السبت، 4 أبريل 2009

اسرائيل تعيش حرباً داخلية وليبرمان الهدف الاول

هل هي مجرد صدفة ربطت بين اعلان بنيامين نتنياهو حكومته ونيلها الثقة من الكنيست، وفتح ملف وزير الخارجية الاسرائيلي الجديد افيغدور ليبرمان اوجب استجواب الشرطة له لمدة سبع ساعات على خلفية تبييض الاموال؟ بالطبع لا. فالملف كان موجوداً ولكن توقيت فتحه واخضاع ليبرمان بعد وصوله الى المنصب الوزاري للاستجواب تحمل دلالات ومعان خاصة، وتدل بما لا يقبل الشك عن استمرار الحرب الاسرائيلية الداخلية، مع مؤشر الى امكان تصعيدها خلال الفترة المقبلة.ولا شك ان هذا هو الفخ الاول المنصوب لليبرمان ومن خلفه نتنياهو وحكومته، ومن الطبيع ان يكون هناك المزيد من الافخاخ يقع فيها اصحاب الحقائب الوزارية التي لم ترض الحزب الفائز في الانتخابات العامة (ولو بصوت واحد)، اي حزب "كاديما" الذي فضّل الانتقال الى المعارضة. ويبدو ان تسيبي لسفني لم تستسغ ان يرث ليبرمان ميراثها في الخارجية، فعمدت الى نصب الكمائن له في اكثر من موقع ومجال، وقد بدأت النتائج بالظهور تباعاً. وفي جعبة ليفني مواضيع اخرى يمكن ان تلعب عليها بعد ان سرّبت "لمن يهمه الامر" ان ليبرمان يعارض السلام ولن يقبل بـ"تسويات مؤلمة" في سبيل الوصول الى سلام في المنطقة، وهو الامر الذي سيجعل الاميركيين حذرين في التعاطي مع اسرائيل بشكل عام، ومعه بصورة خاصة، لانه يهدد ما ترغب في السير به اي وضع مخطط اولي للسلام قابل للحياة، بجهود حثيثة من جورج ميتشل، الخبير في الشؤون السياسية الدولية والذي عهد اليه الرئيس الاميركي باراك اوباما بمهمة هي الاكثر صعوبة ودقة في تاريخ عمله السياسي. كما لا يجب ان ننسى الدور الاوروبي في المنطقة الذي بدأ يتفاعل والذي يهمه ارساء الاستقرار في المنطقة، ناهيك عن تركيا التي تروّج نفسها بمثابة صلة الوصل بين العرب واسرائيل، ومصر التي وصفها ليبرمان بأفظع العبارات وتوجه بالشتائم الى رئيسها حسني مبارك، ما اوجب اعتذاراً قدمه رئيس الوزراء المستقيل ايهود اولمرت.ويعلم نتنياهو تماماً العبء الذي القي على كاهله من خلال ضم ليبرمان اليه، لتكون بذلك هذه الحكومة الاكثر تعصباً وتطرفاً على مر الحكومات الاخيرة، الا انه اصطدم بمعارضة كاديما، فلجأ الى "اسرائيل بيتنا" معتمداً على السمعة السيئة لليبرمان محلياً وخارجياً، عله يربح الدعم الخارجي المتمثل بالضغط على كاديما للمشاركة في الحكومة فتتحول ائتلافية. وهنا يبرز الصراع السياسي بينه وليفني، فهو يصارع للحفاظ على منصبه وتشكيل حكومة يرضى عنها الجميع، وهي تصارع لازاحته من الصورة كونه يختلف جذرياص عن اولمرت الذي سمح لها في احيان كثيرة ان تتخطى مسؤولياتها وتبرز داخلياً وخارجياً.الصراع انطلق، والمحاربون معروفون، والادوات المستعملة معلومة، ولن تتأخر النتيجة في الظهور معلنة اسم الفائز الذي سيرتاح في التعاطي مع المواضيع كافة في نفس الوقت ودون ضغط.

ليست هناك تعليقات: