السيد نصر الله : لا يمكن ان يكون هناك اي حل او تسوية على حساب لبنان
اعتبر الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ان ما نشرته المحكمة الدولية اليوم من قرار اتهامي يؤكد صحة ما قلناه خلال السنتين الماضيتين بأن التحقيق ليس شفافا ولا علميا ولا حرفيا وتم تسريبه وموجود في صحف عربية واجنبية وتلفزيون سي بي سي.
كل ما يقال عن سرية التحقيق ثبت كذبه
وقال سماحته في افطار الهيئات النسائية في "هيئة دعم المقاومة الاسلامية" في مبرة السيدة خديجة الكبرى - طريق المطار : ادعو اللبنانيين وغيرهم ان يأتوا بـ"ديرشبيغل" والـ" سي بي سي" وبهذا النص ويروا اوجه التطابق والتشابه.
واضاف ان المحكمة وبلمار كانا يقولان ان التحقيق سري ولا يطلع عليه احد ، وكل ما يقال عن سرية التحقيق ثبت اليوم كذبه بالدليل القطعي، فهو كله كان موجود على صفحات الجرائد منذ عام 2006.
واشار الى انه لا يوجد اي دليل مباشر في النص كله، والامر الوحيد الذي يستند اليه هو موضوع الاتصالات الهاتفية ويقول عن تزامنات هاتفية وبعض التحليلات والاستنتاجات التي لا معنى قضائيا لها.
ولفت السيد نصر الله الى ان هناك قدرة فنية عند الاسرائيلي وغيره على التلاعب بالداتا وتركيب ارقام تلفونات واختراع اتصالات وهمية وكله ثابت فنيا وتقنيا وهذا وحده كاف للطعن بصدقية دليل الاتصالات، وحتى لو غضينا النظر عن ذلك فإن ما ذكر لا يكفي ان يكون دليلا وهذا راي قضاة كبار متخصصين في هذا المجال، وهو يستند الى دليل ظرفي مطعون في صدقيته.
واكد سماحته ان كل ما ورد يزيدنا قناعة ان ما يجري هو درجة عالية من التسييس والظلم مشددا على ان هؤلاء المذكورين في القرار الاتهامي لا يجوز ان نقول عنهم متهمين بل مفترى عليهم ومظلومون بهذا الافتراء.
السيد نصر الله اكد ان ما يجري في الآونة الاخيرة هو أسوأ من تشويه صورة المقاومة لأنه في محاولة تشويه الصورة فشلوا من خلال كل استطلاعات الرأي العام في لبنان والعالمين العربي الإسلامي فالمقاومة تحظي باحترام كبير جدا جدا جدا في لبنان وأوساط الامة. اضاف ان ما يجري اليوم أسوأ من محاولة تشويه الصورة الفاشلة والتي انفق مئات الملايين عليها لضرب وتخريب النسيج الانساني والاجتماعي في لبنان وتهيئة المناخات والأرضية لفتن طائفية ومذهبية وحروب اهلية متنقلة يأملون في نهايتها جر المقاومة إلى الحروب الداخلية وفي النهاية ضرب المقاومة وتشويهها وهذا ما يحدث الآن. ولفت الى اننا تغلبنا على كل المؤامرات السابقة وسنتمكّن أيضا أن نتغلب على هذا التشويه.
من انطلياس الى لاسا الى عاليه..
وتطرق السيد نصر الله في مسالة الافتراء والتضليل الى موضوع عبوة انطلياس مشيرا الى مسارعة اعلام وشخصيات في 14 اذار الى القول ان ما جرى هو محاولة تجهيز عبوة وانه استهداف لأمن المناطق المسيحية للقول ان الشيعة يستهدفون امن مناطقكم واقتصادكم وسياحتكم..
واعطى سماحته مثلا ثانيا في الموضوع المسيحي هو موضوع بلدة لاسا. وقال : رأيت شخصيات من "14 آذار" تخطب في موضوع لاسا وكأنها تتكلم عن كنيسة القيامة وكل ما يجري في لاسا ان هناك خلافًا على العقارات لكنهم عملوا على الموضوع واتهموا حزب الله والشيعة في جبيل بأنهم يحتلون اراضي المسيحيين. هذا الموضوع عمره 70 او 80 سنة من قبل أن اولد انا وحتى والدي وكل الموجودين في حزب الله وحركة أمل والمجلس الاسلامي الشيعي وهو موضوع قديم.
في الموضوع الدرزي اعطى السيد نصر الله مثالا مسالة الادعاء بأن حزب الله يقيم سواتر ترابية على تلة في منطقة عاليه والبعض كتب في "المنشيتات" العريضة انه تم وضع مدافع ومنصات صاروخية والهدف هو توجيه رسالة لرئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط والحزب التقدمي، فصعد شباب من حزب الله والحزب التقدمي وسألوا من وضع السواتر فتبيّن أنّ القصة لها علاقة برئيس بلديّة ومناصر أو صديق للحزب التقدمي والبلديّة وضعت ردميات لها علاقة بشأن خاص والموضوع لا صفة امنية او عسكرية له ولا علاقة له لا بحزب الله والشيعة لا من قريب ولا من بعيد.
واكد السيد نصر الله ان هناك فريقا في لبنان على صلة بمشروع كبير فشل في كل شيء واضاف ان الوجوه الكالحة السوداء البائسة واليائسة التي رأيناها في 14 آب 2006 تعمل أكثر من ذلك، في المقابل هذا بلدنا والناس ناسنا والطوائف اهلنا شيعة ودروز وكل المناطق.
التثبت من الحقيقة
ودعا سماحته اللبنانيين الى التثبت من الحقيقة وعدم تصديق كل ما يرد في الاعلام والانتباه للاستهدف القائم على المستوى الوطني. وقال: انا شخصيا من المتفائلين وتجاوز كل المحن هو بسبب وجود قيادات وطنية صادقة ومخلصة في كل الطوائف اللبنانية وبسبب وجود نخب سياسية ودينية وثقافية واعلامية واعية ومخلصة في مواجهة مؤامرة التخريب هذه. واشار الى وعي المقاومة وادراكها انها مستهدفة كما شعب لبنان مستهدف مما يجعلها حذرة في التعاطي في كثير من الامور وان كثيرا من السجلات لا ندخلها.
واضاف : اؤكد لكم ان هذه الضغوط والمؤامرات والتشويهات والتخريبات لن نستطيع المس بعزم وارادة وايمان المقاومة في لبنان وان هذه المقاومة سوف تبقى قوية وقادرة على حماية لبنان وشعبه وكرامته وسيادته وثرواته المائية والنفطية ضمن المعادلة الثلاثية الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة. واكد ان المقاومة سوف تبقى حريصة على لبنان ووحدته الوطنية وعيشه الواحد وقوته وتماسكه، وكل مؤامرات التخريبة والفتنة وفي لبنان سوف تذهب ادراج الرياح. وشدد السيد نصر الله على ان المقاومة ستكون اكبر من الفتنة والمظلومية والاتهام ولدينا قدرة علية على التحمل.