عام 2003، خاض ليبرمان الانتخابات بلائحة مشتركة مع حزب «موليدت» اليميني المتطرف، وحصدا 7 مقاعد سمحت لهما بتسلّم حقيبة المواصلات في حكومة شارون الثانية. وفي انتخابات 2006، حصد حزبه 11 مقعداً، وحصل في الانتخابات الأخيرة على 15، مع خمس حقائب وزارية.وتحوم حول ليبرمان شبهة الارتباط بعصابات المافيا الروسية، وهو يخضع منذ عام 2006 للتحقيق في قضايا فساد عديدة.ويدعو ليبرمان، العلماني، إلى فصل الدين عن الدولة واعتماد الزواج المدني، وإلى تغيير نظام الحكم في إسرائيل ليصبح رئاسياً. كما يرفض الانسحابات الأحادية الجانب، ولا يقبل بأي حديث عن دولة فلسطينية، ويرى أن حكماً ذاتياً للفلسطينيين، كما هو متجسّد الآن في السلطة الفلسطينية، أمر كافٍ لهم.ويمتدّ رفض وزير الخارجية الجديد إلى أي كلام عن اتفاقية سلام محتملة مع سوريا، في مقابل الانسحاب من الجولان، انطلاقاً من عدم إيمانه بـ«كذبة التعايش» بين اليهود والعرب. حتى إن شهرته الأساسية بناها على حساب دعواته المتكررة لتهجير فلسطينيي الـ48. أما من يبقى منهم، فيقترح سنّ قانون مواطنة جديد يشترط أداءهم يمين الولاء للدولة العبرية والخدمة العسكرية في صفوف جيشها لنيل الجنسية، وإلا تكون وضعية العربي كمقيم محروم من حقوقه السياسية.من بين تصريحات ليبرمان الأكثر صخباً، ذلك الذي قارن فيه، من على منبر الكنيست، بين قيادات الجمهور العربي في الكنيست والمتعاونين مع النازية، معرباً عن أمله بأن يُعدَموا كما أُعدم أولئك بعد الحرب العالمية الثانية.تجدر الإشارة إلى أن ليبرمان، عدا عن مواقفه العنصرية تجاه فلسطينيين الـ48 ودعوته إلى إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة في مطلع العام الجاري، كثيراً ما هاجم مصر في الآونة الأخيرة، ولا ينسى أحد تلويحه بتدمير سدّها العالي. ونال الرئيس المصري حسني مبارك في تشرين الأول الماضي حصة من شتائمه، عندما خاطبه بالقول «فليذهب إلى الجحيم».كذلك لم تنجُ سوريا من سهامه، فهو دعا إلى تدميرها عندما كان وزيراً للشؤون الاستراتيجية. وقال حينها «يجب ضرب معامل التكرير، والبنى التحتية القومية، والمطار، وقصر الأسد، والمباني الحكومية، وألّا يكون شيء محصناً من الضربات الإسرائيلية».والصهيونى ايهود مبارك يساند اسرئيل فى ذبح الفلسطنيين فى غزه يقفل معبر رفح ويمنع قوافل الاغاثه عن غزه ويسمح بدخول الطيران الحربى من مصر لضرب غزه لافرق بينهم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق