فـكـيف الآن قـائدُكم عـميلٌ*** ودومـاً كان ذو شَرَفٍ يقودُ ؟!
رسالة عتاب إلى الشعب المصري العزيز
بـني مصرَ الأبيّةِ، كيف صرتمْ * * * * بُـعيْدَ الـعزِّ تـحكمكم عبيدُ ؟!
لـديكم تـلكمُ الأهـرامُ صـرحاً * * * * فـكيف بـظلّها سال الصديدُ ؟!
أرقـتمْ فـي تـحرّركم وريـداً * * * * كـنهر الـنيل ذلـكمُ الـوريد!
وأنـتـم تـمتطون الآن صـمتاً * * * * وفـوق ظـهوركم عاد الحديدُ !
لـكم جَـدّ ٌ عـن الإسلامِ حامى * * * * لـماذا لا يـشابهُهُ الـحفيدُ ؟!
لـماذا عـزّكم أمـسى طـلولاً * * * * ويُـنعى فـوقه المجدُ التليدُ ؟!
فـوقفتكم ب(جـالوتٍ) تضاهي * * * * بـكورَ الـفتح، أو حـتى تزيدُ
وبـالمنصورة الـعظمى وقـفتم * * * * وقـوفَ الليثِ وانهزمتْ حشودُ
فـكـيف الآن قـائدُكم عـميلٌ * * * * و دومـاً كان ذو شَرَفٍ يقودُ ؟!
يـكادُ الـنيلُ يـمسي دمعَ حزنٍ * * * * و كـبتٍ مـا لـه أبداً حدودُ !
و يـشك و لـلصعيد عـظيمَ قهرٍ * * * * و يـشكو ذلـك الـقهرَ الصعيدُ
فـكم مُـزجتْ مياهُه مع فخارٍ! * * * * وكـم ضـحّتْ بشاطئه جنودُ !
و كــم شـربته والـدةٌ إبـاءً * * * * عـزّاً عـاد يَرضعُه الوليدُ !
و يـشربُ منه هذا اليوم جهراً * * * * عـدّوٌ غـاشم وغـدٌ لـدودُ !!
فـيالله مـن زمـنٍ عـجيبٍ! * * * * بـقلعة "نـاصرٍ" يلهو اليهودُ !!
* * * * * *
وكم في الأزهرِ ازدهرَ انتصارٌ ! * * * * و كم في صحنِه ارتفعتْ بنودُ !
وكـم حـضنتْ عباءتُه جهاداً ! * * * * وكـم ذا أثـمرتْ فيه الجهودُ !
فـأينَ عـباءةٌ والـعبءُ أمسى * * * * قيلاً لـيس تـحملُه الزنودُ ؟!
لـماذا الـمنبرُ الـوضّاءُ أمسى * * * * يـريدُ كـما صـهاينةٍ تريدُ ؟!
لـماذا قـد تـقوقعَ تحت عرشٍ * * * * و فـوق العرش شيطانٌ مريدُ ؟!
لـماذا بـينه والـشعبِ قـامتْ * * * * ســدودٌ لا تـماثلها سـدودُ ؟!
عـمائمُه الـتي نـزفتْ مِـداداً * * * * يـقاسُ بـأجرِ ما نزفَ الشهيدُ
لـقد لاذتْ بـصمتٍ أيِّ صـمتٍ * * * * وغـزّةُ فوقها الخطْبُ الشديدُ !!
فـهل تـرضى الصحائفُ ألّفوها * * * * و عـن حـقٍّ مـؤلّفها يحيدُ ؟!
و كـم صـعدَ الـمنابرَ ذو كلامٍ * * * * و عـاد بـعكسِه ذاك الصعودُ !
ألـيسَ الـمسلمون كحالِ جسمٍ * * * * و لـيسَ تـقسّمُ الجسمَ الحدودُ
فـلا تـنأى الأصـابعُ عن ذراعٍ * * * * و لا عـن دمـعِها تنأى الخدودُ
* * * * * * * *
بـني مـصرَ الأبيّةِ كيف صرتمْ * * * * بُـعيْدَ الـعزِّ تـحكمُكم عبيدُ ؟!
أفــاعٍ مـلؤها سُـمٌّ ولـيستْ * * * * لـهـا مــن آدمٍ إلاّ الـجلودُ
أعـدتمْ حـكمَ فـرعونٍ عـليكم * * * * أ كـان لـذلك الحكمِ الخلودُ ؟!
كـما قـد أغرق الأمصار ظلماً * * * * فـأُغرقَ صـاغراً هـو والجنودُ
أمـا واللهِ مَـن والـى ظـلوماً * * * * فـفي نـار الـجحيمِ هما وقودُ
و قـالوا: قد نضجنا. قلتُ حتماً * * * * لـقد نـضجتْ بـأيديكم قـيودُ
لـقد نـضجتْ خـيانتُكم * * * * لـعمري إنّـه نـضْجٌ فـريدُ ii!
و مـنها سُـدّدتْ لـلحقِّ نـبْلٌ * * * * و عـنها قـد نأى الرأيُ السديدُ
و يـلعنُ حـبرُها مـن سطّروهُ * * * * وكـاتـبَه ازدرى ذاك الـعمودُ
مِـدادٌ يُـشترى ويُـباعُ جـهراً * * * * و مـاخـورُ الـخيانةِ يـستفيدُ
و أقـلامُ الـنفاقِ تـزيد مَـيْلاً * * * * لـمن فـي كـفّهِ مـالٌ يـزيدُ
يـدوم لـهاثها فـي كـل حـالٍ * * * * و يُـعبَدُ عـندها الـجيبُ العتيدُ
بـمـثلِ أولـئكمْ فـسدتْ بـلادٌ * * * * و صـار خليفةً يوماً (يزيدُ) !!
بـمثلِ أولـئكم قُـهرتْ شعوبٌ * * * * حـلّ عـليهمُ الـعَنَتُ الشديدُ
سـمومُ مـدادهم جعلتْ نفوساً * * * * عـلى الأيـامِ عـن حـقٍّ تحيدُ
و شادتْ في الرؤوس جبالَ جهلٍ * * * * و مـازالـتْ لـمـفسدةٍ تَـشيدُ
هـي الأقـلامُ قـد فـعلتْ * * * * بـأمتنا ولا الـسيفُ الـحديدُ !
فـكلُّ قُـطيْرةٍ مـن حـبرِ حقد * * * * يُـصاغُ بـليلها رجـلٌ حـقودُ
* * * * * * * *
بـني مـصرَ الأبـيّةِ أيَّ خـيرٍ * * * * عـليكمْ مـن مصالحةٍ يعودُ ؟!
فـهل فِـعلاً حصدتمْ خيرَصُلحٍ * * * * مـع الأعداءِ، أم أنتم حصيدُ ؟!
وهـل صرتم ونهر النيل يجري * * * * و يـجري قـربَه مـالٌ رفيدُ ؟!
و هـل كـسموّ أهـرامٍ لـديكم * * * * تـسامى بـينكم عيشٌ رغيد ؟!
فـلا واللهِ ، بـل زدتـم عـذاباً * * * * و وازى فـقـرَكم ذلّ ٌشـديـدُ
مـعاهدةٌ تُـسطّرُ مـع يـهودٍ ؟ * * * * متى حُفظتْ بشرعتهم عهودُ ؟!
مـتى السكينُ تعشقُها جراحٌ ؟! * * * * و يعشق نارَه الحطبُ الوقودُ ؟!
مـتى أمنتْ حمائمُ قربَ أفعى ؟! * * * * و قـرّتْ وسْطَ عاصفةٍ ورودُ ؟!
* * * * * * * *
كـلابٌ بـينكم نـبحتْ أسـوداً * * * * مـتى أبهتْ بذا النبحِ الأسودُ ؟!
كـوادٍ عـابَ لـلطودِ ارتفاعاً ! * * * * كذلك عيبَ في الطود الصمودُ !
فـقيل: مـغامرٌ، يـرقى بجهلٍ * * * * إلـى الأعلى لتسحقَه الرعودُ !!
كـذلك يـقلبُ الـميزانَ خـصمٌ * * * * و يـنكرُ ظاهرَ الفضلِ الحسودُ
ولـيسَ العودُ يمنعُ ضوءَشمسٍ * * * * لـيسَ الـبحرُ تـمنعُه السدودُ!
ولـيـسَ بـغبْرةٍ يـهتزّ طـوْدٌ * * * * ولـيسَ بـحصوةٍ قـصرٌ يـبيدُ