اعيد النداء الى الشعب السوري المقاومة والشريف والصادق ان يقرأ ما يجري في المنطقة ويدرك حجم الاستهداف لسوريا كوطن وقيادة ويتصرف على هذا الاساس
ابرز مواقف للسيد نصر الله :
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله " أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي صناعة لبنانية 100%، ولم يكن هناك اي تدخل خارجي مساعد لتشكيل الحكومة وكان هناك إعاقة خارجية ولعلها من المرات النادرة التي تشكل حكومة صناعة لبنانية"،
وبالنسبة لشبكات التجسس أوضح الأمين العام لحزب الله أنه "في العام الماضي وفي أكثر من مناسبة قلت إننا محصنون أمام الاختراق الاسرائيلي وأن ليس في صفوفنا عملاء لـ"إسرائيل"، وأيضاً فلت أن لدينا جهاز مكافحة تجسس قوي وفعال، وعندما اتهم 3 من أخوتنا السنة الماضية بالعمالة أجرينا تحقيقا وتبين أنهم بريئون"، وكشف السيد نصر الله أنه "حيث عجز الاسرائيلي عن اختراق بنية حزب الله استعان بالسي آي أي، وما بين أيدينا ليست حالات عمالة لـ"إسرائيل" إنما 3 حالات، حالتان مع السي آي أي، وحالة ثالثة لا زلنا نتثبت من علاقتها بـ CIAأو جهاز أوروبي أو الموساد".
تحول 5
وأكد الأمين العام لحزب الله أن "مناورة نقطة تحول 5، وهي الخامسة منذ عدوان تموز، هي تحول في العقيدة الأمنية والقتالية، وتحول بنيوي بالنسبة للكيان الإسرائيلي، وهذه السنة شملت كل فلسطين المحتلة"، ولفت إلى أن "كل مناورات "إسرائيل" هي نتاج لهزيمتها وانتصار المقاومة في 2006، لأنه قبل الانتصار لم نشهد مناورة إسرائيلية مماثلة. تحول 5 هي إقرار إسرائيلي قاطع بأن الجبهة الداخلية باتت جزءاً من أي حرب مقبلة، وقبل حرب تموز كانت جبهته الداخلية تبقى محمية، فالمقاومة تجعل الاسرائيلي يفكر ألف مرة قبل أن يأخذ قرار الحرب، والمناورة إقرار من "إسرائيل" بأن العمق بكل مكوناته بات مهدداً ولا يمكن حمايته، والصواريخ ستنزل، والعمليات ستحدث والمواجهات على أرض العدو قد تحصل، هو فقد القدرة على حماية الجبهة الداخلية عسكرياً، لذلك اصبح هناك وزارة للجبهة الداخلية"، وشدد السيد حسن نصر الله على أن "تحول 5 اقرار اسرائيلي بعدم القدرة على الحسم السريع، فالإسرائيلي جزء من عقيدته الحسم السريع، وهو دائماً يذهب لمعركة أيام، واليوم يعترف بأنه غير قادر على الحسم ولذلك عندما يناور في الجبهة الداخلية يتحدث عن سيناريوهات لحرب قد تطول بضعة أشهر، وتخيلوا كيف سيتحمل هذا الداخل الاسرائيلي حربا لعدة أشهر"، وأوضح أن "المناورات حددت بشكل واضح من قبل الإسرائيلي من الذي تعتبره "إسرائيل" تهديد في المنطقة والعالم العربي، هناك أعداء لـ"إسرائيل" في الجرائد وعلى الانترنت والخطابات ولكن "إسرائيل" لا تحسب لوجودهم ولا لمقدراتهم الهائلة أي حساب، من دول عربية واسلامية، والمناورة الشاملة هي ضد 4 جهات ينظرون اليها كتهديد إيران، سوريا، المقاومة في لبنان، والمقاومة في غزة"، واعتبر أن "المناورات تظهر أن هدفها الدفاع والحماية وهذا فيه جزء من الحقيقة لأن هناك مقاومة حقيقية اليوم في المنطقة، ولكن الأمر الذي لا يجوز أن نغفل عنه أن "إسرائيل" دائماً تخطط لشن حروب في المنطقة، وتاريخياً هي التي كانت تبدأ الحروب وبالتالي الإسرائيلي عندما يصل الى لحظة يحتاج فيها الى تغيير المعادلات في المنطقة قد يشن حرباً، ويجب أن لا ننسى أن " إسرائيل" ذات طبيعة عدوانية وهجومية".
وأعاد الأمين العام لحزب الله النداء إلى "الشعب السوري بأن يقرأ ما يجري في المنطقة، وأن يدرك حجم الاستهداف لسوريا، كوطن وموقع قومي، ويتصرف على هذا الأساس"، وفي "مظلومية البحرين" رأى السيد حسن نصر الله أن هناك "أفقاً مسدوداً، وفي ظل الصمت الدولي، ولكن في كل الأحوال الأمور لا يمكن أن تستمر على هذه الطريقة، وأي شعب عندما يكون مخلصاً مؤمناً بما يفعل وجاداً في حركته السلمية لن تكون عواقب الامور إلا خيراً، والسلطة تواجه دعوات الحوار بالقتل اليومي والإقصاء ولكن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذه الطريقة فأي شعب إذا كان مؤمنا فلا بد أن يصل إلى هدفه"، وختم السيد حسن نصر الله بالقول: "أنتهي هنا، وسنعمل لحكومة جدية، ولا تقلقوا في موضوع التحصين الأمني فهذا حزب المقاومة لن يقدم لكم وللأمة وللشعب إلا المزيد من الإنتصارات".
وهنا النص الكامل لكلمة سماحته:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه الأخيار المُنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
في هذه الليلة لدي عدد من الموضوعات التي أعتقد أنه من المهم أن أتحدث عنها لما لها من تأثير في واقعنا الحالي سواء على المستوى المحلي أو المستوى الإقليمي.
كما هي العادة أنا انظم فهرساً للذي سيتابعنا:
الموضوع الاول: سأتحدث قليلاً عن الوضع الحكومي خصوصاً لجهة الحديث أنها حكومة حزب الله.
ثانيا: شبكات التجسس التي أثيرت في المدة الأخيرة والحديث عن هذا الأمر داخل حزب الله، داخل البنية التنظيمية لحزب الله.
ثالثاً: ساتحدث عن (مناورات العدو) تحوّل خمسة.
رابعاً: الوضع العربي، وأخص بالذكر الوضع السوري.
نبدأ من الحكومة: في الحقيقة أنا أريد أن أقدّم توصيفنا للحكومة الحالية ولما جرى ونظرتنا إليها وبالتالي كيف سنتعاطى معها خلال المرحلة المقبلة وكيف يتعاطى معها الأخرون.
تحت عنوان الحكومة هناك عدة نقاط:
النقطة الأولى: كما أكد مَن سَبَقَنا أنا أريد أيضاً أن أؤكد من موقع المسؤولية أن حكومة الرئيس ميقاتي التي تشكلت هي صناعة لبنانية مئة بالمئة، ولم يكن هناك أي تدخل خارجي مساعد لتشكيل الحكومة.
نعم كان هناك إعاقة خارجية، ضغوط خارجية لمنع تشكيل الحكومة، ولكن الحكومة تشكلت بإرادة داخلية. لعلها المرة الأولى أو من المرات النادرة ـ إذا كنت أود الاحتياط ـ وأقول نعم هذه حكومة صناعة لبنانية مئة بالمئة.
التأخير الذي حصل لعدة أشهر سببه التعقيدات الداخلية، وعندما تمت معالجتها تشكلت الحكومة، وكان أيضاً من الأسباب الضغوط الخارجية التي يمكن أن يتجاوزها أي صاحب إرادة عندما تتكامل وتتحد الإرادات الداخلية.
بالنسبة لسورية، باعتبار أن بعض الأطراف في لبنان عندما لا تتشكل الحكومة يقولون سورية تمنع تشكيل الحكومة أو إيران تمنع، يتهمون سورية وإيران. الاتهام بالتأخير أو بالتأجيل أو بالتعطيل، طبعاً نحن يلحقنا نصيب. وعندما تتشكل يقولون: صدر القرار بتشكيلها. هؤلاء هم يتصرفون بحقد، ليس على أساس قراءة سياسية واقعية. في كل الأحوال هذا افتراء وظلم. منذ البداية أنا اعرف أن الإخوة في سورية كان لهم مصلحة أكيدة في أن تشكل الحكومة في لبنان منذ اليوم الأول، وهذه مصلحة لبنانية ووطنية بالدرجة الأولى قبل أن تكون مصلحة سورية أو عربية. لم يدفعوا إلى أي تعطيل أو إلى أي تأجيل. لم يتدخلوا، لم تكن لديهم أي مطالب وكانوا سعداء جداً بأن هذه الحكومة قد شُكّلت وكذلك الحال بالنسبة للإخوة في إيران.
وشكلت الحكومة. الحمد لله. هنا أيضاً يظهر فشل رهان جديد من رهانات فريق الرابع عشر من آذار. كما تحدثنا في أحد الخطابات، عدّدنا له هنا أخطأت وهنا أخطأت وهنا أخطأتم، وما زالوا يخطئون، يراهنون رهانات خاطئة. من جملة رهاناتهم الخاطئة كان أن الأغلبية الجديدة لن تستطيع أن تشكل حكومة وبالتالي وعدوا الناس بأشهر وبأن هذه الأغلبية عاجزة عن تشكيل حكومة وأن الرئيس ميقاتي لن يتمكن من تشكيل حكومة، وفي نهاية المطاف سيعتذر وبالتالي سيعود صاحبهم الذي ينتظرون.
النقطة الثانية المتعلقة بعنوان الحكومة هي الحديث الدائم من فريق الرابع عشر من آذار، وما يصدر إلى الخارج والخارج يتبنى تقريبا نفس الأدبيات لأنهم محور واحد، ساعة الحديث بأن هذه الحكومة هي حكومة حزب الله وطورا أن هذه حكومة النظام السوري أو حكومة الرئيس بشار الأسد أو ما شاكل.
سنتحدث بداية عن حزب الله: بالنسبة لنا أنا أحب أن اقول لكم: لا يضيرنا هذا. إذا كنتم تعتقدون أننا منزعجون فنحن لسنا منزعجين. بالعكس، هذا فخر لنا أن تكون هذه الحكومة بما فيها من رجالات، بما فيها من تمثيل حقيقي لقوى سياسية وازنة، بما فيها من قوى وتيارات سياسية أساسية في لبلد بما يعبر واقعاً عن أغلبية شعبية حقيقية، إذا أرادوا تسميتها حكومة حزب الله نحن لا "نزعل" وهذا بالنسبة لنا مدعاة اعتزاز أو افتخار. ولكن الحقيقة هي ليست كذلك. مرة نقول ما هي الحقيقة التي تعرفونها جيّداً، ومرة نقول إذا قلتم هذه حكومة حزب الله من أجل العمل على إزعاج حزب الله. أبداً، نحن لسنا منزعجين، وتكونون بهذا عندها تعطوننا زائداً، وأنتم تتحدثون دائماً عن فائض القوة العسكرية، تعطوننا فائض قوة سياسية عندما تصوّرون للعالم كله أن الذي يحكم لبنان وحكومة لبنان والذي يمسك بالدولة هو حزب الله. هذا تضخيم سياسي للحزب ونحن لسنا مقتنعين به. لكن "ممنونين صيت الغنى أفضل من صيت الفقر"، لكن لو أتينا إلى الحقيقة سنجد أننا أمام حكومة فيها لحزب الله وزيران، وزير مع حقيبة ووزير دولة. الوزراء الباقون كلهم أصدقاء ونحترمهم ونتعاون معهم. هذه ليست حكومة اللون الواحد، هذه حكومة ائتلاف وطني عريض مؤلفة من مجموعة قوى سياسية وازنة ومتعددة الألوان. لا أود الدخول بالأعداد وغير مناسب الحديث عنها. هناك حرص على أن نعمل جميعاً كفريق واحد مع تعدّد ألواننا وأود أن ألفت أنه ليس من الصحيح تقسيم الحكومة الحالية في داخلها إلى أكثرية معينة وإلى أقلية معينة، نحن في الحكومة الحالية لسنا أكثرية ولسنا أقلية، نحن فريق واحد ملتقون على الخطوط العريضة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية والأمنية التي سيعبر عنها البيان الوزاري. ولكن في التفاصيل كل جهة لها آراؤها التي قد تلتقي مع جهات أخرى وقد تختلف مع جهات أخرى هناك بينما في موضوع آخر قد تلتقي هنا وتختلف هناك. هذا هو حقيقة الأمر، لذلك فإن الإصرار على تسميتها بحكومة حزب الله هو مجافٍ للحقيقة والواقع وإنما له استهدافات أخرى:
واحد من استهدافاته هو محاولة استخدام هذا الشعار للتحريض الداخلي وخصوصاً التحريض المذهبي والطائفي كأن يقال ـ ونتحدث بصراحة ـ أن حزب الله الشيعي هو الذي يسيطر على الحكومة وعلى الدولة، فيا أهل الطوائف الأخرى أين انتم؟
المقصود من هذا الشعار ومن هذا العنوان هو فقط استفزاز الطوائف الأخرى وهو يأتي في سياق التحريض المذهبي والطائفي الذي اعتاد عليه الفريق الآخر وعاش عليه الفريق الأخر ويراهن عليه الفريق الآخر، رهان فاشل إن شاء الله.
وأيضا تحريض ما يسمى بالمجتمع الدولي أو الدول الخارجية. الخارج، أمريكا، الغرب، بعض الدول العربية بالتحريض الداخلي لن يصل إلى نتيجة لأن الناس يعرفون ما هي تركيبة الحكومة وما هي التشكيلة ولكل طرف من هم وزراؤه ومن "يمون" على من ومن يسمع لمن، وان الأمور ليست كما يحاول هذا الفريق أن يصوّر وهذه ليست حكومة الحزب الواحد ولا اللون الواحد ولا حكومة شمولية ولا شيء من هذا القبيل، ولو كانت كذلك لتشكلت في أيام قليلة وخلال ساعات طبعت بيانها الوزاري وأخذت الثقة، خلال أسبوع واحد على ابعد تقدير.
أما في موضوع التحريض الدولي أنا أقول أيضاً لهذا الفريق، أنتم مشتبهون وملتبسون، أنتم تخطئون عندما تحرضون العالم على لبنان تحت عنوان أن هذه الحكومة هي حكومة حزب الله. أنتم تلحقون الضرر بلبنان، بشعب لبنان وباقتصاد لبنان وليس بحزب الله كجهة محددة. دخلنا الصيف، هناك موسم سياحي. كنتم دائماً تجادلوننا بالموسم السياحي. التوتير السياسي بالشكل الذي يحصل أجّلوه شهرين أو ثلاثة لتعطوا الحكومة فرصة وتكونون أيضا تريحون البلد.
أنا أقول لكم بصراحة: تحريض الخارج على لبنان يضرّ بلبنان وبشعب لبنان، ولا يضر بحزب الله كجهة على وجه التحديد، لأنكم تعرفون أنه ليس لدينا مصالح اقتصادية في الخارج على الإطلاق. ليس لدينا أي أموال في الخارج، وأي ممتلكات في الخارج على الإطلاق، وأيضا حتى في لبنان نحن ليس لدينا بنوك ولا يوجد بنك لنا ولسنا شركاء مع أي مصرف، ليس فقط لأسباب مالية وإنما أيضاً لأسباب شرعية أنتم تعرفونها، وليس لدينا أموال في المصارف. وحتى في لبنان ليس لدينا مشاريع استثمارية. بالمناسبة وبين هلالين "تكون فرصة لأقول للناس جميعاً: ليس لدى حزب الله أي مشاريع استثمارية في لبنان وفي خارج لبنان" في لبنان قد يكون هناك أشخاص أغنياء هم من إخواننا، من أصدقائنا، تجار يقومون بمشاريع كما كل التجار الذين يقومون بمشاريع. لكن إذا قال أحد لكم إن هذا المشروع لحزب الله فهذا غير صحيح وليس صدقًاً على الإطلاق. نحن خارج هذا الموضوع.
في كل الأحوال عندما تحرّضون الخارج ليتخذ إجراءات ضد لبنان سيضغط على المصارف في لبنان وعلى الاقتصاد في لبنان وعلى المساعدات في لبنان. من سيتضرر؟ الدولة كدولة، الشعب كشعب، البلد كبلد. أما هذا الحزب بالتحديد، هذه المقاومة بالتحديد فقد تكون أقل الجهات تضرراً، وبالتالي انتم لا تقومون بعملية سياسية ديمقراطية، ومعارضة بنّاءة كما تدّعون لأن الوسائل التي تريدون استخدامها هي وسائل غير شريفة وهي وسائل غير مشروعة. في أي مكان في العالم تشكّل حكومة تعطى فرصة. نحن أعطينا حكومة الرئيس سعد الحريري عاماً، أنتم لستم حاضرين أن تعطوا أسبوعاً واحداً للرئيس نجيب ميقاتي. أعطوه ستة أشهر أو سنة أو ثلاثة أشهر. لكن من قبل تشكيل الحكومة أنتم بدأتم الهجوم على هذه الحكومة. لا مشكلة. هذا حقكم الطبيعي أن تعارضوا في البرلمان وحتى أن تعارضوا في الشارع.
ليس هناك مشكلة وهذا من الحق الطبيعي لكم أن تعارضوا في البرلمان وحيث شئتم أنا دائما أنصح كما كنا ننصح أنفسنا وحلفائنا وجوب تجنب التحريض الطائفي والمذهبي لأنه سيف ذو حدين واعلموا أيضا أن الرهان دائما على الخارج سيفشل كما فشل عدة مرات في السابق أنتم دائما كانت رهاناتكم على الخارج دائما، كان رهانكم على الهجمة الأمريكية على المنطقة وكنتم تدعونها على كل المنطقة وأن تأتي إلى دمشق، كذلك كان رهانكم على الحرب الإسرائيلية على المقاومة في عام 2006 كما راهنتم وما زلتم تراهنون عل التطورات الدولية، والآن التي تتحدثون عنه في مجالسكم وخطاباتكم وتعميماتكم السياسية الداخلية نتيجة عجزكم الداخلي أنتم تتحدثون عن رهان سقوط النظام في سوريا، انتم تعيشون على رهانات خارجية سواء كانت إيجابية أو سلبية وأنا أقول لكم كل رهاناتكم كما فشلت رهاناتكم في السابق.
النقطة الثالثة: في العنوان الحكومي في مسألة البيان الوزاري لم تكن هناك مشكلة خاصة بطبيعة الحال إن البيان الوزاري لم يستغرق نقاشة أكثر من اسبوع أو عشرة ايام وعادة البيانات الوزارية تستغرق وقتا وبفعل الثقة المتبادلة بين مكونات الحكومة وأيضا مع دولة الرئيس ميقاتي والحوار الإيجابي أنا أعتقد لم تكن هناك مشكلة وإنشاء الله سينجز البيان الوزاري وستحصل الحكومة على الثقة المطلوبة وتزلل من أمامها كل العقبات المفترضة ويبقى آخرين في عنوان الحكومة لأنه من جملة رهاناتهم أنهم ينتظرون المحكمة، أيضا من نقاط الحكومة أن أؤكد أن الأولوية هي العمل كما هو عنوان الحكومة وأنا لذلك أدعوا الجميع وكل مكونات الحكومة إلى ان نتعاون ونتكاتف ونبذل جهدنا للإفادة من الوقت لخدمة بلدنا وخدمة شعبنا ومعالجة القضايا القائمة وهناك أمور كثيرة نستطيع أن نتخذها وان لا ننجر إلى سجلات يردون استنزافنا فيها في الليل وفي النهار وهم "شاطرين" في السجلات على كل حال هذا العنوان الأول لذلك أنتهي من العنوان الأول بالقول الحمد لله بعد هذا الانتظار أصبح لدينا حكومة تعاون الجميع على تشكيلها طبعا الخطوة الأخيرة النوعية التي أقدم عليها الرئيس نبيه بري خطوة مقدرة جدا على المستوى الوطني وأيضا على المستوى الشيعي وأعتقد أنها أعطت الفرصة الكاملة لتشكيل حكومة وبالتالي أصبح لدينا حكومة في البلد ونحن سنعمل بكل جد وبكل تعاون وبكل صدق مع فخامة رئيس الجمهورية مع دولية رئيس مجلس الوزراء وكل مكونات هذه الحكومة لتكون لدينا حكومة ناجحة ومفيدة خادمة للشعب وللوطن إنشاء الله.
أنتقل إلى العنوان الثاني: بطبيعة الحال العنوان الثاني حساس قليلا ومن الممكن أن يكون غير مألوف وفي العادة في التنظيمات وفي الأحزاب وحتى في الدول موضوعات ن هذا النوع لا تعالج بالطريق التي سوف أتحدث من خلالها ولأننا حريصين جدا على مصداقيتان وعلى شفافيتنا وننطلق دائما من احترامنا لعقول ومشاعر وعواطف وقلق قواعد المقاومة وجمهور المقاومة ومحبيها وكل اللذين يعلقون عليها الآمال في لبنان والعالم العربي والعالم الإسلامي وأي مكان من العالم هذا يفرض علينا هذا الاحترام للعقول والعواطف والمشاعر وكالعادة أن نقدم لهم الحقائق وأن لا نتركهم عرضة للشائعات الطويلة العريضة التي تريد النيل من إرادتهم ومعنوياتهم، خصوصا أمام الكم الهائل من الشائعات والأكاذيب ومن القصص البوليسية التي تحلك بين الحين والأخر وخصوصا في هذه القصة الأخيرة، لذلك أنا سوف أتكلم في هذا الموضوع طبعا بالمقدار المناسب والصحيح الذي يمكن أن أتحدث فيه لكن بوضوح واعتقد أن المقدار الذي يتطلع له الناس لمعرفته والإطلاع إليه أنا سأقدمه إنشاء الله، في العام الماضي وللتذكير في أكثر من مناسبة أنا قلت أننا محصنون أما الاختراق الإسرائيلي وانه ليس في صفوفنا عملاء لإسرائيل، أمام الذي كتب والذي ذكر هناك العديد مما خرجوا إلى الإعلام ليقولوا أذا كان ذلك ليس صحيحا لماذا لا ينفي ذلك الحزب وإذا كان هذا الكلام صحيحا ماذا سوف يقول السيد وإذا كان ذلك صحيحا هم ليسوا "زعلانيين" على الموضع بل هم يريدون أن يروا ماذا سوف يقول السيد وهذا يمكن أن تفهموه بالطريقة... والآن سوف تسمعون ماذا سأقول.. أيضا أنا تتحدث أنه لدينا جهاز مكافحة تجسس قوي وفعال جدا وعندما أتهم عدد من إخواننا بالعمالة السنة الماضية ثلاث إخوان أجرينا تحقيقا قويا ودقيقا وتأكدنا من خطاء هذا الاتهام، ولذلك الحالات التي سوف أتكلم عنها بعد قليل ليس لهؤلاء الإخوة الثلاثة الذي تم التحدث عنهم السنة الماضية هؤلاء بريئون تماما وهم ما زالوا في أعمالهم ونحن على يقين من براءتهم ولو كان لدينا أدنا شبهة لكنا تصرفنا بطريقة مختلفة، الحالة الجديدة التي نحن أمامها اليوم هي التعبير عن التالي: لذلك أنا سوف أتكلم أولا بالوقائع وبعد ذلك أعلق على الوقائع، حيث عجز الإسرائيلي عن اختراق بنية حزب الله ومازلت إصر على هذا المعنى استعان ب CIA وما بين أيدينا الآن ليست حالات عمالة لإسرائيل كما أشيع في كل وسائل الإعلام او في المجالس،وإنما بناء على التحقيق والمعطيات بين أيدينا ثلاث حالات والآن سوف أتكلم عنهم حالتين علاقة مع الCIA تجنيد من CIA وحالة ثالثه مازلنا نتثبت من علاقتها بال CIA أو بجهاز مخابرات أوروبي أو بالموساد، فحيث عجز الإسرائيلي استعان بأقوى جهاز مخابرات في العالم لاختراق بنية حزب الله هكذا يجب أن ننظر للموضوع للذي سوف يقوم بتقييم الأمر أمنيا أو للذي سوف يقرأ هذا الحدث أمنيا، قبل أشهر وضمن المتابعة المسؤولة لجهاز مكافحة التجسس في حزب الله تبين للإخوة وجود حالتين منفصلتين على اتصال بضباط في المخابرات الأمريكية يعملون بصفة دبلوماسيين في السفارة الأمريكية في عوكر، هذه السفارة ومن جملة نتائج هذا الحدث أنه الآن يوجد دليل بين أيدينا بأنها وكر تجسس وان بعض الدبلوماسيين الأمريكيين هم ضباط مخابرات يقومون بتجنيد واختراق المجتمع اللبناني والقوى السياسية اللبنانية، أقول حالتين منفصلتين أي انه ليس هناك شبكة أي أنهم لا يعملون سويا وإنما حالة ترتبط بهذا الضابط وحالة ترتبط بضابط لآخر طبعا أن لم أذكر هاتين الحالتين توبعوا ووصلنا فيهم لنتيجة وهذا ما سوف أتكلم به بعد قليل، انا لم أذكر الأسماء احتراما وحفاظا على العائلات عائلاتهم الكريمة والشريفة والتي أعرفها شخصيا وهذه نقطة أعود اليها بعد قليل وإنما اكتفي بالأحرف الأولى وذلك دفعا للشائعات عن أشخاص اخرين لأنه التي يتم الحديث به والتي يكتب يتم التطرق إلى أسماء كثيرة وهذا ظلم كبير لهؤلاء الأشخاص، سوف اكتفي بالحرف الأول من الاسم الأول والحرف الأول من اسم العائلة كي ندفع الشبه عن كثير من الأسماء المظلومة في هذا الموضوع...
وهم:
ـ (أ. ب) هذا الشخص قد تم تجنيده حديثاً أيضاً، هذا نعود له بالتقييم الأمني، يعني قبل 5 أشهر فقط جاء ضابط الـ "CIA" وجنّد هذا الشخص، وخلال المتابعة من قبل مكافحة التجسس تم اكتشافه وقد اعترف بعلاقته مع الـ "CIA" خلال التحقيق.
الحالة الثانية: (م. ح) وهو أيضاً تم تجنيده من قبل الـ "CIA"، ولكن في فترة أقدم من الحالة الأولى وقد اعترف أيضاً بعلاقته مع الـ "CIA".
لدينا حالة ثالثة: (م.ع) أيضا تأكدنا من ارتباطه الأمني مع جهة خارجية، وقد اعترف بارتباطه الأمني مع جهة خارجية، لكن ما زلنا ندقق بالجهة المخابراتية التي يتصل بها، هل هي الـ "CIA" أم جهاز أوروبي أم جهاز إسرائيلي.
بناءً على ما تقدم عندنا إذن ثلاث حالات، وطبعاً هذه الحالات الثلاثة ضمن التحقيق معهم اعترفوا والأدلة عليهم قطعية وللأسف الشديد أنهم سقطوا في هذا الامتحان.
وبناءً على ما تقدم هناك أمور يجب التأكيد على نفيها أو على ذكرها أيضاً نعددها كذلك نتيجة الجو الذي حصل والكلام الكثير الذي حصل:
أولاً: إن العدد هو ثلاثة ، ولو كان أكثر أنا أقول لكم أكثر، ونحن نملك هذه الشجاعة. طبعاً أقول لكم ليس هناك حزب في الدنيا يعمل مثلنا، يعني الكثير من الناس عندما يكتشفون جواسيس يقولون (إنه بلا هالبهدلة والجرصة) ويعالجون الموضوع، وأنتم تعرفون كيف يعالجه الناس، و"ممكن يقتلوهم وممكن يشيّعوهم شهداء ويعلقوا صورهم على الجدران كمان".
نحن لأن عندنا ضوابطنا الشرعية والأخلاقية والأخوية والجهادية ونحمل مسؤولية اتجاه أفرادنا واتجاه عائلاتهم نتصرف بطريقة مختلفة، لذلك دائماً في هذا الموضوع وغيره كونوا على ثقة أننا نملك شجاعة أن نقول الحقيقة وأن نواجهها وإن كانت مرة .
إذن العدد هو ثلاثة، لا هو خمسة ولا مثل ما ذكرت بعض وسائل الإعلام: أكثر من أصابع اليدين، يعني ليس انه فوق العشرة، لا، وصلت للأسف الشديد بعض وسائل الإعلام العربية لتتحدث عن مئة حالة أو مئة جاسوس، "ممنونين".
ثانياً: ليس بين هذه الحالات الثلاثة أي أحد من الصف القيادي الأول خلافاً للشائعات.
ثالثاً: ليس بينهم رجل دين على الإطلاق خلافا للشائعات. هنا يمكن أن بعض الناس التبس عليهم لأن هناك رجل دين موقوف عند مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، والكل يعرف أن هذا الشخص ليس له علاقة بحزب الله، وهو يعلن العداء لحزب الله، وكان كل يوم يصدر بيانات يهاجم فيها حزب الله وإيران وسوريا.
رابعاً: ليس بينهم أحد من الحلقة القريبة من الأمين العام ، لا أمنياً ولا عملياً، وهنا بعض الناس بدأوا ينسجون قصصاً بوليسية حول هذا الموضوع.
خامساً: ليس لأحد منهم علاقة لا بالجبهة ولا بالوحدات العسكرية الحساسة كالصاروخية وأمثالها التي يسعى الأميركي والإسرائيلي إلى جمع معلومات عنها باعتبار أن حزب الله عادة يحافظ على سريتها والتكتم حولها.
سادساً: لطمأنة جمهورنا وإخواننا وأحبائنا: لا يملك أي من هؤلاء معلومات حساسة يمكن أن تلحق ضرراً ببنية المقاومة نتيجة الطريقة التي نحن نتعاطى فيها بالموضوع الداخلي أو نتيجة مواقع المسؤولية الذين هم موجودين فيها ، ليسوا موجودين في مواقع مسؤولية حساسة من هذا النوع الذي يمكن أن يطال بنية المقاومة العسكرية والأمنية وقدرتها على المواجهة في أي حرب مقبلة.
سابعاً: لا علاقة لأي من المتهمين الثلاثة باغتيال الشهيد القائد الحاج عماد مغنية، ولأنه هناك أناس كتبوا بالصحف هكذا. ليس لهم علاقة.
ثامناً: لا علاقة لأي من المتهمين بالمحكمة الدولية ، ولأن هناك أناساً بدأ العقل القصصي والبوليسي عندهم الحديث عن هؤلاء الثلاثة، والآن الحزب أعلن عنهم حتى مستقبلاً يوجد مخرجاً لموضوع المحكمة.
نحن موضوع المحكمة منتهي (عندنا) من زمان ، وهذه الأسماء الثلاثة أصلاً لم يؤتَ على ذكرها لا في "دير شبيغل" ولا بكل وسائل الفضائح التابعة للمحكمة الدولية ولا في "التلفزيون الكندي" ولا بين الأسماء المتداولة لدى بعض الأجهزة الأمنية اللبنانية ولا لدى لجنة التحقيق الدولية لمّا استدعوا أناساً أو طلبوا أناساً للتحقيق. هذه الأسماء لا علاقة لها بهذا الملف ولم يذكر اسم أحد منهم على الإطلاق في هذا الملف حتى نقول إن هذه الحادثة لها صلة بموضوع المحكمة والبحث عن سيناريوهات للخروج من موضوع المحكمة ، نحن موضوع المحكمة خرجنا منه من زمان ولسنا معنيين بأي سيناريو يرتبط بموضوع المحكمة.
نأتي إلى التقييم الأمني بكلمتين:
أولاً: واضح أن العجز الإسرائيلي حتى الآن ما زال موجوداً ما أدى إلى الاستعانة بأقوى جهاز مخابرات في العالم، وهذا طبعا له أسبابه. لأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعرضت لضربات قاسية خلال السنوات الثلاث الماضية على مستوى الساحة اللبنانية، صار عندها إرباك وصار عندها نقص بالعيون ونقص في المعلومات فلجأت إلى الـ "CIA"، وفي هذا فرق كبير، ضابط الـ "CIA" محمي ومحصن بدبلوماسي أميركي "من يقدر له" في لبنان.
وثانياً، أميركا دولة صديقة، وثالثاً هو محمي وموجود في السفارة ويجول بسيارات دبلوماسية، ويدخل المطاعم والمنازل ويدق أبواب البيوت، إذن الـ "CIA" وضعه يختلف عن أي ضابط إسرائيلي أو مشغّل إسرائيلي .
وبالتالي هم لجأوا إلى الـ "CIA" التي تتمتع بإمكانات بشرية وتقنية وأمنية ضخمة جداً، واستعانوا بها. المعلومات التي طلبها ضباط ال "سي أي إي" من هؤلاء الشباب هي معلومات لا تهم الإدارة الأميركية بقدر ما هي تفاصيل عسكرية وأمنية تهم إسرائيل في أي حرب أو مواجهة أو تواطؤ أمني أو عسكري على المقاومة أو قيادات وكوادر المقاومة في لبنان.
النقطة الثانية أن الـ "CIA" هي في لبنان خدمة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وهي تجمع معلومات لإسرائيل وليس للإدارة الأميركية.
ثالثاً: صحيح أن هؤلاء الضباط من الـ "CIA" تمكنوا من تجنيد أشخاص، ولكن الأهم أن يقوم الجهاز الأمني المعني في حزب الله بكشف هؤلاء الأشخاص رغم كل الإجراءات والتدابير، ولأن الـ "CIA" تعتبر نفسها أنها ـ في التجنيد وفي الحفاظ على الجواسيس ـ من الدرجة الأولى في أدائها وفي سلوكها وتعاطيها.
(أمر مهم) أن يتم اكتشاف هذه الحالات، وبعض هذه الحالات تم اكتشافها بسرعة ـ يعني تاريخ التجنيد خمسة أشهر لا أكثر ولا أقل ـ ولعلها من المرات الأولى التي يواجه فيها جهاز الـ "CIA" إخفاقاً من هذا النوع في مواجهة حزب أو تنظيم أو جهة شعبية لأنه نحن هنا لا نتحدث عن دولة أو مؤسسات حكومية أو رسمية .
إذن نحن هنا في الحقيقة أمام إنجاز أمني حقيقي للمقاومة وهذا الانجاز الأمني يزيدنا ثقة وقناعة بقدرتنا على مواجهة الخروقات الأمنية حتى لو جاءت من أقوى جهاز أمني في العالم.
أيضاً في التقييم الأمني هذا يسلط الضوء على وكر الجاسوسية في "عوكر" حيث تأكد وبشكل قاطع أن السفارة الأميركية في عوكر هي مركز تجسس ومركز تجنيد لصالح إسرائيل، وبالتالي على المستوى الوطني، على المستوى الرسمي، على المستوى الشعبي، كيف يتم التعاطي مع وكر جاسوسية يقوم بهذه المهام؟
في هذا الملف مقطع أخير للناس، خصوصا لجمهورنا:
أولاً: أنا أطلب منهم التعاطي بأخوّة ورحمة مع عائلات المتهمين، لأنّها ـ كما قلت ـ هي عائلات شريفة، الأب والأم والزوجة والأبناء والأقارب والأهل لا ذنب لهم، هؤلاء مصابون أكثر مما نحن مصابون، هذا نوع من الخسارة المعنوية، أنا أعرف هذه العائلات، يمكن أنّه أي أحد من أولادهم استشهد كانوا سيعتزون بشهادته، بالتأكيد بالنسبة لهم هذا مصاب حقيقي بحسب عقليتهم وثقافتهم وانتمائهم، ولذلك يجب أن يكون التعاطي معهم تعاطي أخوة ورحمة ومواساة.
الأمر الثاني: أطلب عدم التناول العشوائي للأسماء، المطلوب أن يخاف الناس من الله، بالنهاية في الدنيا لا يوجد من يحاسب لكن يوم القيامة كلنا سنقف بين يدي الله سبحانه وتعالى وسيسألنا: "أنت عملت إشاعة على فلان وأنت على فلان وأنت على فلان وأنت اتهمت فلان"، هذه الأمور سنُسأل ونحاسب عليها يوم القيامة لذلك يجب توخي الدقة في تناول الأسماء وخصوصاً عندما يُتناول أسماء مجاهدين ومقاومين ومضحّين.
والأمر الثالث: هو عدم الوقوع في فخ الحرب النفسية التي يهدف من خلالها أعداؤنا النيل من معنويات المقاومة ومجاهدي المقاومة وجمهور المقاومة. يجب علينا أن نكون منتبهين كثيراً ودقيقين كثيراً، ويجب أن نعرف أنّنا دخلنا الآن في مرحلة جديدة، نحن كنّا نفترض أننا في مواجهة أمنية مع الإسرائيلي وأنّ المخابرات الأمريكية تبحث عن نوع آخر من المعلومات أو من المعطيات وركّزنا جهدنا في ذاك الإتجاه، ولكن لم نغفل طبعاً لا المخابرات الأمريكية ولا غيرها، لكن أن نصبح هدفاً مباشراً للمخابرات الأمريكية بهذا الشكل، هذا مما لا شك فيه أنه يضعنا أمام مرحلة جديدة من الصراع الأمني، ومن صراع الأدمغة الأمنية، وبالتالي هذا يحتّم على كوادرنا وأفرادنا وجمهورنا التنبه والحذر والإستنفار وعدم الإستسهال في إقامة بعض العلاقات العابرة أو التي قد تظهر لوهلة ما أنها بريئة، يعني هذا المستوى من الحذر الذي عند مجتمعنا وبيئتنا اتجاه الإسرائيلي قد لا يكون متوافراً اتجاه السواتر التي تتحرك من خلالها أجهزة المخابرات الأمريكية. يجب أن نضع أنفسنا في صورة أنّ المقاومة في لبنان مستهدفة من قبل أجهزة مخابرات أمريكية وغربية وأيضاً من أجهزة مخابرات عربية كما هي مستهدفة من أجهزة مخابرات إسرائيلية، وأنّ حفظ هذه المقاومة وصيانة هذه المقاومة وتحصين هذه المقاومة هو مسوؤليتنا جميعا لأنّها قوتنا جميعا...
وأنا أؤكد لكم بكل عزم وبكل إصرار الاستفادة من هذه المواجهة التي خرجنا منها، وأقول لكم خرجنا منها منتصرين ـ نحن هنا أصبنا بجراح ولكن استطعنا أن نتغلب على هذه الجراح وأن نتجاوز هذا الخطر، سنقوّي حصانتنا أكثر من أي وقت مضى، سنحبط كل الجهد الأمني الأمريكي وغير الأمريكي وستبقى مقاومتنا ومقاومتكم إن شاء الله منيعة صلبة قادرة على صنع الإنتصار المأمول في كل الساحات وفي مواجهة كل التحديات والتهديدات.
العنوان الثالث: للعام الخامس على التوالي بعد حرب 2006 يُجري العدو الإسرائيلي مناورة للجبهة الداخلية في كل سنة سمّاها "تحوّل" وهي بالحقيقة تحوّل: تحول في العقيدة الأمنية، وتحول في العقيدة القتالية وتحول في الإستراتيجيات. هو تحول كبير وليس تحولا عاديا، تحول استراتيجي تاريخي بنيوي بالنسبة للكيان الصهيوني والعدو الإسرائيلي(... وهذه الأيام كان يجري مناورة "تحول 5" التي شملت كل الكيان الإسرائيلي، كل فلسطين المحتلة، وتشمل مناورة "تحول 5" السكان والمدن والبلدات والمستعمرات والمرافق العامة والموانئ والمطارات والبنى التحتية الخدماتية من الماء والكهرباء وغيرها وشبكة الإتصالات والشركات والمصانع والمنشآت الإستراتيجية الحساسة، إضافة إلى ثكنات الجيش الموجودة في داخل الكيان وقواعده القيادية واللوجستية والقتالية إضافة إلى المؤسسات السياسية القائدة كالحكومة والكنيست وما شاكل. وهذه المناورة كانت أوسع من كل المناورات السابقة نوعاً وكماً ومساحة وشمولاً، طبعاً الوقت لا يتّسع أن أعمل تقييما لمناورة "تحول 5"، حيث وفّقت وحيث أخفقت، وإنما أريد أن أقف في هذا الإيجاز أمام بعض الدلالات المهمة وباختصار شديد:
أولا : التذكير بأنّ تحول 1 و 2 و 3 و 4 و 5 وكل المناورات التي يجريها العدو عسكرياً وأمنياً وفي الجبهة الداخلية هو من نتائج هزيمة إسرائيل المدوية وانتصار المقاومة في حرب تموز عام 2006، لأنّه قبل عام 2006 في تاريخ الكيان الإسرائيلي لم نشهد مناورات للجبهة الداخلية على الإطلاق وبهذا الحجم ولم نشهد هذا الكم والنوع من المناورات العسكرية الإسرائيلية، وإنما هذا من نتائج الهزيمة الإسرائيلية والإعتراف الإسرائيلي بالهزيمة في حرب تموز عام 2006.
النقطة الثانية: في الدلالات.. مناورة تحول 5 إذا أضفناها إلى كل التحولات في السنين الماضية هي إقرارإسرائيلي قاطع ـ وهنا شيء في العقيدة الامنية تغيّر، شيء استراتيجي وأساسي ـ بأنّ الجبهة الداخلية باتت جزءاً من أي حرب مقبلة. قبل حرب تموز لم يكن الموضوع هكذا وطبعاً بعد ذلك حرب غزة، دائما الإسرائيلي عنده نظرية الحرب في أرض الآخرين ويرسل قواته وسلاح جوه وجيشه ليقاتل في أراضي الآخرين، أمّا جبهته الداخلية فتظل محفوظة ومحمية بوسائل متنوعة ومختلفة.
لكن اليوم هناك إقرار إسرائيلي بأنّ أي حرب مقبلة سواء مع لبنان أو مع غزة أو مع سوريا أو مع إيران أو مع الجميع أو مع البعض ستكون الجبهة الداخلية في صلب هذه المعركة، وهذا أيضا تحول بنيوي واستراتيجي في العقيدة الأمنية والقتالية الإسرائيلية ، وأيضاً ـ وهنا الامر المهم ودائما نقول حافظوا على هذه المقاومة ـ هذا يجعل الإسرائيلي يفكر ألف مرة قبل أن يأخذ قرار الحرب، دائما قبل عام 2006 الإسرائيلي يعمل حرباً، ومآل هذه الحرب أنه يجتاح ويحتل وجبهته الداخلية بأمان، ليس عنده همّ أين يذهب بالملايين وكيف سيؤمن الملاجيء وأين سيخبئهم، قواعده العسكرية وثكنات جيشه ومطاراته موانئه وحكومته والكنيست والمنشآت الإستراتيجية... لم يكن هذا الهم أصلا يدخل في اعتبار العدو عندما يقرر حربا جديدة. اليوم كلا، هذا صار جزءاً أساسياً ومكوّناً أساسيا من مكونات اتخاذ القرار وهذا يشكل حالة ردع.
ثالثاً: الإقرار الإسرائيلي بأن العمق كله بكل مكوناته بشرياً جغرافياً اقتصادياً عسكرياً بات مهدداً، هذا أولاً، وثانياً لا يمكن حمايته، الصواريخ ستسقط، والعمليات ستحصل، والمواجهات على أرض العدو يمكن أن تحصل، وبالتالي هو بات يدرك جيدا أنّه فقد القدرة على حماية الجبهة الداخلية عسكرياً، ولذلك هو مضطر أن ينشيء وزارة للجبهة الداخلية وهذه أول مرة في تاريخ إسرائيل شغلتها الجبهة الداخلية، وأن يعمل خططاً وسيناريوهات لإخلاء السكان وكيف يحفظ الإتصالات إذا قطّعت وكيف يؤمن بدائل للمرافق العامة وللمطار وللميناء وكيف يؤمن بدائل لمقر مجلس الوزراء ولمقر الكنيست ولمقر القيادة العسكرية الإسرائيلية، وكيف سيؤمن بدائل للقواعد الجوية ولمطارات سلاح الجو. إذاً هو يسلّم بأنه هو غير قادر على حماية جبهته الداخلية ولذلك هو مضطر أن يعمل خططاً وسيناريوهات لمواجهة ما يسمّى بالتهديد للجبهة الداخلية.
رابعاً: في "تحول 5" مجدداً إقرار إسرائيلي بعدم القدرة على الحسم السريع، وهذا أيضا تعديل إستراتيجي مهم في العقيدة الأمنية والقتالية للجيش الإسرائيلي، على الدوام جزء من عقيدته الحسم السريع، لذلك هو يذهب إلى معارك سريعة وحاسمة، معركة أيام وفي أحسن الأحوال معركة أسابيع، الآن هو يعترف أنّه غير قادر أن يحسم المعركة ولذلك عندما يناور في الجبهة الداخلية يتحدث عن إجراءات وسيناريوهات لحماية الجبهة الداخلية لحرب قد تدوم عدة أشهر، وتصوروا حال الكيان الإسرائيلي وشعب هذا الكيان الذي جاء إلى أرض فلسطين المحتلة موعوداً باللبن والعسل كيف سيتحمل حرباً لعدة أشهر تتساقط فيها الصواريخ أو يحتمل أن تتساقط على كل نقطة في فلسطين المحتلة.
وخامساً: هذه المناورات "تحول5" حددت بشكل واضح من قبل الإسرائيلي ـ وهذا سيشكل مدخلاً للوضع العربي ـ حدد بشكل قاطع مَن تعتبره إسرائيل تهديدا لها في المنطقة وفي العالم العربي وفي العالم الإسلامي وفي كل العالم، مَنْ هو عدو إسرائيل الحقيقي؟ هناك أعداء في الصحف وعلى الإنترنت وفي الخطابات ويقولون إنهم لإسرائيل عدو، ولكن إسرائيل لا تحسب لا لوجودهم ولا لجيوشهم ولا لصواريخهم ولا لطائراتهم ولا لمقدراتهم العسكرية والبشرية الهائلة والضخمة أي حساب، هم خارج الحساب بالكامل، دولٌ عربية ودول إسلامية ودول موجودة في العالم هي خارج أي حساب إسرائيلي، وإسرائيل عندما تنفذ مناورة شاملة كـ "تحول 5" على كل الجبهات هي بصراحة ـ وأنا لا أستنتج فهم قالوا ـ لدينا أربع جهات وهي التي ينظرون لها كتهديد: إيران، سوريا، المقاومة في لبنان والمقاومة في غزة ـ ويقولون في غزة، وللأسف مطمئنون بدرجة كبيرة لموضوع الضفة .
عندما يأتي الإسرائيلي الذي هو عدو الأمة، عدو مليار وأربعمئة مسلم، عدو شعوب هذه المنطقة من مسلمين ومسيحيين، مغتصب مقدسات المسلمين والمسيحيين ويتصرف على أنّ كل هذا المحيط ليس محيطاً معادياً ولا يشكل تهديداً ـ وطبعا أتحدث على مستوى الحكومة والجيوش والأنظمة وليس على مستوى الشعوب ـ وإنما يعتبر أنّ هناك أربع جهات تعتبر تهديداً وعليه أن يناور ويحضّر داخلياً وعسكرياً من أجل مواجهة هذا التهديد، هذه نقطة يجب التوقف عندها كثيراً وهي التي سأدخل منها إلى الوضع العربي.
النقطة الأخيرة أنّ هذه المناورات يُظهر العدو أنّ هدفها الدفاع والحماية وأنّهم مساكين ومهددون وما شاكل، وهذا فيه جزء من الحقيقة لأنّه اليوم هناك قوى جديّة موجودة في المنطقة وهناك صراع جدي وهناك مقاومة جدية ولا هي تمثيليات ولا هي سيناريوهات ولا هي خطابات وإنما ميدان ومعادلات ردع ومواجهات سجلت فيها إنجازات تاريخية، لكن الأمر الذي لا يجوز أن نغفل عنه لحظة واحدة على الإطلاق أنّ إسرائيل دائما تخطط لشن حروب في المنطقة وتاريخياً هي التي كانت تبدأ الحروب وأغلب الحروب هي التي بدأتها، وبالتالي الإسرائيلي عندما يصل إلى لحظة يحتاج فيها إلى تغيير معادلات في المنطقة أو إلى فرض شروط في المنطقة قد يشن حربا وعليه أن يكون جاهزا في جبهته الداخلية، يعني لا يجوز أن نستكين وننظر لبعضنا ونفرح أنّ هذه مناورة هدفها دفاعي وإسرائيل قلقة وخائفة وهذا صحيح ولكن أيضا إسرائيل لها مشروع سيطرة في المنطقة وهي ذات طبيعة عدوانية وذات طبيعة هجومية وعندما تتحضر في جبهتها الداخلية بهذا المستوى يجب أن تكون عيوننا وآذاننا وعقولنا مفتحة وأن نكون جميعا حذرين ومستنفرين منتبهين، لأنه هذه هي طبيعة إسرائيل منذ أن أسّس هذا الكيان.
في الموضوع العربي، إسرائيل تجري خمس مناورات ضخمة في كل سنة تحت عنوان "تحوّل"، مناورات عسكرية ضخمة، تجهيزات عسكرية جديدة، سلاح، طائرات جديدة، إمكانات جديدة، ماذا يفعل عالمنا العربي والإسلامي عموما؟ طبعا كثير من الشعوب هي متعاطفة ومتضامنة وقد تشعر أحيانا أنها لا تملك سوى هذا المقدار من التعاطف، لكن ما يجري أحيانا في عالمنا العربي والإسلامي هو سيء وسلبي (...). الإسرائيلي يعترف بوجود عناصر قوة لهذه الأمة في هذه المنطقة، حركة المقاومة في غزة. في العالم العربي هناك من يتآمر على المقاومة في غزة، حكومات وأنظمة وجهات، من يتآمر عليها، من يحاصرها مالياً، من يحاصرها سياسياً، من يشوّه صورتها إعلامياً من خلال وسائله الإعلامية وفضائياته العربية، من يتتبع أي ثغرة أو نقص أو عيب ليضخّمه وليكبّره لينال من معنويات المقاومة وشعبنا في غزة بدل أن ينظر إلى أن غزة هي واحدة من ثغور الأمة ونقاط القوة في هذه الأمة ومواقع الكرامة في هذه الأمة ويقدم لها العون والمساعدة، كذلك في حركة المقاومة في لبنان وما يجري وما جرى على هذه المقاومة ويجري معروف ولست بحاجة إلى أن أفصله وخصوصاً مئات ملايين الدولارات التي تنفق لتشويه صورة هذه المقاومة. هم يعرفون أنهم أعجز من أن ينالوا من هذه المقاومة عسكرياً في الداخل وعلى المستوى الإقليمي، ولكن يحاولون أن ينالوا منها، من صورتها، من قدرتها، من مصداقيتها، ولذلك نجد هذا الكم الهائل من الأكاذيب والشائعات التي تمس هذه المصداقية وينفق من أجلها مئات ملايين الدولارات باعتراف المنفقين أنفسهم.
إيران التي تشكل بالنسبة للعدو الإسرائيلي هاجساً حقيقياً ومنطلقاً لرعب وجودي في العالم العربي والإسلامي، هناك من يعمل في الليل وفي النهار لشيطنة إيران وتحويلها إلى عدو للعرب وللمسلمين لخدمة إسرائيل وللحفاظ على وجود إسرائيل وللدفاع عن مصالح إسرائيل.
أما بالنسبة لسوريا، سوريا وعندما أقول ما أقول وما نقول في حزب الله بناءً على رؤية، بناءً على قناعة، بناءً على وضوح، من حق الآخرين أن ينتقدوا رؤيتنا وموقفنا ومن حقنا أن نختلف معهم وأن ننصحهم، من واجبنا أن ننصحهم أيضاً وخصوصاً لبعض أصدقائنا الإسلاميين: في المنطقة، في دول الطوق، هناك نظام عربي مقاوم وممانع وحيد هو النظام في سوريا، هو الوحيد، بل لعله النظام المقاوم والممانع الوحيد على مستوى العالم العربي، هناك أنظمة عربية لها موقف سياسي جيد ولكن، أولاً بعيدة، وثانياً مبتلاة بمؤامرات التقسيم والضغط الدولي وما شاكل. ولكن في المنطقة هناك نظام واحد مقاوم وممانع منذ البداية وإلى اليوم هذا النظام من خلال تحالفاته مع الجمهورية الإسلامية ومع حركات المقاومة في المنطقة في لبنان، في فلسطين، في العراق، ومن خلال انسجامه مع مزاج شعوب هذه الأمة، استطاع ضمن هذا المحور أن يُسقط آخر المشاريع الأميركية ـ الإسرائيلية التي كانت تستهدف وما زالت تستهدف تصفية القضية الفلسطينية والسيطرة نهائياً على بلادنا ومقدراتنا وخيرات شعوبنا وأمتنا.
هذه هي الحقيقة، ثم يأتي رأس هذا النظام، الرئيس الأسد، ليقول أنا مستعد للإصلاح، وليبدأ خطوات إصلاحية، وليضع آلية لخطوات إصلاحية أخرى، قانون الأحزاب، وقانون الإعلام وما شاكل، ويصدر عفوين عامين حتى عن أناس حملوا السلاح وارتكبوا الجرائم إلا نوع من الجرائم. انظروا مثلاً إلى البحرين فقد خرج الناس في مظاهرة سلمية فقُتلوا وجُرحوا وسقط مئات الشهداء والجرحى ومئات المعتقلين ولم يستخدموا لا بندقية ولا مسدساً ولا قنبلة يدوية ولا فتحوا جبهة ولا احتلوا مدناً ولا احتلوا قرىً، وحتى سكيناً لم يستخدموا، يجرون إلى السجون وقادة المعارضة السياسية السلمية جداً يحكم عليهم، وتقوم الحكومة بالدعوة إلى الحوار وفي اليوم الثاني بعد الدعوة إلى الحوار تحكم عليهم بالسجن المؤبد. هذا ظلم كبير. في سوريا يصدر عفواً عاماً ويدعو إلى الحوار ويبدأ خطوات جدية في الإصلاح، ومع ذلك لا يقبل منه ذلك، وأنا أقول لكم : مهما فعل الرئيس الأسد، ومهما فعل الأخوة في سوريا لن يقبل منهم لا دولياً ولا حتى على مستوى بعض المواقف العربية ولا حتى على مستوى بعض مواقف ما يسمى بالمعارضة السورية، بعض المعارضة السورية قد تقبل ولكن هناك البعض لن يقبل مهما كانت الخطوات التي سيتم الإقدام عليها في سوريا، لذلك أمام الخطوات الجديدة، الخطاب الأخير للرئيس الأسد، التحركات الشعبية الأخيرة في سوريا، وتعليقاً أيضاً على النقد الذي لحقنا من بعض الجهات حول موقف حزب الله في الموضوع السوري. هذا هو موقفنا نعم، نحن ننطلق من رؤية استراتيجية وقومية واضحة جداً جداً جداً ونرى أن التواطؤ أو العمل على اسقاط هذا النظام المقاوم الممانع في سوريا المستعد للإصلاح هو خدمة جليلة لإسرائيل وخدمة جليلة لأمريكا وخدمة جليلة للسيطرة الأميركية الإسرائيلية على منطقتنا، وبكل وضوح، ونحن عندما نؤمن بشيء نصرّح به ونعلن عنه بكل جرأة وبكل شجاعة، ولذلك أنا أعيد النداء والدعوة إلى الشعب السوري الوطني القومي المقاوم الممانع الشريف المخلص الصادق أن يقرأ ما يجري في المنطقة وأن يدرك حجم الاستهداف لسوريا، لسوريا كوطن كموقع قومي كشعب كنظام، كجيش، كقيادة، ويتصرف على هذا الأساس.
أما في موضوع البحرين ومظلومية البحرين: نحن للأسف الشديد نرى بأن هناك أفقاً مسدوداً لأن السلطة في البحرين تواجه دعوات الحوار بالإقصاء، بأحكام السجن المؤبد، بالقتل اليومي المستمر للذين يتظاهرون سليماً ولم يلجأوا إلى عنف وفي ظل هذا الصمت الدولي. ولكن في كل الأحوال الأمور لا يمكن أن تستمر على هذه الطريقة، أي شعب، أي قيادة، أي جهة، أي نظام عندما يكون مخلصاً مؤمناً بما يفعل ومواظباً وجاداً في حركته السلمية أو الإصلاحية لن تكون عواقب الأمور إلا خيراً إن شاء الله.
أحببت أن أثير هذه المسائل وهذه النقاط لأقول: أين نحن اليوم في لبنان، أين نحن الآن في المنطقة وخصوصاً في ما يعني "تحول خمسة"، أنا أدعو الخبراء الاستراتيجيين العسكريين والأمنيين والسياسيين إلى قراءة وتقييم هذه المناورات وتناول وشرح دلالاتها في مناسبات مختلفة.
في موضوع الحكومة إن شاء الله نحن سنعمل بكل جدية لتكون حكومة مفيدة، حكومة منتجة، حكومة منسجمة.
وفي موضوع التحصين الأمني أقول لكم : لا تقلقوا، الأمور ليست بالخطورة التي تم إشاعتها والحديث عنها، هذا حزب المقاومة المؤمن المجاهد المضحي الذي قدّم لكم حتى الآن الانتصارات وإن شاء الله لن يقدم لكم ولأمته ولوطنه ولشعبه ولأهله إلا المزيد من الانتصارات.