لا يشعر بقيمة الحرية إلا من سلبت حريته وباتت السجون والخيمة والزنازين مقره ومستقره تسرق منه نور الشمس الذي لا يشعر بقيمته إلا من يفتقده وتصبح الأسلاك والقضبان حائلاً دون حريته وانطلاقه
ساقها قدرها إلى أحد أسلاك الكهرباء العالية فوق قسم من خيام الأسرى في سجون عوفر وتعثرت قدمها في خيط أدى إلى عدم تمكنها من الطيران وباتت تضرب جناحيها محاولة الهروب والانعتاق مما علق بقدمها ولكن محاولاتها باءت بالفشل وأجهدها التعب واستسلمت لمصيرها المجهول وباتت معلقة من قدم واحدة عالقة في منتصف سلك كهربائي ما بين قسمين من أقسام السجن .
من تحتها تجمع أسرى القسم ينظرون إلى الحمامة العالقة ويراقبون حركتها الدءوبة للحرية موقنين أن الحبل المتين الذي يقيد قدمها والمرتبط في سلك الكهرباء أقوى بكثير من أن تستطيع فكه أو التحرر منه .
عادت الحمامة المسكينة لاستجماع قوتها مرة أخرى وحاولت بجناحيها وبكل قوتها تحرير قدمها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل فعادت واستسلمت لمصيرها مرة أخرى وهذه المرة كان التعب بادياً عليها ، زاد من تحتها الأسرى والكل ينظر إليها وإلى محاولاتها وهم يشعرون بمدى ألمها وخوفها .
في هذه الأثناء نظر الأسير هاني إلى الأسير سامح ومن دون أن ينطقا بأي كلمة قررا وبلغة العيون تحرير الحمامة فذهب هاني إلى المطبخ بينما ذهب سامح إلى الخيمة وأحضرا العصي الموجودة داخل القسم والتي تستخدم كمكانس لتنظيف المكان وتقشيط المياه وأحضرا شريطاً لاصقاً وربطا العصي ببعضها البعض في هذه الأثناء تقدم إليهم الأسير
( أبو الخير ) وقال لهم لدي شفرة حلاقة لم تستخدم سنقوم بتثبيتها على رأس العصا لنقوم بقص الخيط ابتسم الجميع للفكرة وكخلية نحل وبسرعة قصوى انكب الجميع على العمل لأن كل ثانية خلف القضبان تعني للحمامة الكثير الكثير.
تجمع الأسرى تحت الحمامة وقاموا برفع العصا والمثبت في رأسها الشفرة التي تبرع بها (أبو الخير) لتحرير الحمامة موقناً أنه لن يستطيع أن يهذب لحيته لمدة أسبوعين لأنها هي مخصصة لهذه الفترة كما تنص قوانين مصلحة السجون وبالفعل رفعوا العصا ولكنها لم تصل للسلك العالي فعادوا يبحثون عن طريقة يطيلون بها عصاتهم فلم يجدو أي شيء يساعدهم .. الأمر الذي دعاهم إلى طلب العون والمساعدة من القسم المجاور الذي كان يراقب العملية عن كثب وبالفعل تم تزويدهم بما يريدون وقاموا بتثبيت العصا الرابعة وشد وثاقها لكي لا تسقط في منتصف العملية وعاد الأسرى يجربون مرة أخرى ولكنهم فوجئوا أن العصا ما زالت قصيرة .. في هذه الأثناء قال لهم هاني يجب أن نقوم برفع سامح على الأكتاف ومن ثم هو يقوم بتحرير الحمامة وهذا ما تم.
رفع سامح على أكتاف الشباب ورفع عصاه وإذا بضابط البرج الذي يراقب الوضع عن قرب يرسل إشارة تنبيه أن هذا الأمر مخالف وممنوع فتحدث له ممثل الأسرى بالعبرية وقال له أن كائناً حياً سيموت والعملية لن تستغرق إلا دقائق رفض الجندي وقالهم لهم بالعبرية أيضاً(عسور) يعني ممنوع .. التفت الأسرى إلى ممثل المعتقل منتظرين منهم إشارة لأن الكل في هذه الخلية يلتزم بقرار المسؤول سكت ممثل المعتقل ومن ثم أشار لهم بعينيه أن أكملوا المهمة فارتسمت ملامح الفرح على وجوه الحضور وهموا بإنجاز المهمة بهمة كبيرة وسرعة قصوى .
رفع سامح على الأكتاف ورفع عصاه وحاول بكل جهده قص الخيط ولكن بسبب تأرجحه وتأرجح العصا وعدم ثبات من يحمله وتحرك يديه بفعل الرياح بات الأمر صعباً .. أنزل يديه ليريحهما فهب به الجميع هيا يا سامح أنت لها وأصبح الجميع يشجع سامح الذي رفع يديه وأعاد محاولته وفي هذه الأثناء التقت عين سامح بعين الحمامة فنظرت له نظرة حزن فقد ظنت أن سامحاً يريد اصطيادها فابتسم لها سامح وأبعد شفرته عنها حتى لا يؤذيها وكرر محاولاته .
في هذه الأثناء أيضاً كان ضابط البرج يجري اتصالاته مع قيادة السجن حتى تحضر على الفور كان الوقت مهماً جداً للأسرى يجب أن تحرر الحمامة قبل أن تحضر الإدارة الكل يشجع ، وسامح المعلق بين السماء والأرض يحاول ويدعو الله .. وعيون الحمامة مغمضة لأنها لا تعرف مصيرها ورقبة سامح معلقة وكتفاه تتعباه والشباب من أسفل منه يهددونه أنه إن لم ينجح سيقومون بتركه ليقع على الأرض ، وبين ضحك ودعاء وابتسامات وتعب سامح وإصرار هاني وخوف أبي الخير أن يخسر شفرته وأن لا تحرر الحمامة نجح سامح بفك القيد وتحررت الحمامة وطارت نحو السماء وسط تكبيرات وتصفيق حار من الأسرى .
لم ينزل الأسرى سامح عن الأكتاف بل جابوا به جنبات القسم وهم يغنون أغنيه شعبيه تقول (طير وعلّي يا حمام فوق سطوح بيوتنا ميج ويا ميجانا رجعت أيام الهنا ) في هذه الأثناء عادت الحمامة تحط فوق برج المراقبة أقدامها تنظر للأسرى الذي كانوا يشيرون لها بأيادهم وعادت مره أخرى حمامة سجن عوفر المحررة تحلق في السماء باتجاه الشمس مطلقة جناحيها للحرية للفضاء للانطلاق.
عملية التحرير استمر التجهيز لها أكثر من ساعتين وكانت بمشاركة كل رجال القسم الذين آلمهم حال الأسيرة (الحمامة) وأن شعورهم بألم وتعب الحمامة وحزنهم عليها كان حقيقياً فعيون الحمامة العالقة كانت تتحدث وإصرار الأسرى على تحريرها نابع من شعورهم بمدى ظلم القيد والأسر وإن قرارهم نابع من إنسانيتهم وشعورهم المرهف .
هم الأسرى من قيدت حريتهم ... من أكثر منهم يشعرون بقيمة الحرية ومن أكثر منهم إنسانية وعطفأً وحنانأً فرج الله كربهم وهيأ لهم من يحرر قيدهم ويفك أسرهم ويعيدهم إلى أهاليهم وذويهم أحراراً محررين .
ساقها قدرها إلى أحد أسلاك الكهرباء العالية فوق قسم من خيام الأسرى في سجون عوفر وتعثرت قدمها في خيط أدى إلى عدم تمكنها من الطيران وباتت تضرب جناحيها محاولة الهروب والانعتاق مما علق بقدمها ولكن محاولاتها باءت بالفشل وأجهدها التعب واستسلمت لمصيرها المجهول وباتت معلقة من قدم واحدة عالقة في منتصف سلك كهربائي ما بين قسمين من أقسام السجن .
من تحتها تجمع أسرى القسم ينظرون إلى الحمامة العالقة ويراقبون حركتها الدءوبة للحرية موقنين أن الحبل المتين الذي يقيد قدمها والمرتبط في سلك الكهرباء أقوى بكثير من أن تستطيع فكه أو التحرر منه .
عادت الحمامة المسكينة لاستجماع قوتها مرة أخرى وحاولت بجناحيها وبكل قوتها تحرير قدمها ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل فعادت واستسلمت لمصيرها مرة أخرى وهذه المرة كان التعب بادياً عليها ، زاد من تحتها الأسرى والكل ينظر إليها وإلى محاولاتها وهم يشعرون بمدى ألمها وخوفها .
في هذه الأثناء نظر الأسير هاني إلى الأسير سامح ومن دون أن ينطقا بأي كلمة قررا وبلغة العيون تحرير الحمامة فذهب هاني إلى المطبخ بينما ذهب سامح إلى الخيمة وأحضرا العصي الموجودة داخل القسم والتي تستخدم كمكانس لتنظيف المكان وتقشيط المياه وأحضرا شريطاً لاصقاً وربطا العصي ببعضها البعض في هذه الأثناء تقدم إليهم الأسير
( أبو الخير ) وقال لهم لدي شفرة حلاقة لم تستخدم سنقوم بتثبيتها على رأس العصا لنقوم بقص الخيط ابتسم الجميع للفكرة وكخلية نحل وبسرعة قصوى انكب الجميع على العمل لأن كل ثانية خلف القضبان تعني للحمامة الكثير الكثير.
تجمع الأسرى تحت الحمامة وقاموا برفع العصا والمثبت في رأسها الشفرة التي تبرع بها (أبو الخير) لتحرير الحمامة موقناً أنه لن يستطيع أن يهذب لحيته لمدة أسبوعين لأنها هي مخصصة لهذه الفترة كما تنص قوانين مصلحة السجون وبالفعل رفعوا العصا ولكنها لم تصل للسلك العالي فعادوا يبحثون عن طريقة يطيلون بها عصاتهم فلم يجدو أي شيء يساعدهم .. الأمر الذي دعاهم إلى طلب العون والمساعدة من القسم المجاور الذي كان يراقب العملية عن كثب وبالفعل تم تزويدهم بما يريدون وقاموا بتثبيت العصا الرابعة وشد وثاقها لكي لا تسقط في منتصف العملية وعاد الأسرى يجربون مرة أخرى ولكنهم فوجئوا أن العصا ما زالت قصيرة .. في هذه الأثناء قال لهم هاني يجب أن نقوم برفع سامح على الأكتاف ومن ثم هو يقوم بتحرير الحمامة وهذا ما تم.
رفع سامح على أكتاف الشباب ورفع عصاه وإذا بضابط البرج الذي يراقب الوضع عن قرب يرسل إشارة تنبيه أن هذا الأمر مخالف وممنوع فتحدث له ممثل الأسرى بالعبرية وقال له أن كائناً حياً سيموت والعملية لن تستغرق إلا دقائق رفض الجندي وقالهم لهم بالعبرية أيضاً(عسور) يعني ممنوع .. التفت الأسرى إلى ممثل المعتقل منتظرين منهم إشارة لأن الكل في هذه الخلية يلتزم بقرار المسؤول سكت ممثل المعتقل ومن ثم أشار لهم بعينيه أن أكملوا المهمة فارتسمت ملامح الفرح على وجوه الحضور وهموا بإنجاز المهمة بهمة كبيرة وسرعة قصوى .
رفع سامح على الأكتاف ورفع عصاه وحاول بكل جهده قص الخيط ولكن بسبب تأرجحه وتأرجح العصا وعدم ثبات من يحمله وتحرك يديه بفعل الرياح بات الأمر صعباً .. أنزل يديه ليريحهما فهب به الجميع هيا يا سامح أنت لها وأصبح الجميع يشجع سامح الذي رفع يديه وأعاد محاولته وفي هذه الأثناء التقت عين سامح بعين الحمامة فنظرت له نظرة حزن فقد ظنت أن سامحاً يريد اصطيادها فابتسم لها سامح وأبعد شفرته عنها حتى لا يؤذيها وكرر محاولاته .
في هذه الأثناء أيضاً كان ضابط البرج يجري اتصالاته مع قيادة السجن حتى تحضر على الفور كان الوقت مهماً جداً للأسرى يجب أن تحرر الحمامة قبل أن تحضر الإدارة الكل يشجع ، وسامح المعلق بين السماء والأرض يحاول ويدعو الله .. وعيون الحمامة مغمضة لأنها لا تعرف مصيرها ورقبة سامح معلقة وكتفاه تتعباه والشباب من أسفل منه يهددونه أنه إن لم ينجح سيقومون بتركه ليقع على الأرض ، وبين ضحك ودعاء وابتسامات وتعب سامح وإصرار هاني وخوف أبي الخير أن يخسر شفرته وأن لا تحرر الحمامة نجح سامح بفك القيد وتحررت الحمامة وطارت نحو السماء وسط تكبيرات وتصفيق حار من الأسرى .
لم ينزل الأسرى سامح عن الأكتاف بل جابوا به جنبات القسم وهم يغنون أغنيه شعبيه تقول (طير وعلّي يا حمام فوق سطوح بيوتنا ميج ويا ميجانا رجعت أيام الهنا ) في هذه الأثناء عادت الحمامة تحط فوق برج المراقبة أقدامها تنظر للأسرى الذي كانوا يشيرون لها بأيادهم وعادت مره أخرى حمامة سجن عوفر المحررة تحلق في السماء باتجاه الشمس مطلقة جناحيها للحرية للفضاء للانطلاق.
عملية التحرير استمر التجهيز لها أكثر من ساعتين وكانت بمشاركة كل رجال القسم الذين آلمهم حال الأسيرة (الحمامة) وأن شعورهم بألم وتعب الحمامة وحزنهم عليها كان حقيقياً فعيون الحمامة العالقة كانت تتحدث وإصرار الأسرى على تحريرها نابع من شعورهم بمدى ظلم القيد والأسر وإن قرارهم نابع من إنسانيتهم وشعورهم المرهف .
هم الأسرى من قيدت حريتهم ... من أكثر منهم يشعرون بقيمة الحرية ومن أكثر منهم إنسانية وعطفأً وحنانأً فرج الله كربهم وهيأ لهم من يحرر قيدهم ويفك أسرهم ويعيدهم إلى أهاليهم وذويهم أحراراً محررين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق