بقلم الصحفيه الاستاذه /ياسمين الجيوشى
في هذا الشهر , شهر أيلول ( سبتمبر ) تتجدد ذكرى مذبحة مخيمي صابرا وشاتيلا التي نفذتها ميليشيات لبنانية مارونية بمساعدة الجيش الإسرائيلي
والذي فرض حصارا على مخيمي صابرا وشاتيلا بعد مقتل الرئيس اللبناني بشير الجميل
في هذا الزمان البائس الذي تحول فيه نصف الشعب الفلسطيني إلى شعب شتات بعد أن كان صاحب أرض ووطن ,, نكبة خلفت ورائها ملايين من الفلسطينيين تركتهم في مخيمات بائسة في دول الجوار , مخيمات تفتقر أبسط مفردات الآدمية ,, ونكبات متلاحقة تلك التي تعرض لها الفلسطينيون في الشتات
ترك الفلسطينيين في تلك المخيمات يواجهون الذل والهوان من جهة والمؤامرات والخسة من جهة أخرى ,, والتي انتهت بالمجازر في كثير من الأحيان .
في لحظة يتحول الصديق إلى عدو لدود ويتحول الشقيق إلى مجرم حرب , ويقود اليمين اللبناني متمثلا في حزب الكتائب اليميني ممثلا للطائفة المسيحية المارونية حرب شعواء ضد الوجود الفلسطيني في لبنان , بداية من حادثة حافلة عين الرمانة والتي قتل فيها 26 فلسطيني , وصولا إلى مجزرة صبرا وشاتيلا , ولا مانع أبدا من اللجوء إلى العدو الصهيوني طلبا للعون في محاربة المقاومة الفلسطينية في لبنان وإضعافها , وإن كان ذلك سيتم من خلال قتل الأبرياء من المدنيين العزل
في منتصف شهر أيلول من عام 1982 دخلت ميلشيا حزب الكتائب اللبناني مخيمي صابرا وشاتيلا بعد أن غض الجيش الإسرائيلي الطرف والذي كان يعلم أن المذبحة واقعة لا محالة والذي دعمها بالقصف المدفعي وبعدد من المركبات العسكرية , وترك الميلشيات المارونية تمر إلى المخيمات ليلا لقتل الأطفال واغتصاب الفتيات وتمزيق أهل الشتات إلى أشلاء , وعندما كانت تقتضي الحاجة كان الجيش الإسرائيلي يشارك بفاعلية في تلك المذبحة والذي حاصر المخيمات لكيلا يستطيع الأبرياء من الخروج وليواجهوا الإرهاب الماروني المتطرف
ثلاثة أيام متواصلة هي عمر المذبحة فعلت فيها ميلشيات حزب الكتائب ما يحلو لها بالفلسطينيين العزل من قتل واغتصاب وتمثيل دموي بالجثث , و 28 عاما هي عمر تلك المذبحة الدموية , التي وقعت بأيدي مواطنين عرب أي أن دماء العرب سالت بيد عرب .
و من العجب أن يساند النظام السوري البعثي الاشتراكي منذ السبعينات تلك الحركة اللبنانية اليمينية أصدقاؤها من الصهاينة والأمريكان , تدخل النظام السوري مرات عدة لإنقاذ هذا الحزب من الهزيمة على يد المقاومة الفلسطينية بلبنان , والحيلولة دون أن يحل محله حكومة يسيطر عليها القوميون العرب من اليسار اللبناني ومنظمة التحرير الفلسطينية , على الرغم من أن الأيدلوجيا تربط القوميين العرب بالنظام السوري , على حساب اليمين اللبناني المتطرف , إلا أن المصلحة والمنطق تقتضي غير ذلك , فالمصلحة لا تقول أبدا أن يسيطر القوميون العرب ومنظمة التحرير الفلسطينية على الأمور في لبنان , فالأنظمة العربية في النهاية أنظمة ديكتاتورية تكره الثورات التي قد تنتشر كالسرطان في بقية أرجاء الوطن العربي , وتجر المنطقة إلى خوض حرب مع إسرائيل هم في واقع الأمر في غنى عنها ولا يريدون من الأصل أن تحدث يوما ما , لذلك كان على النظام السوري إيقاف المقاومة بأي شكل كان .
وفي نفس الشهر أيضا أيلول ولكن من العام 1970 تعرضت المقاومة الفلسطينية وأماكن تواجد المقاومين في الأردن إلى مجازر دموية من قبل النظام الأردني فيما عرف بأحداث أيلول الأسود , واختلطت دماء المقاومين بدماء الأطفال الأبرياء والنساء المكلومات والمدنيين العزل ممن لا ذهب لهم سوى أنهم " من أهل الشتات "
وبالطبع لا جدال في صدق مشاعر العرب تجاه قضية فلسطين , إلا أن الأمور النظرية شئ والتطبيق العملي شئ آخر , فلو اقتضت مصلحة الأنظمة العربية إبادة المقاومة الفلسطينية وأتباعها لضمان استمرارية تلك الأنظمة لكانت الإبادة هي الحل الأمثل ولا أستثني من الأنظمة العربية أحدا , ورغم أن العرب بذلوا بعض التضحيات من أجل القضية الفلسطينية إيمانا منهم بعدالتها , إلا أن فلسطيني الشتات قد عانوا الأمرين على يد أشقائهم العرب ولاسيما في تلك الدول التي بها عدد كبير من اللاجئين والمتاحة لإسرائيل مثل سوريا ولبنان والأردن ولا يرجع ذلك السبب إلى أن أيا من هذه الدول غير متعاطفة مع القضية الفلسطينية بل إلى وجود تناقض جوهري بين متطلبات هذه الدول واحتياجات المقاومة .
والذي فرض حصارا على مخيمي صابرا وشاتيلا بعد مقتل الرئيس اللبناني بشير الجميل
في هذا الزمان البائس الذي تحول فيه نصف الشعب الفلسطيني إلى شعب شتات بعد أن كان صاحب أرض ووطن ,, نكبة خلفت ورائها ملايين من الفلسطينيين تركتهم في مخيمات بائسة في دول الجوار , مخيمات تفتقر أبسط مفردات الآدمية ,, ونكبات متلاحقة تلك التي تعرض لها الفلسطينيون في الشتات
ترك الفلسطينيين في تلك المخيمات يواجهون الذل والهوان من جهة والمؤامرات والخسة من جهة أخرى ,, والتي انتهت بالمجازر في كثير من الأحيان .
في لحظة يتحول الصديق إلى عدو لدود ويتحول الشقيق إلى مجرم حرب , ويقود اليمين اللبناني متمثلا في حزب الكتائب اليميني ممثلا للطائفة المسيحية المارونية حرب شعواء ضد الوجود الفلسطيني في لبنان , بداية من حادثة حافلة عين الرمانة والتي قتل فيها 26 فلسطيني , وصولا إلى مجزرة صبرا وشاتيلا , ولا مانع أبدا من اللجوء إلى العدو الصهيوني طلبا للعون في محاربة المقاومة الفلسطينية في لبنان وإضعافها , وإن كان ذلك سيتم من خلال قتل الأبرياء من المدنيين العزل
في منتصف شهر أيلول من عام 1982 دخلت ميلشيا حزب الكتائب اللبناني مخيمي صابرا وشاتيلا بعد أن غض الجيش الإسرائيلي الطرف والذي كان يعلم أن المذبحة واقعة لا محالة والذي دعمها بالقصف المدفعي وبعدد من المركبات العسكرية , وترك الميلشيات المارونية تمر إلى المخيمات ليلا لقتل الأطفال واغتصاب الفتيات وتمزيق أهل الشتات إلى أشلاء , وعندما كانت تقتضي الحاجة كان الجيش الإسرائيلي يشارك بفاعلية في تلك المذبحة والذي حاصر المخيمات لكيلا يستطيع الأبرياء من الخروج وليواجهوا الإرهاب الماروني المتطرف
ثلاثة أيام متواصلة هي عمر المذبحة فعلت فيها ميلشيات حزب الكتائب ما يحلو لها بالفلسطينيين العزل من قتل واغتصاب وتمثيل دموي بالجثث , و 28 عاما هي عمر تلك المذبحة الدموية , التي وقعت بأيدي مواطنين عرب أي أن دماء العرب سالت بيد عرب .
و من العجب أن يساند النظام السوري البعثي الاشتراكي منذ السبعينات تلك الحركة اللبنانية اليمينية أصدقاؤها من الصهاينة والأمريكان , تدخل النظام السوري مرات عدة لإنقاذ هذا الحزب من الهزيمة على يد المقاومة الفلسطينية بلبنان , والحيلولة دون أن يحل محله حكومة يسيطر عليها القوميون العرب من اليسار اللبناني ومنظمة التحرير الفلسطينية , على الرغم من أن الأيدلوجيا تربط القوميين العرب بالنظام السوري , على حساب اليمين اللبناني المتطرف , إلا أن المصلحة والمنطق تقتضي غير ذلك , فالمصلحة لا تقول أبدا أن يسيطر القوميون العرب ومنظمة التحرير الفلسطينية على الأمور في لبنان , فالأنظمة العربية في النهاية أنظمة ديكتاتورية تكره الثورات التي قد تنتشر كالسرطان في بقية أرجاء الوطن العربي , وتجر المنطقة إلى خوض حرب مع إسرائيل هم في واقع الأمر في غنى عنها ولا يريدون من الأصل أن تحدث يوما ما , لذلك كان على النظام السوري إيقاف المقاومة بأي شكل كان .
وفي نفس الشهر أيضا أيلول ولكن من العام 1970 تعرضت المقاومة الفلسطينية وأماكن تواجد المقاومين في الأردن إلى مجازر دموية من قبل النظام الأردني فيما عرف بأحداث أيلول الأسود , واختلطت دماء المقاومين بدماء الأطفال الأبرياء والنساء المكلومات والمدنيين العزل ممن لا ذهب لهم سوى أنهم " من أهل الشتات "
وبالطبع لا جدال في صدق مشاعر العرب تجاه قضية فلسطين , إلا أن الأمور النظرية شئ والتطبيق العملي شئ آخر , فلو اقتضت مصلحة الأنظمة العربية إبادة المقاومة الفلسطينية وأتباعها لضمان استمرارية تلك الأنظمة لكانت الإبادة هي الحل الأمثل ولا أستثني من الأنظمة العربية أحدا , ورغم أن العرب بذلوا بعض التضحيات من أجل القضية الفلسطينية إيمانا منهم بعدالتها , إلا أن فلسطيني الشتات قد عانوا الأمرين على يد أشقائهم العرب ولاسيما في تلك الدول التي بها عدد كبير من اللاجئين والمتاحة لإسرائيل مثل سوريا ولبنان والأردن ولا يرجع ذلك السبب إلى أن أيا من هذه الدول غير متعاطفة مع القضية الفلسطينية بل إلى وجود تناقض جوهري بين متطلبات هذه الدول واحتياجات المقاومة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق