معركة الثورة ليست الانتخابات
لم تكن النتائج التي وصلت لها الانتخابات الرئاسية في مصر مفاجئة. من كان
يدرك عمق تغلغل الشبكات الرأسمالية المتوحشة ونفوذها في المجتمع المصري كان
يتوقع وصول أداة العهد السابق الى هذه المرحلة. لم تكن المبادئ الأخلاقية
التى أدت بحصول أحمد شفيق على هذا الكم من الأصوات بل أصحاب المصالح وطبقة
رجال الاعمال الأثرياء
و'المرحرحين' التي ولدتها مرحلة الساداة وما بعد الساداة وهم من أكثر المتضرّرين بآثار الانتفاضات في المنطقة.
لا شك بأن الحزن ينتاب كل ثوري ملتزم قضايا وهموم شعبنا العربي. لا عيب في الحزن، فالآمال والأحلام التي ملأت فضاء ساحة التحرير لم تتوقع الاختيار بين أداة العهد الماضي ومرشح يستمد شرعيته من خلال ايديولوجية دينية مبهمة والذي كان حليف النظام في مراحل متعددة. ولكن لا يجوز ان نسمح لليأس أن يمحو التاريخ الذي كتب بدماء شهداء التحرير والنضال في سبيل 'العيش والكرامة والعدالة الاجتماعية'.
لا يتوقف النضال على مرشح رئاسة او على نتائج الانتخابات. العدو الحقيقي ليس الرئيس القادم بل نخبة سياسية هدفها القضاء على شتى انواع المقاومة الشعبية والمدنية متخفاة وراء قناع الحداثة و'التحضّر'. ترى تأثير سياساتهم في صناعة ثقافة تتجسد معالمها على شاشات روتانا ومازيكا وميلودي في فيديو كليبات مبتذلة لا تعكس ثقافة الشارع وهدفها تغريب المُشاهد عن واقعه السياسي والاجتماعي. ولكن انتهت مدة تأثير هذه النُخب حين اصبحت عاجزة عن تخدير الشعب وهذا هو الانجاز الأهم للانتفاضات. وتكمن المسؤولية الأكبر في خلق ثقافة مقاومة من شعاراتها العدالة الاجتماعية والمساواة بين كل أفراد المجتمع بغض النطر عن الخلفية الدينية والإثنية والجنسية واللون والجندر، تُقدس الحرية الفردية الشخصية وتركز بؤرتها على تحرير فلسطين من سطوة الكيان الغاصب العنصري والتخلص من كل نظام عربي يحتضنه ويحميه.
معركة الثورة الرئيسية ليست في الاختيار بين شفيق ومرسي ولا أي كائن سلطوي آخر. معركة الثورة الحقيقية هي الابداع في خلق واقع بديل جوهره وعي ثوري تحريري وجدانه ناصري وثقافته فن تحريضي يتبنى قضايا المنكوبين والمضطهدين والمطحونين. فلا تبيعوا دماء الشهداء وارفضوا ان تكونوا 'سلعة مقايضة' في ايدي المستبدين. الحدوتة لسى ما خلصتش.
و'المرحرحين' التي ولدتها مرحلة الساداة وما بعد الساداة وهم من أكثر المتضرّرين بآثار الانتفاضات في المنطقة.
لا شك بأن الحزن ينتاب كل ثوري ملتزم قضايا وهموم شعبنا العربي. لا عيب في الحزن، فالآمال والأحلام التي ملأت فضاء ساحة التحرير لم تتوقع الاختيار بين أداة العهد الماضي ومرشح يستمد شرعيته من خلال ايديولوجية دينية مبهمة والذي كان حليف النظام في مراحل متعددة. ولكن لا يجوز ان نسمح لليأس أن يمحو التاريخ الذي كتب بدماء شهداء التحرير والنضال في سبيل 'العيش والكرامة والعدالة الاجتماعية'.
لا يتوقف النضال على مرشح رئاسة او على نتائج الانتخابات. العدو الحقيقي ليس الرئيس القادم بل نخبة سياسية هدفها القضاء على شتى انواع المقاومة الشعبية والمدنية متخفاة وراء قناع الحداثة و'التحضّر'. ترى تأثير سياساتهم في صناعة ثقافة تتجسد معالمها على شاشات روتانا ومازيكا وميلودي في فيديو كليبات مبتذلة لا تعكس ثقافة الشارع وهدفها تغريب المُشاهد عن واقعه السياسي والاجتماعي. ولكن انتهت مدة تأثير هذه النُخب حين اصبحت عاجزة عن تخدير الشعب وهذا هو الانجاز الأهم للانتفاضات. وتكمن المسؤولية الأكبر في خلق ثقافة مقاومة من شعاراتها العدالة الاجتماعية والمساواة بين كل أفراد المجتمع بغض النطر عن الخلفية الدينية والإثنية والجنسية واللون والجندر، تُقدس الحرية الفردية الشخصية وتركز بؤرتها على تحرير فلسطين من سطوة الكيان الغاصب العنصري والتخلص من كل نظام عربي يحتضنه ويحميه.
معركة الثورة الرئيسية ليست في الاختيار بين شفيق ومرسي ولا أي كائن سلطوي آخر. معركة الثورة الحقيقية هي الابداع في خلق واقع بديل جوهره وعي ثوري تحريري وجدانه ناصري وثقافته فن تحريضي يتبنى قضايا المنكوبين والمضطهدين والمطحونين. فلا تبيعوا دماء الشهداء وارفضوا ان تكونوا 'سلعة مقايضة' في ايدي المستبدين. الحدوتة لسى ما خلصتش.
نتالي ابو شقرا
ناشطة مستقلة من لبنان/طالبة دكتوراه في معهد الدراسات الشرقية
والافريقية في لندن
والافريقية في لندن
المقال على جريده القدس اضغط على هذا اللينك