الاثنين، 9 مايو 2011

مقاطعة منتجات العدو الصهيونى في لندن وصلت لمستحضرات التجميل والحملة تتوسع باستمرار

مقاطعة منتجات العدو الصهيونى في لندن وصلت لمستحضرات التجميل والحملة تتوسع باستمرار
يواظب عدد من النشطاء المؤيدين للحقوق الفلسطينية في لندن على الاحتجاج قبالة متجر يتبع شكركه العدو الصهيونى
"أهافا"
كل أسبوعين منذ نحو العامين.

ولا يخلو النشاط الروتيني الذي يتناوب عليه النشطاء من المتاعب في معظم الأوقات اذ يتطلب الأمر مواجهات مع حراس المتجر أو المجموعات المؤيدة لاسرائيل.

ومؤخراً لاحت في الأفق بوادر تدعو للأمل بعد كل الجهد الذي بذله النشطاء على مدار سنتين، حيث من المرجح أن يغلق المتجر أبوابه أمام رواده في منطقة "كوفنت جاردن" بعد أن اتخذ مالك العقار الذي يقع فيه المتجر قراراً بعدم تمديد عقد الايجار الذي ينتهي في شهر أيلول (سبتمبر) القادم.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد فقد كشفت الحسابات التجارية الخاصة بالمتجر عن تكبده خسائراً بنحو ربع مليون جنيه استرليني رغم أن الشركة الأم قامت بدعمه بنحو 300 ألف جنيه استرليني غير مشروطة من أجل تمكينه للتصدي لحملة المقاطعة التي تستهدفه.

وتدل المعطيات التجارية الخاصة بالمتجر على أن النساء البريطانيات قررن أن يحسمن الأمر لصالح الفلسطينيين واستجبن لمطالب المقاطعين بضرورة عدم شراء مستحضرات التجميل الذي يبيعها المتجر والتي تستخلصها الشركة من البحر الميت، الأمر الذي يعني استمرار اسرائيل في الاستيلاء على مقدرات الأراضي التي تحتلها واستثمارها بما يخالف قواعد القانون الدولي.

وقبل أن تبدأ حملة المقاطعة ضد المتجر الوحيد الذي يتبع أهافا في لندن، اعتادت الشركة الاسرائيلية أن تجني أرباحاً تحسد عليها من وراء اقبال النساء على شراء منتجاتها ومستحضراتها التجميلية. وكان من الممكن أن تستمر في جني الأرباح من خلال مشروعها التجاري غير الأخلاقي لولا استجابة وتفهم البريطانيات لضرورة مراعاة جملة من القواعد الأخلاقية حتى في أمور التجميل والعناية بالبشرة.أحمد المسلاتي (45 عاماً) فلسطيني مقيم في لندن يفخر بأنه شارك أكثر من مرة في حملات التوعية والاحتجاجات ضد متجر "أهافا" في لندن وقد أعرب عن سعادته باحتمال مرجح لأن يغادر المتجر مكانه في وسط لندن وان بدا منزعجاً من احتمال آخر بأن تعيد الشركة افتتاح متجرها في مكان آخر في العاصمة لندن وهو ما رجحته بالفعل مصادر في المتجر.

وفي استعادته لتفاصيل الاحتجاجات التي شارك بها ضد المتجر، قال المسلاتي انه قام بتشكيل حاجز بشري أمام المتجر من أجل الحيلولة دون وصول الزبائن الى داخله كما ربط بعض زملائه في أحد المرات أنفسهم الى أبواب المتجر لتحقيق الغرض نفسه بينما اجتهد آخرون في شرح المسألة وتوضيح الموقف السياسي لما فعلوه للزبائن الذين تقبل بعضهم وجهة نظرهم وعدلوا عن دخول المتجر بعد أن كانوا متلهفين على شراء مستحضراته.

وعقب على النتيجة التي آل اليها المتجر بسبب الحملة قائلاً بفرح: انها نتيجة جيدة بالنظر الى ما كان يمكن أن تستمر عليه الأمور فيما لو لم تكن حملة المقاطعة.

وبخلاف المؤيدين لحملة المقاطعة ضد "أهافا"، يشارك أصحاب المحال التجارية المجاورة للمتجر النشطاء فرحتهم اذ تسببت الاحتجاجات الروتينية في تعطيل نشاطاتهم التجارية وأسهمت في تقليص أعداد الزبائن الذين يؤثرون الابتعاد عن المشادات التي كثيراً ما تقع بين الطرفين المتعارضين في المصالح قبالة المتجر ومحيطه.

وتؤشر أحوال متجر "أهافا" في لندن على نجاح متنامي لحملة المقاطعة ضد اسرائيل والتي بدأ الاعلان عنها على نطاق واسع قبل نحو عشر سنوات في مجلس العموم البريطاني بمبادرة من مجموعة من المنظمات الأهلية واستلهاماً لحملة المقاطعة ضد نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا التي بدأت في خمسينات القرن الماضي.

وتولي اسرائيل اهتماماً كبيراً لحملة المقاطعة ضدها بعد سلسلة من النجاحات التي حققتها كان آخرها ما حدث مع متجر أهافا وتعتبرها محاولات لـ"نزع الشرعية" عنها. وكشفت صحيفة هآرتس الاسرائيلية قبل أسابيع عن تشكيل وحدة خاصة في جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الخارجية "الموساد" لمتابعة نشاطات حملات المقاطعة ضد اسرائيل وملاحقة من يقف ورائها.

ويجزم مراقبون أنه من المستحيل وقف أو تعطيل حملات المقاطعة التي تتوسع يوماً بعد يوم لتشمل كل ما يدين اسرائيل لأن المنخرطين في هذه الحملات بالدرجة الأولى هم أناس عاديون يؤيدون العدالة ويكرهون تمادي اسرائيل في غيها وتجاهلها للقانون الدولي والانساني.

ليست هناك تعليقات: