هم ونحن…ليبرمانهم وبيتنا فلسطين
الباحث والاعلامى الاستاذ/ ماجد عزام
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
نشر موقع قضايا عبرية الثلاثاء -24 اب- خبرا بعنوان مؤامرة سرية بين نتن ياهو وليبرمان تضمن الاشارة الى استقالة وهمية او اعلامية للثانى فى حالة اتخاذ الاول قراراً بتمديد الكبح او التقليص المؤقت للاستيطان فى الضفة الغربية والمفترض ان ينتهى اواخر ايلول سبتمبر الحالى .
فى تفاصيل الخبر الذى نشره الموقع الاكترونى الاسرائيلى قيل ان ثمة ضغوطاً او محاولات امريكية لتمديد التقليص المؤقت للاستيطان حرصا على عدم تفجير او وأد المفاوضات المباشرة فى مهدها وان ثمة افكاراً تطرح فى هذا الخصوص منها مثلا ما طرحه نائب رئيس الوزراء دان مريدور عن البناء فى الكتل الاستيطانية الكبرى التى يقال انها ستضم الى اسرائيل فى كل الاحوال-غوش عتصيون ومعاليه ادوميم وربما ارئيل ايضا- مع استمرار التجميد الجزئى فى بقية المستوطنات خاصة النائية والمعزولة ومع الوقت يجرى العمل على تحديث تلك الافكار والخطط بتدخل من البيت الابيض –دان شبيرو ودينيس روس-ومنذ الان بات ثمة تسليم سلطوى فلسطينى رسمى كما نشرت يديعوت احرونوت الثلاثاء 31 اب باستحالة وقف البناء الاستيطانى بشكل عام المهم فى هذه الاجواء ان نتن ياهو وليبرمان فكرا فى نسج مؤامرة بينهما ليبرمان يهدد بالاستقالة فى حالة عدم انهاء التجميد وبالتالى فرط الائتلاف الحكومى الحالى و مع رفض حزب كديما الانضمام للحكومة وعرض تاييد نتن ياهو من الخارج فقط فيما يخص عملية التسوية فان خروج ليبرمان سيخلق سيرورة تؤدى فى النهاية الى انهيار الائتلاف والذهاب الى انتخابات مبكرة لن تاتى بنتائج او خريطة مغايرة ولكنها ستؤدى حتما الى عرقلة الخطوات الامريكية الهادفة الى تحقيق حل الدولتين بعدما بات مصلحة امنية وقومية للولايات المتحدة .
نشر موقع قضايا عبرية لتفاصيل المؤامرة ربما ادى الى وأدها واجهاضها فى مهدها غير انه يعطى فكرة عن طريقة التفكير الاسرائيلى فرغم التباين والخلافات السياسية والشخصية العميقة الا ان المصلحة الاسرائيلية الحيوية العليا هى المعيار والاساس فى ادارة الشان السياسى والحزبى العام وهو عائد طبعا الى النظام الديموقراطى-حتى لو كان لليهود فقط- والمؤسسات الراسخة وسواسية الجميع امام القانون من اهود اولمرت الى افيغدور ليبرمان مرورا طبعا بغابى اشكنازى وموشيه كتساف .
للصدفة البحتة جاءخبر قضايا عبرية قبل يوم واحد فقط من الاقتحام الهمجى والفظ لافراد من الاجهزة الامنية بلباس مدنى لمؤتمر دعت اليه فصائل اليسار وشخصيات مستقلة للتعبير عن رفض قرار الذهاب الى المفاوضات المباشرة دون ضمانات وتحت سقف الشروط التى حددتها بقايا المؤسسات الفلسطينية الهشة والمهمشة والمهشمة الاشاوس نشدوا الهتاف التقليدى والبائس –بالروح والدم- وربما هتفوا ايضا ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة او التفاوض وهم منعوا حتى عقد مؤتمر صحفى للمنظمين من اجل التعبير عن موقفهم وآرائهم وتصوراتهم للواقع الفلسطينى وكيفية الخروج من المازق الراهن التصرف الهمجى غير فردى وهو يعبر فى الحقيقة عن حقيقة السلطة الاقل فسادا ولكن الاكثر قمعا -كما قال تقرير لمركز كارنيغى- وعن الذهنية التى لا تحتمل فى الجوهر الراى الاخر وترفض تقبله حتى لو كان يصب فى الاخير فى المصلحة الوطنية العليا وهى ناتجة طبعا عن ثقافة الاستبداد والاستئثار وخواء وضعف المؤسسات ورفض الاحتكام الى القانون .
قصر النظر والتزمت حالا دون الانتباه الى ان المؤتمر كان يخدم فى الحقيقة المفاوض الفلسطينى ويساعده فى مواجهة الضغوط الامريكية والعربية ويكرس فكرة ان ثمة راياً عاماً فلسطينياً لا يمكن تجاوزه وان ثمة اموراً لا يمكن القبول بها كونها تتعارض مع المصلحة الفلسطينية العليا كما مع المزاج السياسى فى الشارع الفلسطينى .
هذا فى الضفة وللاسف فان الامر لم يكن مختلفا فى قطاع غزة حيث اعتقلت السلطة هناك مجموعة من حزب التحرير لتوزيعها بيانات ضد المفاوضات ورغم ان الموقف يتلاءم مع سياسة السلطة المحلية الا انه يتعارض مع غطرستها ونظرتها الامنية والحزبية الضيقة فى نفس الوقت تقريبا كانت الاجهزة الامنية تقتحم مكتبا للجهاد فى خانيونس وتعتقل من فيه بذريعة تحرير مخطوف تم احتجازه والتحقيق معه بشكل غير مشروع الجهاد بدورها نفت الرواية وقالت ان الامر يوحى بالتضييق على المقاومة ويؤثر على العمل السياسى والوطنى بشكل عام وسواء صحت هذه الرواية او تلك فاننا امام تنازع فئوى وحزبى ضيق لا يتلاءم مع المصلحة الوطنية كما مع التحديات التى تعصف بالمشروع الوطنى خاصة مع القرار البائس وشبه الانتحارى بالذهاب الى المفاوضات المباشرة و الهدنة المجانية السائدة فى قطاع غزة ومحيطه رغم الحصار و الوضع الانسانى الكارثى والماساوى وتحطيم وتدمير اسرائيل لنسيج الحياة الغزاوية بابعادها المختلفة التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية .
مؤامرة نتن ياهو –ليبرمان من جهة واعتقالات وتصرفات السلطتين فى رام الله وغزة من جهة اخرى تعبران فى الحقيقة عن الواقع الحالى فى فلسطين و اسباب وخلفيات العجز عن الاستفادة من التردى الاسرائيلى داخليا-كما تبدى فى مسالة تعيين رئيس جديد للاركان- وخارجيا كما يتبدى فى اشتداد العزلة والمقاطعة الدولية ضد الدولة العبرية ولكى نفعل ذلك لابد ان نكون احسن حالا غير ان هذا الامر غير متوفر للاسف كما تاكد بما لا يقطع اى مجال للشك عبر المعطيات والوقائع سالفة الذكر التى تفضح الواقع السياسى الفلسطينى وتضبطه دون اى خداع او تجميل وتزييف .
فى تفاصيل الخبر الذى نشره الموقع الاكترونى الاسرائيلى قيل ان ثمة ضغوطاً او محاولات امريكية لتمديد التقليص المؤقت للاستيطان حرصا على عدم تفجير او وأد المفاوضات المباشرة فى مهدها وان ثمة افكاراً تطرح فى هذا الخصوص منها مثلا ما طرحه نائب رئيس الوزراء دان مريدور عن البناء فى الكتل الاستيطانية الكبرى التى يقال انها ستضم الى اسرائيل فى كل الاحوال-غوش عتصيون ومعاليه ادوميم وربما ارئيل ايضا- مع استمرار التجميد الجزئى فى بقية المستوطنات خاصة النائية والمعزولة ومع الوقت يجرى العمل على تحديث تلك الافكار والخطط بتدخل من البيت الابيض –دان شبيرو ودينيس روس-ومنذ الان بات ثمة تسليم سلطوى فلسطينى رسمى كما نشرت يديعوت احرونوت الثلاثاء 31 اب باستحالة وقف البناء الاستيطانى بشكل عام المهم فى هذه الاجواء ان نتن ياهو وليبرمان فكرا فى نسج مؤامرة بينهما ليبرمان يهدد بالاستقالة فى حالة عدم انهاء التجميد وبالتالى فرط الائتلاف الحكومى الحالى و مع رفض حزب كديما الانضمام للحكومة وعرض تاييد نتن ياهو من الخارج فقط فيما يخص عملية التسوية فان خروج ليبرمان سيخلق سيرورة تؤدى فى النهاية الى انهيار الائتلاف والذهاب الى انتخابات مبكرة لن تاتى بنتائج او خريطة مغايرة ولكنها ستؤدى حتما الى عرقلة الخطوات الامريكية الهادفة الى تحقيق حل الدولتين بعدما بات مصلحة امنية وقومية للولايات المتحدة .
نشر موقع قضايا عبرية لتفاصيل المؤامرة ربما ادى الى وأدها واجهاضها فى مهدها غير انه يعطى فكرة عن طريقة التفكير الاسرائيلى فرغم التباين والخلافات السياسية والشخصية العميقة الا ان المصلحة الاسرائيلية الحيوية العليا هى المعيار والاساس فى ادارة الشان السياسى والحزبى العام وهو عائد طبعا الى النظام الديموقراطى-حتى لو كان لليهود فقط- والمؤسسات الراسخة وسواسية الجميع امام القانون من اهود اولمرت الى افيغدور ليبرمان مرورا طبعا بغابى اشكنازى وموشيه كتساف .
للصدفة البحتة جاءخبر قضايا عبرية قبل يوم واحد فقط من الاقتحام الهمجى والفظ لافراد من الاجهزة الامنية بلباس مدنى لمؤتمر دعت اليه فصائل اليسار وشخصيات مستقلة للتعبير عن رفض قرار الذهاب الى المفاوضات المباشرة دون ضمانات وتحت سقف الشروط التى حددتها بقايا المؤسسات الفلسطينية الهشة والمهمشة والمهشمة الاشاوس نشدوا الهتاف التقليدى والبائس –بالروح والدم- وربما هتفوا ايضا ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة او التفاوض وهم منعوا حتى عقد مؤتمر صحفى للمنظمين من اجل التعبير عن موقفهم وآرائهم وتصوراتهم للواقع الفلسطينى وكيفية الخروج من المازق الراهن التصرف الهمجى غير فردى وهو يعبر فى الحقيقة عن حقيقة السلطة الاقل فسادا ولكن الاكثر قمعا -كما قال تقرير لمركز كارنيغى- وعن الذهنية التى لا تحتمل فى الجوهر الراى الاخر وترفض تقبله حتى لو كان يصب فى الاخير فى المصلحة الوطنية العليا وهى ناتجة طبعا عن ثقافة الاستبداد والاستئثار وخواء وضعف المؤسسات ورفض الاحتكام الى القانون .
قصر النظر والتزمت حالا دون الانتباه الى ان المؤتمر كان يخدم فى الحقيقة المفاوض الفلسطينى ويساعده فى مواجهة الضغوط الامريكية والعربية ويكرس فكرة ان ثمة راياً عاماً فلسطينياً لا يمكن تجاوزه وان ثمة اموراً لا يمكن القبول بها كونها تتعارض مع المصلحة الفلسطينية العليا كما مع المزاج السياسى فى الشارع الفلسطينى .
هذا فى الضفة وللاسف فان الامر لم يكن مختلفا فى قطاع غزة حيث اعتقلت السلطة هناك مجموعة من حزب التحرير لتوزيعها بيانات ضد المفاوضات ورغم ان الموقف يتلاءم مع سياسة السلطة المحلية الا انه يتعارض مع غطرستها ونظرتها الامنية والحزبية الضيقة فى نفس الوقت تقريبا كانت الاجهزة الامنية تقتحم مكتبا للجهاد فى خانيونس وتعتقل من فيه بذريعة تحرير مخطوف تم احتجازه والتحقيق معه بشكل غير مشروع الجهاد بدورها نفت الرواية وقالت ان الامر يوحى بالتضييق على المقاومة ويؤثر على العمل السياسى والوطنى بشكل عام وسواء صحت هذه الرواية او تلك فاننا امام تنازع فئوى وحزبى ضيق لا يتلاءم مع المصلحة الوطنية كما مع التحديات التى تعصف بالمشروع الوطنى خاصة مع القرار البائس وشبه الانتحارى بالذهاب الى المفاوضات المباشرة و الهدنة المجانية السائدة فى قطاع غزة ومحيطه رغم الحصار و الوضع الانسانى الكارثى والماساوى وتحطيم وتدمير اسرائيل لنسيج الحياة الغزاوية بابعادها المختلفة التعليمية والصحية والاقتصادية والاجتماعية .
مؤامرة نتن ياهو –ليبرمان من جهة واعتقالات وتصرفات السلطتين فى رام الله وغزة من جهة اخرى تعبران فى الحقيقة عن الواقع الحالى فى فلسطين و اسباب وخلفيات العجز عن الاستفادة من التردى الاسرائيلى داخليا-كما تبدى فى مسالة تعيين رئيس جديد للاركان- وخارجيا كما يتبدى فى اشتداد العزلة والمقاطعة الدولية ضد الدولة العبرية ولكى نفعل ذلك لابد ان نكون احسن حالا غير ان هذا الامر غير متوفر للاسف كما تاكد بما لا يقطع اى مجال للشك عبر المعطيات والوقائع سالفة الذكر التى تفضح الواقع السياسى الفلسطينى وتضبطه دون اى خداع او تجميل وتزييف .
مدير مركز شرق المتوسط للاعلام
ماجد عزام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق