صحفي بريطاني: ثورة تونس أصابت طغاة العرب بالذعر
أكّد الصحفي البريطاني المخضرم، روبرت فيسك، أنّ ثورة الشعب التونسي أصابت جميع الطغاة العرب بالذعر، وجعلتهم يرتجفون، سواء كانوا شيوخًا أثرياء، أو أمراء، أو ملوكًا، أو رؤساء.
وأشار فيسك، في مقالٍ نشرته صحيفة ذي اندبندنت البريطانية، اليوم الاثنين، تحت عنوان (الحقيقة المرة حول تونس)، إلى التظاهرات التي تشهدها الجزائر بسبب ارتفاع أسعار الغذاء، ومثيلاتها التي تشهدها عمان بسبب ارتفاع الأسعار.
وتساءل فيسك، الذي يُعتَبر أشهر مراسل غربي في المنطقة خلال الثلاثين عامًا الماضية: هل حانت نهاية الطغاة في العالم العربي؟ مجيبًا: إنّ الاضطرابات الدموية لا تُنذِر بالضرورة بانبلاج فجر الديمقراطية، وأنّ واقع العالم العربي المختل وظيفيًا، والمتصلب، والفاسد، والقاسي ـ تذكروا أن السيد "ابن علي" كان يصف المتظاهرين بـ"الإرهابيين" منذ أسبوع واحد فقط ـ يجعل الدول العربية عاجزة تمامًا عن تحقيق أي تقدم سياسي أو اجتماعي، مرجحًا في الوقت ذاته ألا تتمخض أعمال الفوضى في منطقة الشرق الأوسط عن سلسلة من الديمقراطيات العاملة، وأنّ تستمر وحشية الشرطة وأعمال التعذيب، وأن يحافظ الغرب على علاقاته الوطيدة مع الطغاة، وأن يستمر في تسليح قواتهم، ونصحهم بالسعي وراء السلام مع إسرائيل.
ومن ثَم ـ يضيف فيسك ـ ستقتصر مهمة الحكام العرب على ما اعتادوا فعله في الماضي: أن "يديروا" شعوبهم، ويتحكموا فيهم، ويحافظوا على استقرار الأوضاع، وأن يحبوا الغرب ويكرهوا إيران".
وسلّط فيسك الضوء على جملة من المفارقات، منها أنّ الدولة التي استقبلت ديكتاتور تونس الهارب، زين العابدين بن علي، هي ذاتها التي استقبلت ديكتاتور أوغندا "عيدي أمين دادا"، بعد سقوطه عام 1979. مفارقة أخرى تكمن في تخلي الغرب عن "ابن علي" رغم أنهم كثيرًا ما أشادوا بقدرته على حفظ الاستقرار في تونس، والوقوف في وجه الإسلاميين، ولطالما مدح الفرنسيون والألمان والبريطانيون "الدكتاتور (السابق) باعتباره صديقًا لأوروبا المتحضرة". أيضًا الصحف العربية التي اعتادت لسنوات على "تمسيد فرائه وتلميع حذائه واستقبال أمواله، شرعت في تشويه صورته بمجرد أن أقلعت طائرته صوب منفاه، وبدأ كتابها يتحدثون الآن عن سوء الحكم والفساد والعصر الدكتاتوري وغياب حقوق الإنسان".
وأردف "فيسك": "صحيحٌ أنّ العرب اعتادوا القول: إن ثلثي الشعب التونسي (7 من أصل 10 ملايين مواطن، أي كل المواطنين البالغين تقريبًا) يعمل بشكل أو بآخر لصالح الشرطة السريّة التابعة لابن علي. لكن لابد وأن هؤلاء أيضًا نزلوا إلى الشارع، وتظاهروا ضد الرجل الذي كنا نحبه منذ أسبوع واحد فقط".
وتساءل فيسك: "ما الذي كانت هيلاري كلينتون تفعله الأسبوع الماضي، بينما كانت تونس تحترق؟ كانت تخبر أمراء الخليج الفاسدين، دعم العقوبات ضد إيران، ومواجهة الجمهورية الإسلامية، والاستعداد لضربة أخرى ضد دولة مسلمة بعد الكارثتين اللتين ورطت أمريكا وبريطانيا المنطقة فيهما".
وانتقد فيسك الازدواج الغربي، قائلاً: "إنّها نفس المشكلة القديمة التي تواجهنا في الغرب.. نتحدث كثيرًا حول "الديمقراطية" وأننا جميعًا ندعم الانتخابات النزيهة، لكننا نتيح للعرب التصويت فقط لصالح من نريدهم نحن".
وفي النهاية لخّص فيسك الحقيقة المرة التي أشار إليها في عنوان مقاله قائلاً: "لا أعتقد أنّ عهد الطغاة العرب قد ولَّى. وسوف نرى ذلك".
وأشار فيسك، في مقالٍ نشرته صحيفة ذي اندبندنت البريطانية، اليوم الاثنين، تحت عنوان (الحقيقة المرة حول تونس)، إلى التظاهرات التي تشهدها الجزائر بسبب ارتفاع أسعار الغذاء، ومثيلاتها التي تشهدها عمان بسبب ارتفاع الأسعار.
وتساءل فيسك، الذي يُعتَبر أشهر مراسل غربي في المنطقة خلال الثلاثين عامًا الماضية: هل حانت نهاية الطغاة في العالم العربي؟ مجيبًا: إنّ الاضطرابات الدموية لا تُنذِر بالضرورة بانبلاج فجر الديمقراطية، وأنّ واقع العالم العربي المختل وظيفيًا، والمتصلب، والفاسد، والقاسي ـ تذكروا أن السيد "ابن علي" كان يصف المتظاهرين بـ"الإرهابيين" منذ أسبوع واحد فقط ـ يجعل الدول العربية عاجزة تمامًا عن تحقيق أي تقدم سياسي أو اجتماعي، مرجحًا في الوقت ذاته ألا تتمخض أعمال الفوضى في منطقة الشرق الأوسط عن سلسلة من الديمقراطيات العاملة، وأنّ تستمر وحشية الشرطة وأعمال التعذيب، وأن يحافظ الغرب على علاقاته الوطيدة مع الطغاة، وأن يستمر في تسليح قواتهم، ونصحهم بالسعي وراء السلام مع إسرائيل.
ومن ثَم ـ يضيف فيسك ـ ستقتصر مهمة الحكام العرب على ما اعتادوا فعله في الماضي: أن "يديروا" شعوبهم، ويتحكموا فيهم، ويحافظوا على استقرار الأوضاع، وأن يحبوا الغرب ويكرهوا إيران".
وسلّط فيسك الضوء على جملة من المفارقات، منها أنّ الدولة التي استقبلت ديكتاتور تونس الهارب، زين العابدين بن علي، هي ذاتها التي استقبلت ديكتاتور أوغندا "عيدي أمين دادا"، بعد سقوطه عام 1979. مفارقة أخرى تكمن في تخلي الغرب عن "ابن علي" رغم أنهم كثيرًا ما أشادوا بقدرته على حفظ الاستقرار في تونس، والوقوف في وجه الإسلاميين، ولطالما مدح الفرنسيون والألمان والبريطانيون "الدكتاتور (السابق) باعتباره صديقًا لأوروبا المتحضرة". أيضًا الصحف العربية التي اعتادت لسنوات على "تمسيد فرائه وتلميع حذائه واستقبال أمواله، شرعت في تشويه صورته بمجرد أن أقلعت طائرته صوب منفاه، وبدأ كتابها يتحدثون الآن عن سوء الحكم والفساد والعصر الدكتاتوري وغياب حقوق الإنسان".
وأردف "فيسك": "صحيحٌ أنّ العرب اعتادوا القول: إن ثلثي الشعب التونسي (7 من أصل 10 ملايين مواطن، أي كل المواطنين البالغين تقريبًا) يعمل بشكل أو بآخر لصالح الشرطة السريّة التابعة لابن علي. لكن لابد وأن هؤلاء أيضًا نزلوا إلى الشارع، وتظاهروا ضد الرجل الذي كنا نحبه منذ أسبوع واحد فقط".
وتساءل فيسك: "ما الذي كانت هيلاري كلينتون تفعله الأسبوع الماضي، بينما كانت تونس تحترق؟ كانت تخبر أمراء الخليج الفاسدين، دعم العقوبات ضد إيران، ومواجهة الجمهورية الإسلامية، والاستعداد لضربة أخرى ضد دولة مسلمة بعد الكارثتين اللتين ورطت أمريكا وبريطانيا المنطقة فيهما".
وانتقد فيسك الازدواج الغربي، قائلاً: "إنّها نفس المشكلة القديمة التي تواجهنا في الغرب.. نتحدث كثيرًا حول "الديمقراطية" وأننا جميعًا ندعم الانتخابات النزيهة، لكننا نتيح للعرب التصويت فقط لصالح من نريدهم نحن".
وفي النهاية لخّص فيسك الحقيقة المرة التي أشار إليها في عنوان مقاله قائلاً: "لا أعتقد أنّ عهد الطغاة العرب قد ولَّى. وسوف نرى ذلك".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق